هجوم واسع وتشبيه بـ “داعش”.. مناورات “حزب الله” تثير الجدل

أثارت المناورات العسكرية التي أجراها “حزب الله”، الأحد 21 من أيار، جدلًا واسعًا في لبنان.

ونشر الحزب تسجيلات مصورة لعناصر تابعين له، يجرون مناورات عسكرية بالذخيرة الحيّة.

ويأتي التسجيل في ظلّ استهدافات إسرائيلية متكررة لأهداف إيرانية في سوريا، وتوتر أمني شهده قطاع غزة والقدس في فلسطين المحتلة، الأسبوع الماضي.

المناورات التي أجراها الحزب، وحظيت بتغطية إعلامية من قبل وسائل إعلام مقربة منه، أثارت جدلًا واسعًا في لبنان.

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، في تغريدة عبر “تويتر”، الإثنين 22 من أيار، إن المناورات مرفوضة تمامًا.

إنّ المناورة العسكرية التي أجراها "حزب الله"، يوم أمس، في منطقة الجنوب مرفوضة تمامًا، إذ في الوقت الذي يصارع فيه اللبنانيون ليل نهار وفي كلّ لحظة لإعادة بناء دولتهم واستعادة الثقة العربية والدولية بهذه الدولة، وجّه "حزب الله" رسالة واضحة أمام اللبنانيين جميعهم، والمجتمعين العربي…

— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) May 22, 2023

وفي الوقت الذي يصارع فيه اللبنانيون لإعادة دولتهم، وجّه الحزب رسالة واضحة بأنه لن يسمح بقيام دولة فعلية في لبنان، بحسب جعجع.

كما جاءت المناورات بعد يومين من انتهاء أعمال القمة العربية في السعودية، والتي أكدت على أهمية التفرقة بين حق لبنان في المقاومة وبين الإرهاب.

فيما اعتبر الحساب الرسمي لـ”حزب الكتائب”، أن “حزب الله” يمعن في ضرب صورة الدولة عبر استعراض السلاح.

تشبيه بـ “داعش”

شكل وتفاصيل المناورات العسكرية لـ”حزب الله” دفع الإعلامية اللبنانية، ديانا مقلد، لتشبيهه بالتسجيلات المصورة التي كان يبثها “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش).

وقالت مقلد في تغريدة عبر “تويتر”، الأحد، إن الصورة التي أظهرت المناورات تضمنت “محاكاة واضحة لجهة اللبس وطريقة العرض والتصوير”.

وأضافت، “داعش كان تنظيم قتل وإرهاب حاول تقديم القتل والموت العميم بشكل مبهر بصريًا، وحزب الله كذلك يحاول استخدام هذا الإبهار البصري رغم الواقع المزري”.

العرض العسكري لحزب الله في الجنوب باستخدام الدرونز وعرض السلاح ولباس عناصره وكل المشهدية التي تم تقديمها بعناية ذكرتني بعروض داعش قبل سنوات…
محاكاة واضحة لجهة اللبس وطريقة العرض والتصوير..
داعش كان تنظيم قتل وارهاب حاول تقديم القتل والموت العميم بشكل مبهر بصريا…
حزب الله كذلك… pic.twitter.com/x3XVI4bacd

— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) May 21, 2023

فيما اعتبر الإعلامي طوني بولس، أن المناورات “استعراض للتخلف والرجعية”، وأنه “لن تقوم دولة في لبنان بوجود حزب الله”.

⚠️ إستعراض التخلف والرجعية

لن تقوم دولة في لبنان بوجود حزب الله، هذا التنظيم نقيض للازدهار والتقدم والاستقرار والاستقلال، فهذا السلاح إرتكب الجرائم وتسبب بالكوارث للبنان، وهو مشروع فتنة دائمة.

🔴 مسرحية المناورة العسكرية تأتي في اللحظة المناسبة لإسرائيل التي تعيش انقسامات حادة.… pic.twitter.com/8BV05v4nhR

— طوني بولس (@TonyBouloss) May 21, 2023

إلا أن الكاتب الفلسطيني، حامد أبو العز، اعتبر في مقال نشره في موقع “رأي اليوم“، الإثنين 22 من أيار، أن المناورات موجهة ضد إسرائيل.

ووفق أبو العز، فإن الرسالة التي أراد الحزب إرسالها أن “المقاومة جاهزة للتغلغل في العمق الإسرائيلي”.

ويستعد “حزب الله” لمرحلة الهجوم البري بعد عرضه للأسلحة في المناورات، بحسب أبو العز.

فيما نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقرّبة من “حزب الله”، عن نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، أن المناورات “رسالة ثبات وجهوزية”.

واعتبر قاسم أن على إسرائيل أن تعلم أن “مقاومة حزب الله ليست مقاومة عابرة، بل متجذرة في الأرض”، بحسب ما نقلته “الأخبار”.

وبحسب تصريحات سابقة للأمين العام لـ”حزب الله“، في 2022، يمتلك الحزب 100 ألف مقاتل.

ماذا تضمن التسجيل

أجرى “حزب الله” المناورة بالقرب من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، بحسب ما ذكرت قناة “الميادين” اللبنانية، المقربة من الحزب، في الجنوب اللبناني.

وأظهر التسجيل محاكاة لأسر جنود إسرائيليين، واستعراض لعناصر من فرقة “الرضوان” التابعة للحزب تقتحم مستعمرة إسرائيلية.

كما تم استعمال أسلحة مختلفة في قصف أهداف محددة بالأسلحة الخفيفة، بما فيها الرشاشات وقذائف الـ”آر بي جي”.

حضر المناورات رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله”، هاشم صفي الدين، في الذكرى الـ23 لـ”تحرير أراض لبنانية من الاحتلال الإسرائيلي”.

وهدد صفي الدين، إسرائيل، بـ”إمطارها بما لا قبل لها به” في حال وسعت هجومها ليشمل لبنان.

وشهدت الأراضي الفلسطينية خلال الأسبوعين الماضيين توترات كبيرة على خلفية مقتل القيادي في الجهاد الإسلامي، خضر عدنان.

واستهدفت إسرائيل عدة قياديين في قطاع غزة، في حين ردت الجهاد بقصف صاروخي طال المستعمرات في غلاف القطاع وتل أبيب.

وقتل نتيجة القصف الإسرائيلي 33 مدنيًا وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، ما يرفع عدد الضحايا إلى 151 فلسطينيًا منذ مطلع العام الحالي 2023.