ألقت طائرات إسرائيلية مناشير ورقية داخل الأراضي السورية القريبة من الشريط الحدودي معها، طلبت خلالها من قوات النظام السوري التوقف عن تقديم التسهيلات لمجموعات “حزب الله” اللبناني في المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي أن طائرات مسيّرة إسرائيلية ألقت مساء، الثلاثاء 16 من أيار، منشورات ورقية خاطبت خلالها قوات الأمن السوري، والنظام على وجه الخصوص.
صور القصاصات التي تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها: “إلى جميع قوات الأمن السورية، تنظر دولة إسرائيل بجدية إلى سياسة النظام السوري التي تسمح بوجود (حزب الله) دون قيود أو فرض في المنطقة”.
“قوات النظام السوري تمنح بطاقات عبور الحواجز الأمنية لعناصر من (حزب الله) الذين يشكلون خطرًا على السكان في المنطقة وداخل إسرائيل، إننا نناشد النظام السوري لتغيير سياسته”، بحسب المنشورات.
واختتمت القصاصات الورقية بإنذار “لن نسمح بوجود حزب الله وتجول الإرهابيين في المنطقة، وقد أعذر من أنذر”.
المنشورات الورقية التي أُرفقت بخرائط وصور توضح نقاط تمركز “حزب الله” في الجنوب السوري لا تعتبر الأولى من نوعها، إذ ترمي إسرائيل هذا النوع من القصاصات الورقية على الحدود السورية الجنوبية بشكل دوري.
وغالبًا تحمل هذه المنشورات صورًا لعناصر من “حزب الله” المتمركزين في المنطقة، في إشارة من الجيش الإسرائيلي إلى أنه على علم بوجودهم.
وتشهد الحدود الإسرائيلية منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري ضمن اتفاق “التسوية”، المدعوم من روسيا، استنفارًا أمنيًا على كامل الشريط الحدودي من أقصى شمال القنيطرة من بلدة حضر حتى أقصى الجنوب عند بلدة صيدا الجولان.
ويسير الجيش الإسرائيلي دوريات عسكرية ليلًا، ونشر دبابات “الميركافا” على التلال المطلة على الحدود، ويستخدم باستمرار طائرات الاستطلاع.
اقرأ أيضًا: الجنوب السوري.. رسائل إيران تقابل بـ”حزام أمني” إسرائيلي
إسرائيل في سوريا
منذ منتصف 2022، تعمل آليات عسكرية إسرائيلية على إنشاء وتعبيد طريق داخل الأراضي السورية، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في محافظة القنيطرة، ورصدته كاميرات مراسلين إسرائيليين خلال فترات زمنية مختلفة، أحدثها في تشرين الثاني 2022، عندما نشرت قناة “كان 11” الإسرائيلية تقريرًا تضمّن تسجيلات مصوّرة من داخل الأراضي السورية.
ودخلت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى داخل الأراضي السورية منتصف 2022، بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع “ميركافا” وجرافتين عسكريتين يرافقهما عدد من الجنود لمراقبة الحدود والآليات، وذلك لتشييد طريق حمل اسم “سوفا 53”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، أن الآليات الإسرائيلية مستمرة بعملها في تعبيد الطريق حتى اليوم، وبلغ عمق العمل داخل الأراضي السورية كحد أدنى نحو 100 متر، بينما وصل في مناطق أخرى إلى كيلومتر واحد.
“حزب الله” على الحدود
في 20 من شباط الماضي، قال الجيش الإسرائيلي، إن وحداته اعتقلت مشتبهًا به على الحدود مع سوريا، بعد عبوره إلى مرتفعات الجولان، مشيرة إلى ضلوعه بالعمل لمصلحة “حزب الله” اللبناني في جمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الجيش حينها، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت غيث العبد الله بتهمة انتمائه لما يسمى “ملف الجولان”، إلى جانب رجل آخر كان برفقته.
وفي أثناء الاستجواب، قدم غيث العبد الله معلومات عن “ناشطين إرهابيين إضافيين يروّجون لأنشطة إرهابية في منطقة الحدود”، بحسب الصحيفة.
مركز “ألما” الإسرائيلي قال من جانبه، إن غيث عمل تحت قيادة “فرقة الأصباح” التابعة لـ”ملف الجولان”، بينما قُبض عليه في مكان ليس ببعيد داخل الأراضي الإسرائيلية بعد عبوره السياج الحدودي.
وفي تقرير سابق أعده المركز الإسرائيلي، ذكر أن 58 موقعًا ومنطقة تنتشر فيها هاتان الوحدتان جنوبي سوريا، وتتوزع هذه المجموعات المقربة من إيران في 28 مكانًا تتمركز فيه وحدة “القيادة الجنوبية”، إلى جانب 30 موقعًا آخر توجد فيها “خلايا إرهابية” تابعة لـ”ملف الجولان”.