تسلّم وزير الخارجية في حكومة النظام السوري، فيصل المقداد، أوراق اعتماد آدم عبد المولى المنسق المقيم الجديد للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، خلفًا للمصطفى بن المليح الذي استمر أقل من ستة أشهر في المنصب.
وخلال لقائه مع المقداد، الاثنين 22 من أيار، بحث علاقات التعاون بين حكومة النظام، ومختلف منظمات الأمم المتحدة ومكاتبها العاملة في سوريا، وأهمية مساهمتها في دعم العمل الإنساني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأشار عبد المولى خلال اللقاء إلى أن حجم التحديات الإنسانية “كبير”، وأن دور الأمم المتحدة في سوريا سيركز على مساعدة الشعب السوري للنهوض مجددًا، وتسريع عملية التعافي في مختلف القطاعات المؤثرة في حياة السوريين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
وفي أولى تصريحاته بعد استلامه المنصب في 14 من أيار الحالي، قال عبد المولى، اليوم الثلاثاء عبر حسابه في “تويتر”، “بالعودة إلى سوريا بعد سنوات عديدة، الاحتياجات الإنسانية صاعقة، وخلقت أكثر من 12 عامًا من الأزمة معاناة هائلة، لكن صمود الشعب مذهل”.
وأكد التزام الأمم المتحدة بإعادة مضاعفة جهودها لضمان ألا تصبح “الأزمة السورية منسية”.
وتتعرض منظمات الأمم المتحدة لانتقادات متواصلة من منظمات المجتمع المدني السورية، بسبب تقاربها مع النظام السوري، وتقديم خدمات سياسية مجانية للنظام، أحدثها تباطؤ بالاستجابة في ملف الزلزال الذي ضرب سوريا، في 6 من شباط، وانتظار موافقة النظام السوري لإدخال المساعدات.
Back in #Syria after many years – the #humanitarian needs are staggering and 12+ years of the crisis have created immense suffering, but the people's resilience is astounding!
We commit to re-doubling our efforts to ensure Syria's does not become a forgotten crisis. pic.twitter.com/Y8lPPGY4ur
— Adam Abdelmoula (@adam_abdelmoula) May 23, 2023
من آدم عبد المولى؟
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين السوداني، آدم عبد المولى، كمنسق مقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، في 14 من أيار الحالي.
ويملك عبد المولى نحو 35 عامًا من الخبرة في مجالات التنمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والعمل الإنساني والأمن، منها 24 عامًا قضاها مع الأمم المتحدة.
وقبل تعيينه في منصبه الحالي، شغل عبد المولى منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال منذ آب 2019، حيث قاد أنشطة الأمم المتحدة الإنسانية لمعالجة موجة الجفاف التي تشهدها البلاد منذ أجيال، مصحوبة بغياب الاستقرار السياسي، وتفشي الأمراض وتهديد انتشار المجاعة.
وشغل عبد المولى أيضًا عدة مناصب داخل منظومة الأمم المتحدة، منها مدير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومدير شعبة آليات المعاهدات في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، والمدير القُطري للعراق في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وسبق أن عيّن عبد المولى في منصب المنسق المقيم والممثل المقيم للأمم المتحدة في سوريا عامي 2012 و2013، وقبلها بذات المنصب في الكويت منذ عام 2010.
وعمل عبد المولى رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وبين عامي 2004 و2007 عمل كنائب رئيس قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا.
وخدم أيضًا كرئيس قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق عامي 2003 و2004، وقبلها كبير مستشاري سيادة القانون وحقوق الإنسان في الصومال، منذ 1999.
قبل انضمامه إلى الأمم المتحدة، عمل عبد المولى في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية بما في ذلك منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”لجنة المحامين لحقوق الإنسان”، و”اتحاد المحامين العرب”، و”صندوق السلام”.
لدى عبد المولى شهادة الدكتوراة في القانون الدولي العام من جامعة “جورجتاون” الأمريكية، إضافة الى شهادة الماجستير في القانون من كلية “هارفارد” للقانون، وشهادة البكالوريوس في القانون من جامعة “الخرطوم” بالسودان.
مصطفى بن المليح، سلف عبد المولى، عايش فترة كارثة الزلزال في سوريا، في شباط الماضي، حين أقر منسق الإغاثة الأممي في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بخذلان السوريين في شمال غربي سوريا، بعدما أدخلت الأمم المتحدة أولى قوافل المساعدات الخاصة بالزلزال، خامس أيام الزلزال.
ولم يتقدم حينها بن المليح بطلب نشر فرق الأمم المتحدة للكوارث والتنسيق، بعد حدوث كارثة الزلزال في سوريا، في خطوة تتماشى مع سياسة النظام السوري الذي لم يعلن المحافظات المتضررة “منكوبة” قبل اليوم الخامس من الزلزال.
وتعد فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC) جزءًا من نظام الاستجابة لحالات الطوارئ الدولية المفاجئة، المصمم لمساعدة الأمم المتحدة وحكومات البلدان المتضررة من الكوارث، خصوصًا الزلازل، خلال المرحلة الأولى من حالة الطوارئ المفاجئة.