أعلنت “القناة 12” الإسرائيلية عن مكالمة هاتفية جمعت ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وقالت القناة، مساء الاثنين 22 من أيار، إن المكالمة تمت بين الطرفين من البحرين، وفق ما نقلته عن مصدر شارك في مباحثات لتطبيع العلاقات بينهما.
ومارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطًا على الرياض للدخول في المباحثات، فيما اشترطت الأخيرة أن تتم المكالمة من البحرين.
وأشارت “القناة 12” إلى أن اختيار البحرين كوسيط بين الطرفين جاء أيضًا بطلب سعودي، لإجراء مباحثات لتطبيع العلاقات خلال المرحلة المقبلة.
القناة نقلت عن المصدر أيضًا، أن المباحثات معقدة للغاية، مع شروط واضحة وضعها الجانب السعودي، وهي تنازلات إسرائيلية بشأن القضية الفلسطينية.
ما التنازلات؟
التنازلات شملت، بحسب القناة، منح امتيازات أكبر للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بما في ذلك تنازلات أمنية من جيش الاحتلال لمصلحة السلطة.
كما شملت منح صلاحيات أمنية للسلطة الفلسطينية في كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، بما لا يشمل “حائط المبكى”، وفق “القناة 12”.
وسبق لمستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، أن قال إن واشنطن “تسعى لتطبيع كامل” بين السعودية وإسرائيل.
وجاء كلام سوليفان في مقال نشره بمعهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى“، في 5 من أيار الحالي.
ولم تعلّق المملكة العربية السعودية على تلك الأخبار التي تأتي بعد أيام من انتهاء أعمال القمة العربية الـ32 في جدة بالسعودية.
وأشار ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خلال كلمته في القمة إلى أن “قضية فلسطين كانت وما زالت قضية العرب المحورية، وتأتي على رأس أولويات المملكة”.
ليست المرة الأولى
هذه ليست المرة الأولى التي تدور فيها أحاديث عن إمكانية انضمام السعودية إلى اتفاقات “أبراهام”.
وسبق لنتنياهو نفسه أن قال في لقاء مع قناة “CNBC” الأمريكية، إن التحركات السعودية تجاه النظام السوري تسهم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في 20 من نيسان الماضي.
واعتبر نتنياهو حينها أن القادة السعوديين يعرفون أن إسرائيل شريك لا غنى عنه للعالم العربي “لتحقيق الأمن والسلام والازدهار”.
وقال، “الرياض تعرف تمامًا فوائد الشراكة معنا”.
وتزامنت تصريحات نتنياهو حينها مع تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أشار خلالها إلى عمل جارٍ لزيارة يقوم بها إلى السعودية، لكنه لم يحدد موعدها.
تطبيع ضمن اتفاقيات “أبراهام”
شهد عام 2020 توقيع أربع دول عربية ما عُرف باتفاقيات “أبراهام” لتطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل، هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ومنذ ذلك الحين، تزايد الحديث عن احتمالية انضمام السعودية إلى الاتفاقيات، وهو ما نفته الرياض.
وفي 2021، قال مندوب الرياض الدائم في الأمم المتحدة حينها، عبد الله المعلمي، إن السعودية “على استعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمجرد أن تنفذ الأخيرة عناصر “مبادرة السلام العربية”.
وتدعو المبادرة إلى إنهاء احتلال جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ومنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.
وفي 2020، قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إن التطبيع مع إسرائيل “سيحدث في نهاية المطاف”، مضيفًا أن “السلام ضرورة استراتيجية للمنطقة، والتطبيع مع إسرائيل في نهاية المطاف جزء من ذلك”.
وقال ولي العهد السعودي في تصريحات لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، عام 2018، إن لشعب إسرائيل الحق في العيش على أرضه بسلام.
–