أصدرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية تقريرًا أوضحت فيه أن الموقف الأمريكي والبريطاني من دعوة الإمارات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور مؤتمر المناخ العالمي (COP28)، هو أنها “مسألة تخص الدولة المضيفة”.
وجاء في التقرير الصادر اليوم، الاثنين 22 من أيار، أن مجلس الأمن القومي الأمريكي قال للصحيفة في بيان له، إن “الأمر متروك لدولة الإمارات بمن تدعوه للمشاركة في مؤتمر المناخ”، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة “ليست لديها خطط لتطبيع العلاقات” مع النظام من دون “تقدم حقيقي” في حل “الصراع” السوري، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
بدورها، قالت الحكومة البريطانية، إن الدعوات لحضور “COP28″، “مسألة تخص الدولة المضيفة” والأمم المتحدة، واستدركت بالقول، إن الحكومة البريطانية “لا تزال تعارض التعامل مع نظام الأسد، وتعتقد أنه يجب محاسبته على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها”.
أما الأمم المتحدة فبررت للصحيفة البريطانية موقفها عبر منظمة “تغير المناخ” التابعة لها (UNFCCC) قائلة، إن الإمارات بصفتها الدولة المضيفة للقمة مسؤولة عن دعوة رؤساء الدول والحكومات، مشيرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لديها “قيود مفروضة على حكومتي أفغانستان وميانمار”.
وخلال اجتماع قادة دول “مجموعة السبع” (G7)، في 20 من أيار الحالي، أكدت الدول أن المجتمع الدولي يجب أن ينظر إلى التطبيع والمساعدة بإعادة الإعمار في سوريا، فقط بمجرد تحقيق تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي.
ووجهت الإمارات دعوة للأسد لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي، المقرر عقده ما بين 30 من تشرين الثاني و12 من كانون الأول المقبل، حيث سلّم القائم بأعمال سفارة الإمارات، عبد الحكيم النعيمي، رئيس النظام الدعوة الإماراتية في 15 من أيار الحالي.
من جهتها، قالت الحكومة الإماراتية، وفق ما أوردته الصحيفة، ردًا على دعوتها للأسد، إنها “ملتزمة بعملية مؤتمر المناخ العالمي”.
وعادة ما يشارك في مؤتمر المناخ العالمي، الذي تنظمه الأمم المتحدة، قادة دول ورؤساء حكومات، إذ عُقد المؤتمر الأخير بمصر في تشرين الثاني 2022، بمشاركة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والأمريكي، جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.
وجاءت الدعوة الإماراتية للأسد بالتزامن مع انفتاح عربي معه وحضوره القمة العربية لأول مرة بعد 12 عامًا، بعد إعادة قبول انضمام النظام لجامعة الدول العربية في أيار الحالي.
“العفو الدولية”: “مزحة مريضة”
وصفت منظمة العفو الدولية دعوة الأسد لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بـ”المزحة المريضة”، إذ لم يحضر الأسد أي مؤتمر دولي منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مدير الاستجابة للأزمات بالمنظمة في المملكة المتحدة، كريستيان بنديكت، قوله، “بالنظر إلى أن قوات الأسد قد استخدمت الأسلحة الكيماوية ودمرت بلدات ومدنًا بأكملها في حملة عسكرية قاتلة، من المزاح أن نتخيل أنه سيهتم بأقل قدر بالتعامل مع أزمة حقوق الإنسان المتعلقة بتغير المناخ”.
واعتبرت المنظمة الدولية الحقوقية أن دعوة الأسد لحضور مؤتمر المناخ الـ28 لم تكن “بشأن معالجة أزمة المناخ”، ولكنها “جزء من عملية تطبيع خبيثة”، تهدف إلى “الحفاظ على إفلات القادة في جميع أنحاء المنطقة من العقاب”.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية قالت أيضًا، إن “من غير المعقول أن تفلت أي حكومة من مثل هذه الجرائم المستمرة ضد الإنسانية دون أي محاسبة”.
في عام 2010، أشار تقرير للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ في سوريا إلى أن حالات الجفاف المتكررة والمتفاقمة أدت إلى “انخفاض إمدادات المياه المتاحة”، وأن “معظم المدن السورية تعاني نقصًا في إمدادات المياه”.
وتعد الإمارات أول دولة عربية تستأنف علاقتها مع دمشق بعد قطيعة، وأعادت فتح سفارتها فيها عام 2018، وزارها رئيس النظام السوري منذ ذلك الحين مرتين.
–