إدلب.. جني المحاصيل على خطوط التماس محفوف بالمخاطر

  • 2023/05/26
  • 4:50 م
نساء سوريات يجمعن الورود في حقل بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا- 1 أيار 2023 (الأناضول/ عزالدين قاسم)

نساء سوريات يجمعن الورود في حقل بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا- 1 أيار 2023 (الأناضول/ عزالدين قاسم)

برنامج “مارِس” التدريبي – عبد المنعم غريبي

بينما يسود هدوء نسبي خطوط الجبهات بين فصائل المعارضة وقوات النظام في بلدات ريف إدلب الجنوبي والشرقي، يقصد بعض من أهالي تلك المناطق منازلهم المدمرة أو المتضررة بفعل القصف، بهدف جمع ثمار بساتين الكرز والزيتون والتين التي يملكونها.

ويأمل المزارعون بجني محصول جيد يسد جزءًا من احتياجاتهم، في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها كنازحين في مخيمات الشمال السوري.

محاصيل محفوفة بالمخاطر

في مناطق من أرياف إدلب الجنوبي والشرقي التي تمتاز ببساتينها الخضراء، يأمل خالد (50 عامًا)، المنحدر من قرية سفوهن، بجني محصول جيد من بستان التين الذي يملكه.

ويتردد خالد المقيم في مخيمات أطمة بالقرب من الحدود التركية إلى بستانه عدة مرات شهريًا، حيث يبقى لأكثر من يومين في بعض الأحيان، يقطع خلالها الأعشاب الضارة، ويقلّم الأشجار ثم يعود إلى المخيم، تحضيرًا لموسم الحصاد.

“قد أتعرض لهجوم من قبل طائرة أو مدفعية في أي لحظة، لكنني مجبر على القدوم إلى هنا لأجل لقمة العيش”، قال خالد لعنب بلدي.

وأضاف، “في حال لم أجنِ محصولًا جيدًا من البستان، فسأضطر إلى اقتراض المال لسد حاجات أسرتي، هذا إن وجدت من يقرضني المال”.

وتشتهر مناطق أرياف إدلب الجنوبي والشرقي ببساتين التين والكرز والزيتون، وتعد هذه البساتين مصدر رزق لأغلبية أهالي تلك المناطق.

وبلغ سعر الكيلوغرام من التين المجفف في السوق المحلية بمدينة إدلب عام 2022 نحو 50 ليرة تركية، بينما سجل الكرز حوالي 25 ليرة، وتراوح سعر الليتر الواحد من زيت الزيتون بين 20 و25 ليرة تركية.

ويقدّر سعر صرف الليرة التركية بـ19.8563 مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بحسب موقع “doviz” التركي المختص برصد حركة العملات.

وتصنف مناطق من ريف إدلب الجنوبي والشرقي على طول امتداد خطوط التماس كأماكن خطرة على المدنيين، وتتعرض لقصف واستهدافات متكررة للتجمعات البشرية.

وتشكلت خطوط التماس بين المعارضة والنظام السوري جنوبي إدلب، أواخر عام 2019 بعد سيطرة قوات النظام بدعم روسي إيراني، على مناطق واسعة من أرياف إدلب وحماة.

استهدافات متكررة

رغم سريان اتفاق “خفض التصعيد” (سوتشي)، الموقع بين تركيا كضامن لفصائل المعارضة السورية، وروسيا الضامنة للنظام السوري، في تشرين الأول 2019، تتعرض المنطقة لقصف مستمر من الجانبين، لكن غالبًا ما يستهدف النظام المناطق الزراعية والأحياء السكنية.

المكتب الإعلامي لـ”الدفاع المدني السوري” قال لعنب بلدي، الثلاثاء 23 من أيار، إنه وثق منذ مطلع 2023 وحتى 20 من أيار الحالي، 210 هجمات شنها النظام المدعوم روسيًا، على مناطق شمال غربي سوريا.

ومن بين الهجمات، استهدافات مدفعية طالت مناطق البارة، وكفرنوران، والأتارب، والأبزمو، وسرمين، ومعربليت، بريف إدلب الجنوبي، أحدثها كانت على بلدة كفرعويد في 15 من أيار الحالي.

وتسببت هجمات النظام على شمال غربي سوريا، بحسب “الدفاع المدني”، بمقتل ستة أشخاص، بينهم امرأتان وطفل، وإصابة 64 آخرين.

وتزامنًا مع غياب تحركات الآليات العسكرية الثقيلة، التي يتخللها قصف مدفعي بين الحين والآخر، يرى فؤاد، وهو أحد مقاتلي المعارضة في قرية الملاجة، طائرات الاستطلاع الروسية، التي لا تكاد تفارق سماء المنطقة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

وأضاف فؤاد (25 عامًا)، المنحدر من قرية كفر عويد، “ترصد الطائرات الروسية التحركات والتجمعات البشرية في كل مكان، وتشن الهجمات من دون التفريق بين عسكري أو مدني”.

وتعاني مناطق خطوط التماس في أرياف محافظات إدلب وحماة واللاذقية خروقات مستمرة من قبل قوات النظام وحليفها الروسي، مستهدفة منازل المدنيين والأراضي الزراعية ونقاطًا عسكرية للمعارضة، بينما ترد المعارضة باستهداف مناطق تتمركز بها قوات النظام.

وتسببت هذه الخروقات بنزوح أكثر من 370 ألف شخص من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، منذ مطلع تشرين الثاني 2019 حتى 9 من كانون الثاني 2020، وفق إحصائية صادرة عن فريق “منسقو استجابة سوريا”.

مقالات متعلقة

منصة المتدربين

المزيد من منصة المتدربين