السماد يرتفع في درعا والمحصول يدفع الثمن
درعا – حليم محمد
ارتفعت أسعار الأسمدة العضوية التقليدية (المخلّفات الحيوانية) وصولًا إلى الضعف تقريبًا، عما كانت عليه خلال الموسم الزراعي الماضي، في محافظة درعا جنوبي سوريا.
يعتمد الفلاحون في درعا على الأسمدة العضوية بشكل كبير، لتغذية تربة أراضيهم الزراعية عند زراعة الخضراوات ومع بداية موسم الأشجار المثمرة، ودفع ارتفاع أسعارها بعضهم للاقتصاد في استعمالها أو إخراجها من حساباتهم في التعامل مع مواسمهم الزراعية.
وصل سعر المتر المكعب من مخلّفات الدجاج “البيّاض” إلى 350 ألف ليرة سورية، وسعر المتر من مخلّفات دجاج “الفروج” إلى 250 ألف ليرة، في حين تراوح سعر المتر المكعب من مخلّفات الأبقار والأغنام ما بين 85 ألفًا و100 ألف ليرة.
هذه الأسعار تتفوق بطبيعة الحال على أسعار الموسم الماضي، حين كان المتر المكعب من مخلّفات الدجاج “البيّاض” يتراوح بين 150 ألفًا و175 ألف ليرة، بينما بلغ المتر المكعب من مخلفات دجاج “الفروج” 100 ألف ليرة، والمتر المكعب من مخلّفات الأبقار نحو 50 ألف ليرة.
والوظيفة الأساسية لهذه المخلّفات تغذية التربة بالمادة العضوية، إلى جانب كونها حاملًا للكائنات الدقيقة المفيدة، ومصدرًا للمواد المشجعة لنمو النباتات، ما ينعكس إيجابًا على إنتاجية وجودة الخضراوات والثمار.
المهندس الزراعي خالد سليمان، أوضح لعنب بلدي أن للمخلّفات دورها في تحليل التربة وزيادة خصوبتها، وتحسين خصائصها، وتفكيك الحبيبات الثقيلة في الأرض الطينية، إلى جانب زيادة تماسك التربة الرملية، ومعادلة تركيب التربة، وتغذيتها بالنتروجين والكالسيوم والفوسفور والآزوت.
وأضاف سليمان أن الأسمدة العضوية، وأبرزها مخلّفات الطيور، تغني عن الكيماوية وتعطي محصولًا خاليًا من تدخل المواد الكيماوية، منوهًا إلى ضرورة حراثة الأرض بواسطة “عزّاقة” (آلة حراثة خفيفة إلى متوسطة العمق للتربة)، في سبيل تقليل فقد النيتروجين وتسهيل إيصال العناصر المفيدة إلى جذور النباتات أو الأشجار لامتصاصها.
ويمكن استخدام هذه المواد للأشجار مع بداية الربيع، وقبل الزراعة بالنسبة للخضراوات.
تراجع وأضرار
يمتلك زهير (28 عامًا) مزرعة رمان من عشرة دونمات في ريف درعا الغربي، وكان سابقًا يخصص عشرة أمتار من مخلّفات الفروج يستخدمها في مزرعته قبل بداية إزهار الموسم في نيسان من كل عام، لكنه اكتفى الموسم الحالي بشراء أربعة أمتار فقط.
وقال زهير لعنب بلدي، إن التكلفة العالية دفعته للتقليل من الكميات، على الرغم من قناعته بأن تخفيفها سيقلل إنتاج موسم أرضه.
يتحدث فيصل (45 عامًا) أن إنتاج البطاطا في أرضه (13 دونمًا) تراجع خلال الموسم الحالي، لضعف قدرته على تغذية الأرض بالأسمدة العضوية.
وبلغ إنتاج الدونم الواحد لدى فيصل نحو طن واحد فقط، مقارنة بنحو طن ونصف تقريبًا خلال موسم العام الماضي، كما أن سعر الكيلوغرام الواحد لم يتعدَّ 1500 ليرة، ما اعتبره خسارة فادحة.
في السياق نفسه، رفض نبيل (38 عامًا)، وهو مزارع في ريف درعا، زراعة أرضه بالمحاصيل الصيفية للموسم الحالي، جراء ارتفاع التكلفة وأسعار الأسمدة بأنواعها، والأدوية الزراعية.
الكيماوية أيضًا
ترافق ارتفاع أسعار المخلّفات العضوية بارتفاع مماثل بأسعار الأسمدة الكيماوية.
ووصل سعر كيس سماد “اليوريا” (50 كيلوغرامًا) إلى 400 ألف ليرة سورية، بعدما كان بـ210 آلاف ليرة قبل أقل من عام، وكيس سماد “آزوت 26” إلى 275 ألف ليرة، بينما بلغ سعر السماد “سوبر فوسفات” 200 ألف ليرة سورية حتى الفترة ذاتها.
أرجع بعض تجار الأسمدة العضوية التقليدية (مخلّفات الحيوانات)، ممن تواصلت معهم عنب بلدي، ارتفاع أسعار هذه الأسمدة لوجود شح في مزارع التربية، إثر خروج كثير من المربين من المهنة.
وكان مدير المؤسسة العامة للدواجن، سامي أبو دان، أوضح، في نيسان الماضي، أن 80% من مربي الدجاج “البيّاض” تركوا المهنة، وأن عدد العاملين في تربية الدواجن لا يتجاوز 25% مما كان عليه سابقًا، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.
وتراجعت تربية المواشي أيضًا في درعا لارتفاع تكاليف التربية، بما فيها أسعار الأعلاف والأدوية، ما انعكس سلبًا على كمية المخلّفات الحيوانية، وارتفاع أجور النقل وأسعار المحروقات، تمهيدًا لارتفاع أسعارها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :