فصيل يحتجز قياديًا في ريف حلب ويرفض تحويله إلى القضاء
لا تزال قوات “فيلق المجد” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، تعتقل النقيب زاهر كريكر، منذ سبعة أشهر دون أسباب واضحة، ودون توكيل محامٍ أو معرفة التهم الموجهة إليه.
وينحدر النقيب كريكر من بلدة كفرنبودة بريف حماة، وهو قيادي سابق في “جيش النصر” التابع لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” صاحبة النفوذ العسكري في مناطق إدلب وحلب، وهي جزء من الجيش الوطني السوري المدعوم من قبل تركيا.
مصدر مقرب من النقيب قال لعنب بلدي، إن كريكر معتقل لدى “الشرطة العسكرية” في مدينة عفرين شمالي حلب، دون تحويل إلى القضاء، منذ اعتقاله في 29 من تشرين الثاني 2022، دون مذكرة قضائية أو تبليغ.
وأضاف، أن ذوي كريكر حاولوا معرفة سبب اعتقاله منذ اليوم الأول، لكن كان الرد بأنه “إيداع” لمصلحة “فيلق المجد” الذي يقوده الرائد ياسر عبد الرحيم، وهي المرة الثانية التي يُعتقل فيها كريكر.
وذكر وسطاء لعائلة كريكر، أن سبب الاعتقال، مبالغ مالية مترتبة عليه لصالح أربعة أشخاص، إلا أن الأشخاص الذين تم ذكرهم نفوا الادعاء، وجرى تصوير “فيديو” من قبل كل شخص بأن كريكر بريء الذمة، لكن لم يتم إطلاق سراحه، وفق المصدر.
وأوضح المصدر (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أن كريكر معتقل لأسباب وخلافات شخصية مع ياسر عبد الرحيم وشتائم بين الطرفين، وأن قضية وجود ادعاءات هي تلفيق من قبل “فيلق المجد”.
وذكر أنه لا يمكن توكيل محامٍ، لأن “فيلق المجد” يمنع تحويل النقيب كريكر إلى القضاء.
تواصلت عنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، العميد أيمن شرارة، ومدير إدارة “الشرطة العسكرية”، العميد الركن خالد الأسعد، للحصول على معلومات عن أسباب اعتقال النقيب زاهر كريكر، والتهم الموجهة له، وأسباب عدم عرضه للقضاء، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
كيف جرى الاعتقال؟
في 29 من تشرين الثاني 2022 استدعت “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) في “الوطني” النقيب كريكر، ليتبيّن أنها اعتقلته وسلّمته إلى “أمنية فيلق المجد” الذي يقوده الرائد ياسر عبد الرحيم.
وقال مصدر مقرب من كريكر حينها، لعنب بلدي، إن النقيب محتجز بعد استدعاء شفوي من منزله في ناحية شيخ الحديد التابعة لعفرين بريف حلب، دون أي مذكرة أو تبليغ.
وفي أيار 2022، اعتقل “فيلق المجد” القيادي كريكر لمدة شهرين ونصف، دون أسباب أو تهم واضحة، وحتى طريقة الإفراج عنه جرت من خلال أحد العناصر في “الفيلق” بشكل “إنساني”، دون قضاء أو محاكمة.
وتعرّض النقيب للتعذيب والضرب خلال فترة الاعتقال السابقة.
وبات الشخص الذي أفرج عن النقيب منذ ذلك الحين ملاحقًا من قبل “فيلق المجد” وهو موجود في تركيا، وظهر في تسجيلات مصورة يروي عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها كريكر خلال اعتقاله أول مرة.
وساطة وشروط
حاول ذوو النقيب كريكر إدخال وساطات من مجالس صلح وعشائر ووجهاء وأعيان، للصلح مع الرائد ياسر عبد الرحيم، لكن دون جدوى، إذ فرض قائد “فيلق المجد” عدة شروط لقبول الصلح والإفراج عن كريكر وكانت:
-اعتذارًا مصورًا من أهل وعشيرة النقيب زاهر.
-طلب عشرة كفلاء للنقيب زاهر وضمانة عدم الحديث عما حدث معه للإعلام.
-تسليم شقيق زاهر لـ”الشرطة العسكرية” لأنه تحدث عبر وسائل الإعلام عن قصة أخيه.
وتعد حالة اعتقال كريكر واحدة من حالات اعتقال عدة تُنفذ على يد فصائل “الجيش الوطني”، سواء لمدنيين أو ناشطين أو عاملين في المجال الإغاثي والإنساني أو حتى بعض العناصر في بعض الفصائل العسكرية.
ويجري تنفيذ هذه الاعتقالات دون مذكرات قضائية، مع عدم السماح بتوكيل محامٍ، وسط مطالب عديدة بمعرفة أسباب الاعتقال ومطالب بالإفراج عن المعتقلين، وعدم اتباع سياسة أجهزة النظام السوري الأمنية.
اقرأ أيضًا: اعتقالات الشمال السوري.. لا ضوابط ولا حلول
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :