الأندية الإيطالية تشعل نهائيات أوروبا الثلاثة
عروة قنواتي
وصلت المواسم الأوروبية المحلية إلى خط النهاية تقريبًا، وفي أغلبها عُرفت صور الأبطال، وتفاصيل صغيرة تفصل حسم ما تبقى من بطولات الدوري والكأس. قد تكون عيون المراقبين والمتابعين مهتمة بما يحدث في “البريميرليج” وصراع الأمتار الأخيرة في “البوندسليجا”، لكن مشهدًا جديدًا جميلًا رُسم بالألوان الإيطالية ضمن نهائيات القارة العجوز “الشامبيونزليج”، و”اليوروباليج”، ودوري “المؤتمر الأوروبي”.
أندية اليوفي، وإنتر، وروما، وفيورنتينا، ونابولي، وميلان، لم تدّخر جهدًا لتبقى تحارب على حظوظها في ربع نهائي المسابقات الأوروبية الثلاث. تاه نابولي واكتفى بلقب “الكالتشيو”، ولحق به من أقصاه في دور الثمانية وهو إي سي ميلان، الذي سقط أمام غريمه التقليدي إنتر ميلان في مربع كبار “الشامبيونزليج”، ليحجز إنزاجي وزملاؤه بطاقة التأهل نحو استاد “أتاتورك” في اسطنبول حيث المان سيتي يجهز عدته وعتاده لحرب ضروس خلاصتها الأخيرة “نجمة أولى في الخزائن”. وللأمانة فإن طريق القرعة في دوري أبطال أوروبا لم يكن يخدم وصول فريقين من إيطاليا للنهائي. الاصطدام ضروري في الإقصاءات، وهذا ما جرى بين نابولي وميلان وإنتر.
في “اليوروباليج” كان المشهد أقل تعقيدًا بل مناسبًا لوصول اليوفي مع روما إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، ناهيك بأن خصم السيدة العجوز كان سيد المسابقة نادي إشبيلية الذي يُعرف عنه بأنه حامل اللقب عند وصوله إلى دور الأربعة، أي أنه لا يخسر نهائيات هذه المسابقة. اليوفي تعافى بعض الشيء بعودة نقاطه المحسومة منذ مطلع الموسم الكروي الحالي، صحيح أنه جلس متفرجًا على نابولي وهو يطبق على لقب مسابقة الدوري هذا الموسم وبفارق كبير عن كل المنافسين، إلا أن ما وصل إليه السيد أليغري بعد كل المنغصات والمطبات والمشكلات الإدارية وإصابات اللاعبين وهجوم الصحف والإعلام، يسمى إنجازًا بمن حضر.
أما روما مع السيد جوزيه مورينيو، فإن لم يكن يخطو خطواته المحلية الثابتة فيما يخص الدوري والكأس وضمان الترشح إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل، إلا أنه يسجل نتائج أوروبية طيبة بعد أن رفع كأس “المؤتمر الأوروبي” في نسخته الأولى العام الماضي، وها هو يعبر أسوار ليفركوزن الألماني ويصل لمواجهة إشبيلية الإسباني في موقعة لن تكون سهلة بالتأكيد على مورينيو، لكنه يعرف كيف يتعامل مع النهائيات ضمن المسابقة الأولى والثانية على مستوى القارة العجوز، فتبدو حظوظه قوية ومتساوية مع خصمه الأندلسي للظفر بأول نجمة من كأس الاتحاد في خزائن ذئاب روما.
لاعبو الفيولا (فيورنتينا) وحدهم يصارعون الخصوم ضمن المسابقة الثالثة، دوري “المؤتمر الأوروبي”، النسخة الثانية وخط النهاية يشير إلى مواجهة وست هام الإنجليزي، فمشوار النهائي لن يكون سهلًا على حامل لقب كأس الكؤوس الأوروبية قبل ستة عقود، لكنه لا يعني أن الخصم الإنجليزي سيكون في مهمة سهلة ومنجزة قبل بدايتها. بقصمان الفيولا يقاتلون للقب أوروبي أول في العهد الجديد والمتطور لكرة القدم، كما يفعل ذئاب روما في بحثهم الجاد والمتواصل عن لقب كأس الاتحاد لعل الظروف تسمح بإكمال حلمهم ووصولهم في الموسم المقبل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا فتكتمل سلسلة جوزيه مورينيو التي بدأها في الموسم الماضي ببطولة “المؤتمر الأوروبي”.
لم نتحدث كثيرًا عن إنتر ميلان، فالمعركة أمام السيتي لا تشبه أي معركة خاضها النيراتزوري هذا الموسم أو خلال المواسم الماضية بكل البطولات، وسنفرد أسطرًا خاصة لنهائي اسطنبول في الأسابيع المقبلة. عودة إنتر إلى النهائي بعد آخر مرة رفع فيها الكأس الغالية عام 2010 لن تكون “طفرة” أو صحوة غير مكتملة في مشروع إنتر ميلان الحالي. لربما لا يأتي بالكأس هذه المرة، والنتيجة فعلًا عند كثير من المتابعين والعشاق لمصلحة غوارديولا ورفاقه، لكن إصرارًا إيطاليًا بنكهة ميلانو عاد ليظهر ويحفر اسمه ومكانته من جديد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :