الأسد في جدة.. العرب يتوافدون قبل القمة
وصل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مساء اليوم، الخميس 18 من أيار، إلى السعودية، للمشاركة في أعمال القمة العربية الـ32 والتي ستعقد غدًا الجمعة، في مدينة جدة، على ساحل البحر الأحمر.
وتعتبر زيارة الأسد إلى السعودية الأولى منذ اندلاع الثورة في سوريا، عام 2011، كما أنها المشاركة الأولى للأسد في قمة عربية منذ عام 2010 (قمة مدينة سرت الليبية).
وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أنه كان في استقبال الأسد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ونائب أمير منطقة مكة، بدر بن سلطان، ومسؤولون سعوديون آخرون.
وتأتي الزيارة بعد لقاءات متواصلة على مدار عدة أيام، واجتماعات شارك بها وفد النظام السوري إلى جدة، تمهيدًا للقمة.
تمهيد بالزيارات
في الوقت نفسه، يتوالى وصول الرؤساء والمسؤولين العرب إلى جدة، قبيل انعقاد القمة، ومنهم رؤساء كل من الصومال، وتونس، وموريتانيا، ومصر، وملك البحرين، ورئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي.
كما وصل رئيس مجلس لقيادة الرئاسي اليمني، والممثل الخاص لسلطان عمان.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن أمير قطر، تميم بن حمد، سيرأس وفد بلاده للمشاركة في القمة.
بعد إصدار وزراء الخارجية العرب، في 7 من أيار الحالي، قرارًا بعودة النظام إلى الجامعة العربية، عقب تجميد عضويته منذ 2011، تلقى بشار الأسد، في 10 من الشهر نفسه، دعوة سعودية رسمية للمشاركة في أعمال القمة.
وفي 18 من نيسان الماضي، استقبل الأسد وزير الخارجية السعودي، في زيارة رسمية سعودية هي الأولى من نوعها إلى دمشق منذ 2011.
وسبق أن زار وزير الخارجية السوري مدينة جدة السعودية، في إطار دعوة رسمية تلقاها من نظيره ابن فرحان، في 12 من نيسان الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
كما شارك المقداد، أمس الأربعاء، في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة.
لا إجماع
وتأتي عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، والمشاركة في القمة، في ظل غياب إجماع عربي على الموقف من الأسد، وهو ما تطرق له وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، خلال لقائه نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس الأربعاء، في الدوحة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك، قال الوزير القطري إن قطر أوضحت موقفها في بداية قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بأنها لا تريد الخروج عن الإجماع العربي في هذا الموضوع، لكن يترك لكل دولة قرارها السيادي في تطبيع العلاقات الثنائية مع النظام.
“تقييمنا في قطر أن الحل الوحيد لتطبيع العلاقة مع النظام السوري على الأقل بالنسبة لنا، هو إيجاد حل عادل وشامل للمسألة في سوريا”، أضاف الوزير.
وتابع، “المسألة ليست بيننا وبين النظام السوري، المسألة بين نظام وشعبه”، داعيًا إلى أن يكون الحل الذي يجري تطبيقه لإعادة الاستقرار في سوريا، مرضيًا للشعب السوري.
وبعد أكثر من 12 عامًا من مواجهة الثورة السورية بالقمع والعمليات العسكرية، يعد الأسد مسؤولًا عن تهجير أكثر من 6.6 مليون سوري خارج سوريا، ومثلهم مهجرون في الداخل. ولم يقدم النظام السوري أي ضمانات لإعادتهم.
وبينما يربط النظام السوري عودة اللاجئين بإعادة الإعمار، يرفض الغرب الانخراط في إعادة الإعمار قبل التغيير السياسي، وتفرض أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات على الأسد والضباط ورجال الأعمال المقربين منه، لتورطهم بـ”جرائم الحرب”.
“تصفية حسابات”
اعتبر الأسد خلال مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، منتصف آذار الماضي، أن الجامعة العربية “ساحة لتصفية الحسابات”، ولا يجب العودة إليها وهي ساحة للانقسام، بل عندما تكون عنوانًا للتوافق.
وفي 9 من حزيران 2022، ركّز الأسد على الأهمية التي تمنحها الجزائر للقمة الماضية (قبل انعقادها)، معتبرًا أن الوزن الوحيد لها أنها تُعقد في الجزائر، وبرر موقفه بثبات العلاقة مع الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي.
في الوقت نفسه، قلل من جدوى الجامعة العربية وقدرتها على تحقيق شيء من آمال المواطن العربي بحضور أو غياب النظام عن الجامعة، واعتبرها الغطاء لـ”العدوان على ليبيا والعدوان على سوريا ولكل عدوان آخر”.
وخلال لقائه وزير الخارجية الجزائري حينها، رمطان لعمامرة، بدمشق، في تموز 2022، بالتزامن مع مساعي الجزائر لدعوة النظام إلى القمة التي ترأستها آنذاك، اعتبر الأسد أن “الجامعة العربية مرآة الوضع العربي”، وأن ما يهم سوريا هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك.
منذ 2011
بعد اجتماع طارئ انعقد في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الثاني 2011، علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في جامعة الدول العربية، بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الأسد.
وإثر صدور هذا القرار الذي وافقت عليه 18 دولة عربية، مقابل رفض سوريا ولبنان واليمن له، أُعلن عن فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على النظام.
وظل المقعد السوري شاغرًا في الجامعة العربية منذ تجميد العضوية حتى آذار 2013، حين نالته المعارضة السورية في القمة المنعقدة في الدوحة، وحينها ألقى رئيس “الائتلاف السوري المعارض” آنذاك، أحمد معاذ الخطيب، كلمة باسمها، لمرة واحدة في ذلك الوقت والمكان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :