حقق فريق برشلونة بطولة الدوري الإسباني للدرجة الأولى، للموسم 2022ـ 2023، إثر فوزه، الأحد 14 من أيار، على اسبانيول 2×4، ضمن مباريات الجولة 34، أي قبل نهاية الموسم بأربع جولات.
وهذا الإنجاز الأول لتشافي هيرنانديز كمدرب للفريق، وجاء بعد سنوات من العجاف والابتعاد عن منصات التتويج في الدوري.
وبذلك يضع تشافي حدًا لهيمنة المدربين الأجانب في المواسم الثلاث السابقة، سواء الفرنسي زين الدين زيدان والإيطالي كارلو انشيلوتي مع ريال مدريد، والأرجنتيني دييجو سيميوني مع اتلتيكو مدريد.
تمكن تشافي من بناء فريق جيد معظمه من الشباب، واستطاع أن يضيء النجمة 27 في سماء كتالونيا، التي فرحت بإعادة فريقها إلى منصات التتويج.
لعب برشلونة حتى الآن 34 مباراة وتصدر الدوري برصيد 85 نقطة، متقدمًا على منافسه ريال مدريد، حامل اللقب في الموسم الماضي بفارق 14 نقطة.
وحقق البارسا الفوز في 27 مباراة حتى الآن، وتعادل بأربع، وخسر ثلاثة لقاءات، له 64 هدفًا وعليه 13 هدفًا، وهي أقل نسبة تسجيل في الأندية الإسبانية في الموسم الحالي.
وكان الفريق الكتالوني قد مر بسنوات عجاف وقاسية في تاريخ مشواره الكروي، وابتعد عن منصات التتويج، وآخر مرة فاز بها بلقب بطولة الليجا كانت في موسم 2018ـ 2019.
تشافي يحقق الإنجاز
منذ أن أعلنت إدارة الكامب نو في كتالونيا، في 5 من تشرين الثاني عام 2021، استلام تشافي هيرنانديز قيادة البارسا، قادمًا من السد القطري، حمل طموح الانتصار والعودة بالفريق إلى الزمن الجميل، عندما كان لاعبًا وقائدًا لفريق برشلونة.
قاد تشافي هيرنانديز ثورة كبيرة داخل برشلونة، وخاصة في التعاقد مع لاعبين شباب موهوبين، كما احتفظ بعدد من النجوم المخضرمين.
بالرغم من استلامه القيادة حديثًا، قاد برشلونة لمنافسة ريال مدريد على اللقب في الموسم الماضي، وبعد صراع كبير اكتفى البارسا في مركز الوصيف والثاني في الليجا.
استعد تشافي لهذا الموسم وحقق معه كأس السوبر، على حساب ريال مدريد، وكانت هذه البداية لعودة الفريق الكتالوني لمنصات التتويج، بالرغم من إخفاقه في إحراز لقب كأس الملك وخروجه من الدور نصف النهائي، وكذلك خروجه من دوري أبطال أوروبا، وأيضًا خروجه من مسابقة الدوري الأوروبي.
وأكد تشافي بعد إحرازه لقب الليجا، انه بات جاهزًا لخوض دوري ابطال أوروبا في الموسم القادم وسينافس على اللقب بقوة.
فلسفة يوهان كرويف
واعتمد الإسباني في الفترة التي عاش بها أيامه كلاعب رفقة النادي الكتالوني على خطة 4-3-3.
وفي الفترة التي قضاها كمدرب رفقة السد القطري تحلى بالسلاسة والمرونة، إذ كان يُفاضل بين خُطتين مُختلفتين وهما “4-3-3” و “3-4-3″، وحقق بهما نتائج جيدة.
وارتكز تشافي بالأساس في نهجه التكتيكي على فلسفة المدرب الهولندي، يوهان كرويف، مع ثلاثة مدافعين وأربعة لاعبي وسط ميدان منهم لاعبا رواقين سريعان، إضافة إلى جناحين في الخط الأمامي ومهاجم صريح.
وأظهر النجم الإسباني بصمته الواضحة على طريقة اللعب، إذ اتسم نسق لعب السد القطري بالنهج الهجومي مع الاعتماد على الاستحواذ.
كما اتسمت خُطط المدرب تشافي بفلسفة لعب المراكز والتي تتيح للاعبيه فرصة إخراج الخصم من تركيزه.
لخَّصَ النجم الإسباني فلسفته في كرة القدم بأن “أثمن شيء في كرة القدم هو امتلاك الكرة، والذهاب إلى الهجوم والسيطرة على المباراة بالاستحواذ على الكرة”.
فلسفة تغيير المراكز والضغط العالي
أبرز نقاط الخُطط التكتيكية التي يعتمد تشافي هيرنانديز في خططه “التكتيكية” هي الضغط العالي في مناطق الخصم، على نهج نادي برشلونة في فترة المدرب الإسباني، بيب جوارديولا.
واتسمت خُطط المدرب تشافي بفلسفة لعب المراكز والتي تتيح للاعبيه فرصة إخراج الخصم من تركيزه، من خلال تغيير المراكز بين اللاعبين.
وابتكر هذا الموسم الاعتماد على أربع لاعبين من خط الوسط، مع ميل اللاعب الرابع إلى مركز الجناح (عادة يلعب هذا الدور جافي).
وعمل على تعزيز فرص تسجيل الأهداف من خلال الضغط على لاعبي الخصم، ومحاولة خطف الكرة منهم في أقرب نقطة إلى مرماهم، وعدم السماح لهم بالتقدم إلى وسط الملعب.
واعتمد المدرب تشافي على جناحين مفتوحين إلى الأمام في الأروقة، لاستغلال مساحات الملعب، وإرغام أظهرة الفريق الخصم على الخروج من مناطقهم، مما يتيح حرية أكثر للمهاجم ولاعبي الوسط.