أعلنت الخارجية الألمانية عن جدول محادثات وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، قبيل زيارتها إلى السعودية وقطر، ويتضمن تطبيع العلاقات مع النظام السوري الذي تبنّته بعض الدول العربية، إذ ترى ألمانيا أنه يجب ربطه “بشروط واضحة”، بعدما كانت ترفض هذا التوجه.
وصلت وزيرة الخارجية الألمانية إلى السعودية، مساء الاثنين 15 من أيار، حيث كان في استقبالها نظيرها السعودي، فيصل بن فرحان، ثم عقد الجانبان جلسة مباحثات رسمية بحثا خلالها سبل تعزيز جهود البلدين في نطاق السلام بالمنطقة والعالم، وفق بيان الخارجية السعودية.
وحذّرت بيربوك مما وصفته بـ “التطبيع غير المشروط” للعلاقات مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قائلة عقب لقائها نظيرها السعودي، “كل خطوة باتجاه الأسد يجب أن تعتمد على تنازلات ملموسة”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (DPA).
وأضافت، “لا ينبغي مكافأة الأسد على ارتكابه أخطر انتهاكات حقوق الإنسان بشكل يومي”، مشيرة إلى أن العملية السياسية لحل الملف السوري لا تزال “بعيدة الأفق”.
وعبرت الخارجية الألمانية في بيان عن امتنانها للجانب السعودي على إجلائه بعض الألمان من السودان، حيث تجري معارك بين الأطراف العسكرية تهدد حياة القاطنين، وتناولت المحادثات أيضًا العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
وتستمر زيارة بيربوك حتى 17 من أيار الحالي، حيث من المفترض أن تلتقي اليوم في جدة نظيرها اليمني، أحمد عوض بن مبارك، والمنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي، وبعدها ستقابل نظيرها القطري.
وجاء في بيان الخارجية الألمانية، الصادر الاثنين 15 من أيار، أن بيربوك ستلتقي نظيرها القطري، محمد بن عبد الرحمن، في الدوحة، حيث ستتناول القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية، وأيضًا موضوع تطبيع العلاقات العربية مع النظام.
وترفض ألمانيا تطبيع العلاقات مع النظام أو تمويل إعادة الإعمار حتى حصول “تقدم حقيقي نحو حل سياسي”، وفق تصريحات المبعوث الألماني إلى سوريا، ستيفين شنيك.
تصريحات أمريكية مشابهة
يكرر الاتحاد الأوروبي موقفه من الملف السوري بـ”ثلاث لاءات” هي: لا للتطبيع، لا لإعادة الإعمار، لا لرفع العقوبات، طالما لم يشارك النظام بشكل فعّال في الحل السياسي.
وتتشابه المواقف من العلاقة مع النظام بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا، إذ قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في آذار الماضي، إن “حكومة الأسد تستحق أن تُعامل على أنها مارقة”.
ومع ذلك، إذا كانت الدول العربية تتواصل مع الأسد، فإن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في حثها على “الحصول على شيء مقابل ذلك”، على حد قولها.
واستشهدت ليف بإنهاء تجارة مخدرات “الكبتاجون” من سوريا كمطلب واحد يجب على الدول أن تفعله.
وفي إحاطة لوزارة الخارجية الأمريكية، في 3 من أيار الحالي، نوهت إلى أن الأردن وبعض الدول العربية “ضمنت المصالح الأمريكية في المنطقة بعد دخولها في مسار التطبيع مع نظام الأسد”، دون الإشارة إلى ماهية هذه المصالح.
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال خلال اتصال مع وزير الخارجية الأردني، بحسب ما نشرته الخارجية الأمريكية، في 4 من أيار الحالي، إن على النظام أن يعمل على خلق ظروف تحفز اللاجئين على العودة “بشكل طوعي وآمن وكريم”، متضمنة تحسين احترام حقوق الإنسان بدرجة كبيرة، وأكد أن القرار “2254” هو “الحل الوحيد” للصراع في سوريا.
ويأتي الموقف الألماني في حين تتصاعد مساعي التقارب العربي مع النظام السوري من جهة، ومساعي التقارب التركي مع النظام بدفع روسي من جهة أخرى.
وتُوّج التقارب العربي من النظام السوري بقرار عودته إلى الجامعة العربية ودعوة رئيسه، بشار الأسد، لحضور القمة العربية في جدة بالسعودية، في 19 من أيار الحالي.
–