عقد اجتماع ظهر اليوم، السبت 20 من أيار، في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بين ضباط في أجهزة المخابرات السورية، ووجهاء من المدينة، بعد ثلاثة أيام على اجتماع مماثل.
وأطّر ممثلو الأجهزة الأمنية الاجتماع بضرورة إنهاء “تجارة المخدرات” في المنطقة، بينما جاء رد الوجهاء بأن عصابات المخدرات متعاونة مع قوات النظام والأجهزة الأمنية نفسها.
وحضر الاجتماع، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة، ضباط من فرع “أمن الدولة” و”الأمن السياسي” في جامع “المصطفى” في تلبيسة، واستمر لمدة ساعتين ونصف، من الساعة 13:00 ظهرًا إلى الساعة 15:30.
ونص الاجتماع على منح 15 يومًا كمهلة من أجل إنهاء حالة الفوضى الأمنية في المدينة من حالات الخطف وتجارة المخدرات، وانتهى الاجتماع بعدة بنود كانت:
-إنهاء عمل تجار المخدرات في المدينة بشكل كامل وتفكيك الشبكات.
-إنهاء وجود السلاح بين السكان وتسليمه للجهات المختصة أصولًا.
-إنهاء حالة السلب بقوة السلاح المنتشرة بالمدينة.
-تجهيز قائمة بأسماء الرافضين للبنود وترحيلهم إلى الشمال السوري.
رد وجهاء المدينة على المطالب، بأن تجارة المخدرات تتم عبر شخص يدعى جعفر جعفر ومعروف بتبعيته وقربه من “حزب الله” اللبناني، وكذلك عمليات الخطف والسلب عن طريق شخص يدعى شجاع علي ومعروف بقربه من “الفرقة الرابعة”.
بينما رد ضباط الأجهزة الأمنية على الوجهاء بتجنب الحديث عن ضلوع “حزب الله” و”الفرقة الرابعة” في هذه العمليات.
التقت عنب بلدي مع شخصين حضرا الاجتماع (تتحفظ على ذكر اسميهما لأسباب أمنية)، وقال الأول إن الاجتماع اليوم كان بعد اجتماع جرى في مدينة حمص في 17 من أيار الحالي، وترأسه حينها رئيس إدارة المخابرات العامة اللواء حسام لوقا.
وأضاف أن الاجتماع عقد اليوم بسبب طلب الوجهاء من لوقا نقل المطالب من جهة المخابرات إلى الناس بشكل مباشر.
المصدر الثاني قال لعنب بلدي إن المجموعات التي تتسبب بحالة الفوضى الأمنية في المدينة أزعجت الأهالي أكثر من النظام، وحاول السكان الوقوف في وجههم لكن دون جدوى، إذ تتلقى مفارز الأمن والشرطة مبالغ مالية بشكل شهري لترك شبكات المخدرات تعمل.
وأشار المصدر إلى أن النظام السوري يسعى إلى تهجير الشباب الذين من الممكن أن يشكلوا خطرًا عليه إلى الشمال السوري، وبالتالي ليتمكن من نشر حواجز أمنية وعسكرية داخل تلبيسة.
لكنه استبعد أن تشكل حواجز النظام خطرًا على تجار المخدرات والخطف، لأنهم متعاونون مع هذه الحواجز، حسب قوله.
ويشهد ريف حمص الشمالي حالة فلتان أمنية منذ سنوات، لكنها تصاعدت خلال النصف الثاني من عام 2022، إذ شهدت مدينة تلبيسة اشتباكات “دامية” بين مجموعات من تجار المخدرات والعصابات التي خلّفتها “التسوية الأمنية” بحمص وريفها، في كانون الأول، خلّفت قتلى وجرحى.
سلسلة الأحداث الماضية في تلبيسة ووقوف النظام متفرجًا فيها، حوّلت المدينة إلى ملجأ للمطلوبين للنظام بتهم سياسية وأمنية وحتى جنائية في بعض الحالات، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.
ومطلع العام الحالي، ناقشت عنب بلدي في تحقيق بعنوان “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار”، مدى ضلوع النظام واستخدام عائلة الأسد نفوذها في إنماء هذه التجارة في ظل تهالك الاقتصاد السوري، واعتمادها مصدر الدخل الأول، إلى جانب استعمال النظام المخدرات ورقة ضغط ومساومة لتحقيق مصالحه، دون محاسبته أو العمل على إيقاف توسعه فيها.
اقرأ أيضًا: تلبيسة.. خاصرة رخوة يستغلها النظام