بعد غياب 12 عامًا.. ما جديد كلمة الأسد في قمة جدّة

  • 2023/05/21
  • 11:04 م
رئيس النظام السوري بشار الأسد يلقي كلمة في القمة العربية في جدة- 19 من أيار 2023 (العربية/ لقطة شاشة)

رئيس النظام السوري بشار الأسد يلقي كلمة في القمة العربية في جدة- 19 من أيار 2023 (العربية/ لقطة شاشة)

على مدار أقل من ست دقائق، جاءت كلمة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في القمة العربية التي انعقدت في مدينة جدة السعودية، في 19 من أيار.

هذه الكلمة التي شكلت افتتاحية العودة إلى الجامعة العربية بعد تجميد عضوية استمر 12 عامًا، حملت الكثير من الرسائل للعرب من جهة، ولحلفاء الأسد والدول الغربية من جهة أخرى.

وخلال الكلمة، هاجم الأسد الدول الغربية، معتبرًا أن الغرب “مجرد من المبادئ والأخلاق والأصدقاء والشركاء”، كما انتقد تركيا بشكل لاذع دون تسميتها، عند حديثه حول “خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانية منحرفة”، وفق تعبيره.

كما شكك الأسد بفعالية جامعة الدول العربية، مشددًا على ضرورة تطوير آلية علمها، ومراجعة ميثاقها ونظامها الداخلي، وتطوير آلياتها تماشيًا مع العصر.

وأشار أيضًا إلى مسألة التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، معتبرًا أن مسؤولية الدول العربية تتجلى في استعادة الجامعة لدورها “كمرمم للجروح، لا معمق لها”، وتقديم المساعدة لهذه الدول “عند الطلب حصرًا”.

ورغم ضيق الوقت المحدد للكلمة (خمس دقائق)، قدّم الأسد أمام الوفود المشاركة في أعمال الجامعة، تعريفه للعروبة وأنواعها، ملمحًا لمسألة التقارب مع إيران وروسيا، على اعتبار أن هناك “عروبة انتماء، وعروبة أحضان”.

وقال  الأسد، “أما سوريا، فماضيها وحاضرها ومستقبلها، العروبة، لكنها عروبة الانتماء، لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة، أما الانتماء فدائم، وربما ينتقل الإنسان من حضن إلى حضن لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، ومن يغيره فهو من دون انتماء في الأساس”.

انسجام مع القديم

الباحث السياسي، الدكتور محمد قواص، أوضح لعنب بلدي أن خطاب الأسد جاء منسجمًا مع خطاباته القديمة ومواقف حلفائه في روسيا وإيران، عبر تحميل الغرب مسؤولية الخراب في سوريا، والمؤامرات التي تتعرض لها المنطقة.

كما عاد الأسد بخطابه إلى ما قبل 12 عامًا، وكأن لا شيء تغير، بالطريقة التي تقيّم بها دمشق العالم، وبدا ذلك من خلال انتقاد الغرب ودول إقليمية أيضًا، ليحمل الحديث بعد كل هذا الغياب، تذكيرًا بأن سوريا “قلب العروبة النابض”.

وفيما يتعلق بـ”نوعي العروبة”، وفق تصنيفات الأسد، فالغرض توجيه رسالة للعرب بالانتماء الراسخ، وأن إيران “حضن مرحلي”، وهي رسالة للعرب عمومًا، ودول الخليج خصوصًا، على اعتبار أن العلاقة مع إيران مأخذ للعرب على الأسد، وفق الباحث.

ويرى قواص أن فحوى كلمة الأسد لم يكن مستغربًا، ففي الكلمة ما يعبر عن الموقف الحالي الذي يتجسد بالحاجة السورية للعرب، فلم يأت الأسد بمنطق القوي والمنتصر، وهو ما بدا في كلامه وكلام مسؤوليه من قبل، دون تحديد مدى قدرة النظام على الاتساق مع الشروط العربية التي لمح إليها العرب أكثر من مرة، سواء في “بيان جدة” في 15 من نيسان، أو لقاء عمان التشاوري، في الأول من أيار الماضي.

الأسد يلتقي الرئيس التونسي في جدة قبل انعقاد القمة العربية- 19 من أيار 2023 (رئاسة الجمهورية/ تلجرام)

خلاف المتوقع

المحلل السياسي، سامر الخليوي، قدّم لعنب بلدي وجهة نظر مختلفة لا تتفق بالكامل مع رأي قواص، إذ يرى الخليوي أن كلمة الأسد قدّمت خلاف المتوقع، حين لم تتطرق لحلول مقترحة لما يجري في سوريا، إذ رفض الأسد أي تدخل في الملف السوري.

“من دعا الأسد إلى القمة كان يرغب بانتزاعه من الحضن الإيراني، لكن ما حصل أن الأسد أخذ العرب معه الى الحضن الإيراني”، أضاف المحلل السياسي.

والمتوقع في حديث الأسد هو أسلوب الخطاب، وتقديم العظات والدروس، لكن الدعوة لحضور القمة بدت مجانية، بمعزل عن الخطط العربية ومسارات الحل المقترحة، كما خلا خطاب الأسد من أية إشارة للحل السياسي في سوريا، أو أية مبادرات حسن نية من جانبه، وفق الخليوي.

وإلى جانب مشاركة الأسد الأولى منذ 2010 في قمة عربية (قمة سرت الليبية)، وزيارته الأولى للسعودية منذ بدء الثورة السورية، شاركت وفود من الصومال، وتونس، وموريتانيا، ومصر، والبحرين، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، وسلطنة عمان، والعراق، وجيبوتي، والأردن، والإمارات، والكويت، وقطر، في أعمال قمة جدّة.

وتخلل القمة، مصافحة وحديثًا قصيرًا بين الأسد والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ولقاءً ثنائيًا بين الأسد والرئيس التونسي، قيس سعيد، ولقاءً آخر جمع الأسد بممثل الرئيس الإماراتي، ثم لقاء بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد اختتام فعاليات القمة.

لقاء ثنائي بين الأسد وبن سلمان في ختام قمة جدّة- 19 من أيار 2023 (رئاسة الجمهورية/ تلجرام)

لا اختراقات في إعلان جدّة

في ختام القمة، صدر البيان الختامي الذي وافقت عليه الوفود المشاركة، وحمل اسم “إعلان جدة“، ولم يقدّم أي اختراقات في الملفات العربية التي تطرق إليها.

وفيما يتعلق بسوريا، أكد الإعلان ضرورة تعزيز الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، والالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

كما أكد ضرورة اتخاذ خطوات عملية فاعلة لحل “الأزمة السورية”، ورفض التدخلات الأجنبية وأي وجود عسكري “غير مشروع” في سوريا.

ورحبت أطراف عدة بمشاركة الأسد في القمة، واستعادته مقعد الجامعة العربية، منها الرئيس الفلسطيني، والملك الأردني، والرئيس التونسي، لكن أمير قطر، تميم بن حمد، غادر القمة، قبل كلمة الأسد، ودون أن يلقي كلمة أو يعقد لقاءات ثنائية على هامش القمة، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.

مقالات متعلقة

  1. هاجم تركيا والغرب وانتقد "الجامعة".. ماذا قال الأسد في جدة؟
  2. القمة العربية تختتم أعمالها بـ"إعلان جدة".. ماذا عن سوريا؟
  3. ترحيب "حار" بالأسد.. حضور خجول لـ"2254" في قمة جدّة
  4. الأسد يلتقي الرئيس التونسي قبل انعقاد قمة جدة

سوريا

المزيد من سوريا