مع تحول مجرى الانتخابات التركية إلى الجولة الثانية، برز اسم المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان كمؤثر في الجولة المقبلة باعتباره حصل على 5% من أصوات الناخبين خلال الجولة الأولى.
وفي أحدث تصريح صحفي له، ربط أوغان دعمه لأي من الطرفين بشرطين أساسيين هما “محاربة الإرهاب” و”ترحيل اللاجئين”.
وعن الجهة التي سيدعمها حزبه في الجولة المقبلة، قال أوغان إنه دعا كامل مكوّنات تحالفه السياسي إلى اجتماع للتشاور في هذا الصدد، مشيرًا إلى أنهم سيصلون إلى نتيجة في أقرب وقت قدر الإمكان وبالإجماع، بحسب ما نقله موقع “CNN TURK“.
الحديث عن أهمية أوغان جاء بعد إعلان رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا، أحمد ينار، عن انتهاء فرز أصوات الناخبين، وإحالة الانتخابات إلى جولة انتخابية ثانية لعدم استيفاء شروط الحسم في الجولة الأولى لأحد المرشحين المشاركين.
ويُنتظر عقد الجولة المقبلة في 28 من أيار الحالي، بعد أن حل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في المركز الأول، ومنافسه كمال كليجدار أوغلو في المركز الثاني نسبة لنتائج التصويت في الجولة الأولى.
وتتجه الأنظار إلى أوغان الذي حصد 5% من أصوات الناخبين، حول الحلف الذي سيدعمه في الجولة المقبلة، أو ما إذا كان سيبقى على الحياد.
من سنان أوغان؟
يبلغ السياسي القومي التركي سنان أوغان 55 عامًا، وهو أكاديمي من أصول أذرية، دخل الانتخابات كمرشح لتحالف “آتا” (الأجداد) المكوّن من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، أبرزها حزب “النصر” وحزب “العدالة”.
بدأت مسيرة أوغان السياسية عام 2011 من خلال حزب “الحركة القومية”، وصار نائبًا عن مسقط رأسه في ولاية إغدير الواقعة شرقي تركيا على الحدود مع أذربيجان، وتضم عددًا كبيرًا من السكان ذوي الأصول الأذرية.
ومع بداية مسيرته السياسية، كانت لأوغان علاقة جيدة بزعيم حزب “الحركة القومية”، دولت بهجلي، استمرت حتى عام 2015، عندما تبنى الحزب سياسة داعمة لسياسات لحزب “العدالة والتنمية” (الحاكم) في أعقاب انتخابات عام 2015 الرئاسية.
موقع “دويتشه فيله” الألماني، قال إن أوغان وجد نفسه عقب سلسلة الأحداث تلك صوتًا للمواطنين الغاضبين من سياسة الهجرة واللجوء في تركيا، ومصدر إلهام بالنسبة لهم، من حيث رفض التعاون بأي شكل مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة حزب “العمال الكردستاني” (PKK) المصنفة كمنظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية.
وبحسب ما نشره موقع “Haberler” التركي، فإن أوغان أكمل دراسات الدكتوراه في جامعة “موسكو” الحكومية للعلاقات الدولية، ويتحدث اللغة الروسية بطلاقة، إلى جانب الإنجليزية.
شغل سنان أوغان أيضًا منصب رئيس “مكتب الدراسات الأوكرانية الروسي” في مركز “الدراسات الاستراتيجية الأوراسي” (ASAM)، كما عمل مساعد باحث في معهد “الدراسات التركية” بجامعة “مرمرة”، ومحاضرًا في جامعة “أذربيجان” الحكومية للاقتصاد، ونائبًا للعميد فيها.
“صانع الملوك”
ورد اسم أوغان في تقرير لوكالة “رويترز” نشرته صباح اليوم، الاثنين 15 من أيار، تحت وصف “صانع الملوك”، نظرًا إلى توقعات بتأثيره على الجولة المقبلة التي ستجري بين المرشح كمال كليجدار أوغلو ورجب طيب أردوغان.
وحصل المرشح القومي على 5.2% من الأصوات، وقال محللون لـ”رويترز”، إنه يمكن أن يلعب دور “صانع الملوك” في جولة الإعادة إذا قرر دعم أحد المرشحين.
موقع “SonDakika” التركي نقل المؤتمر الصحفي لأوغان الذي قال فيه، “وصلنا إلى نقطة تؤثر بشكل مباشر على نتائج الانتخابات، أرى هذا نجاحًا لنا مع أننا كنا نتوقع المزيد من الأصوات”.
ويستهدف تحالف أوغان المهاجرين والأجانب المقيمين في تركيا، وخصوصًا السوريين والأفغان منهم، وهو حليف السياسي المتطرف أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للسوريين، والذي خسر مكاسبه الانتخابية الماضية في الانتخابات الحالية، وصار مع حزبه خارج مقاعد البرلمان التركي.
تحالف “أتا” الذي يمثّله أوغان في الانتخابات الأحدث لم يحمل كثيرًا من المشاريع على أجندته الانتخابية غير طرد الأجانب، إذ تنتشر تسجيلات مصوّرة لأوميت أوزداغ بشكل شبه يومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلخص سجاله مع السوريين، حتى المجنسين منهم، متوعدًا إياهم بالترحيل.
المشاريع العنصرية الانتخابية لم تقتصر على الأجانب فحسب، إنما توعد أوزداغ في بعض التسجيلات مواطنين أتراكًا بترحيلهم أيضًا بسبب تضامنهم مع السوريين.
اقرأ أيضًا: الزلزال ودعاية أوزداغ.. السوريون في تركيا ضحايا أيضًا
السوريون في تركيا
بينما يتخوف السوريون من التهديدات التي تطلقها الأحزاب المعارضة في حملتها الانتخابية من عمليات ترحيل قد تجري بحقهم من البلاد، يقود حزب “العدالة والتنمية” الحاكم خطة عودة اللاجئين “طوعًا”، بحسب ما تكرر ذكره على لسان مسؤوليه خلال الحملة الانتخابية.
ومع أن حديث الرئيس التركي، والمرشح الرئاسي الحالي، رجب طيب أردوغان، دائمًا يأتي في سياق هجومه على خطط المعارضة التي تنوي إعادة السوريين قسرًا، يعتقد أردوغان أنه “لا يمكن ترحيل السوريين قسرًا”.
أحدث التصريحات في هذا الصدد عندما قال خلال إجابته عن أسئلة شباب بالمجمع الرئاسي، في 11 من أيار الحالي، “يقول أحدهم أنا عندما أصل إلى السلطة سأعيدهم إلى بلادهم، ولن أترك هؤلاء الفرصة للعيش في تركيا، أنا شخصيًا لا أدعم هذا الرأي، سيكون هذا ظلمًا”.
وفي أيار 2022، أعلن الرئيس التركي عن إعداد مشروع يضمن عودة مليون لاجئ سوري إلى شمال غربي سوريا، يتجلى ببناء 100 ألف منزل من “الطوب” في 13 نقطة سورية، بمدن جرابلس والباب وتل أبيض ورأي العين، بالتعاون مع المجالس المحلية في هذه المناطق.
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الداخلية التركي إنجاز بناء 60 ألفًا من هذه المنازل.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و388 ألفًا و698 لاجئًا سوريًا، بموجب “الحماية المؤقتة”، بحسب أحدث إحصائيات المديرية العامة لرئاسة الهجرة التركية.
–