قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن من غير الصحيح القول إن تركيا سترسل جميع اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وأضاف الوزير خلال مقابلة مع قناة “HABER TURK“، مساء الأحد، 21 من أيار، أن هناك حاجة في القطاع الزراعي، والصناعة وغيرها، لليد العاملة، مشددًا في الوقت نفسه على إرسال المزيد من السوريين إلى سوريا.
ووفق تصريحات جاويش أوغلو، فإن خارطة الطريق التي وضعت في اللقاء الوزاري الرباعي في موسكو، تتضمن مسألة العودة الطوعية، إذ بدأ العمل لجدولة العودة، وخلق فرص للاجئين للعودة إلى المنطقة الآمنة.
“أيدت دول مثل قطر والسعودية، هذا المكان، الآن سيدعمون عودة السوريين إلى المناطق التي يسيطر عليها الأسد”، أضاف الوزير، كما أشار إلى إرسال اللاجئين إلى مناطق آمنة، على أن تجري الإعادة بالتعاون مع الأسد.
للعودة مقومات
الوزير التركي لفت خلال المقابلة إلى ضرورة توفير عوامل مهمة لتحقيق العودة الآمنة للاجئين، كإعداد البنية التحتية، والدعم الذي يمكن أن يقدمه المجتمع الدولي، وضمان سلامة الحياة، معربًا عن تصميم تركي على إعادة اللاجئين السوريين، لكن بطريقة تحترم الكرامة الإنسانية، وفق تعبيره.
وحول خارطة الطريق التي وضعها الوزراء الأربعة في موسكو، قال جاويش أوغلو إنها تتضمن تنشيط العملية السياسية وتطهير سوريا من “الإرهاب”، وإعادة اللاجئين بأمان.
كما أشار إلى ضرورة مشاركة الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، في العملية، مشددًا على بدء إعادة اللاجئين السوريين في أسرع وقت، إلى المنطقة “الآمنة” (في إشارة إلى شمال غربي سوريا)، والمنطقة التي يسيطر عليها الأسد.
منهم الطبيب والمهندس
هذه التصريحات تأتي بعدما انتقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 11 من أيار، خطابات المعارضة التركية التي تقدم وعودًا حول ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا، في حال وصولهم إلى السلطة.
وقال خلال إجابته على أسئلة شباب في المجمع الرئاسي، الأربعاء 11 من أيار، “يقول أحدهم أنا عندما أصل إلى السلطة سأعيدهم إلى بلادهم، ولن أترك هؤلاء الفرصة للعيش في تركيا، أنا شخصيًا لا أدعم هذا الرأي، سيكون هذا ظلمًا”.
وأضاف أردوغان، “شعب تركيا 99% منه مسلمون، وإخوتنا السوريون غادروا بلادهم بسبب الحرب التي اندلعت، والتنظيمات الإرهابية التي بسببها كافحوا بين الحياة والموت”.
“منهم من حصل على الجنسية التركية ونجح في اجتياز الامتحانات المخصصة، بينهم طبيب ومهندس ومحامي، هل يعقل أن نطرد هؤلاء لأنهم لأنهم لاجئين، بعد قدومهم إلى تركيا”، أضاف أردوغان في معرض حديثه عن اللاجئين السوريين، معتبرًا مسألة إعادتهم لأنهم لاجئون، تصرفًا غير إنساني، وغير وجداني، وليس إسلاميًا فوق ذلك.
“لا يمكننا طردهم، وإن كان بينهم مشاكسون ستحاسبهم الأجهزة الأمنية على أفعالهم السيئة”، بحسب الرئيس التركي.
ويتصاعد الحديث عن مسألة اللجوء السوري بأكثر من اتجاه، ليسجل الملف حضوره في تجاذبات السياسة الداخلية التركية بشكل واضح في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 من أيار، وما قبل انعقاد الجولة الثانية في 28 من أيار.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و319 ألفًا و278 لاجئًا سوريًا، بموجب “الحماية المؤقتة”، بحسب أحدث إحصائيات المديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية.