هلالي.. كتالوني.. ميسي بأي قميص؟

  • 2023/05/14
  • 9:31 ص

ليونيل ميسي بقميص باريس سان جيرمان (AFP)

عروة قنواتي

بات من شبه المؤكد وبنسبة مرتفعة، رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن صفوف نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد موسمين لا يمكن تصنيفهما بالرحلة الناجحة أو المقبولة الوقائع في مسيرة البرغوث، فحصيلة 32 هدفًا وصناعة 40 هدفًا مع بعض المتاعب والتحديات لا يمكن وصفها بالإنجاز، أو حشرها ضمن دائرة العمل المميز في مشوار النادي الباريسي، أو أحلام وتطلعات ليونيل ميسي.

من الطبيعي أيضًا أن جماهير الفريق الباريسي كانت تنتظر أشياء أهم وإنجازات أكبر أوروبيًا تتحقق بوجود ليونيل إلى جانب نيمار ومبابي وبعض النجوم، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن العشاق، فالصبغة المحلية بقيت كما هي مع التخمة بأسماء النجوم واللاعبين المهمين خلال عامين لم تجد فيهما إدارة باريس سان جيرمان اسمًا تدريبيًا فنيًا على مستوى صفقاتها المجنونة، لتكون مصاعب الإنجاز الأوروبي الحلم أكبر من طاقة ليونيل ميسي، وأكثر إصرارًا من بقاء كيليان مبابي بقميص الفريق الفرنسي، وأصعب من ضبط تصرفات نيمار وإصاباته وغياباته.

ليونيل سيرحل عن الفريق الفرنسي مع نهاية العام، ولا وجود لمؤشرات استمرار بين الطرفين، ولا تجديد في العقود، ومع العقوبة التي أطلقها مجلس إدارة النادي بحق النجم الأرجنتيني بسبب سفره إلى المملكة العربية السعودية من دون حصوله على إذن مسبق، صارت الأمور والصورة أوضح. صحيح أنه اعتذر للجماهير الغاضبة ولزملائه بالفريق، ولكن الاعتذار جاء بعد وثيقة وقعها ليونيل مع إدارة النادي تضمن فيها الإدارة عودة ميسي إلى التدريبات فور إطلاقه للاعتذار ودون أي ضجيج أو “شوو” إعلامي ومناكفات لا طائل منها، وفعلًا البرغوث ضمن تدريبات فريقه بشكل فردي وجماعي.

ما علينا، وسائل الإعلام ووكالات الأنباء ومنذ أسبوع تقريبًا وهي تدور في فلك الجزم والتكهنات، وبين تسريبات ومصادر خاصة، مقربة وبعيدة، والجميع يتداخل في مستقبل ليونيل ميسي، فإما يحصره بشكل كبير بقميص نادي الهلال السعودي مع عقد فلكي لعامين بـ600 مليون يورو، وبدرجة أدنى عودته إلى أسوار كامب نو، حيث ناديه الأم برشلونة، بعد أن يبيع البارسا عددًا من اللاعبين بما يفوق مبلغ 100 مليون يورو، ضمن مشروعه الجديد وإخفاقاته وإنجازاته التي لم تكن مرضية للجماهير هذا الموسم بشكل واضح.

والد البرغوث الأرجنتيني السيد خورخي ميسي وجد نفسه مطالبًا بالتوضيح أو النفي بعد عاصفة الأخبار التي لا يصلح معها الاختباء أو النظر من بعيد، فقال إن ليونيل لم يعطِ كلمة لأي نادٍ، وهو ما زال بقميص باريس سان جيرمان حتى نهاية الموسم الحالي، وإن استغلال اسم ميسي في زوابع إعلامية أمر معيب ويجب أن يتوقف. إذًا، لا في الهلال ولا في أروقة البارسا جواب لأي سؤال، ميسي لن يفصح عن وجهته وسيجعل الأمر معقدًا بما يعاكس سرعة رحيله عن أسوار كامب نو قبل عامين.

وبين مشروع البارسا الجديد، الذي يحاكي رحيل اللاعبين الكبار في الفريق سنة بعد سنة، ومشروع الكرة السعودية بنسخة جديدة لصراع ميسي مع رونالدو ضمن دوري “روشن” لكرة القدم، كريستيانو مع النصر وميسي مع الهلال، لا حدود للشائعات ولا معلومات شبه مؤكدة بأسوأ الأحوال، بأي قميص سيظهر ميسي في الموسم المقبل، الله أعلم.

السؤال الآن، إذا ردد أغلبنا مقولة “لكل زمان دولة ورجال”، فما الفائدة من عودة قائد برشلونة السابق إلى بيته القديم بعد كل ما جرى صرفه لتحضير جيل شاب يعاني حاليًا مع مدرب في أول عمره الفني التدريبي، ليكون بصمة أوروبية جديدة وحديثة في المواسم المقبلة؟ هل ما زال ميسي قادرًا على العطاء في برشلونة وفي أوروبا وهل هو جاهز للتعاطي الأمثل ضمن خطة أي مدرب من دون شروط مسبقة، كالبقاء على دكة البدلاء أو خروجه من المباراة في أي وقت، هل نفسية البرغوث تقبل الانصياع لهذه القصة؟

عشاق برشلونة وما أكثرهم في الملاعب الأوروبية، ترتفع نسبة أمنياتهم إلى الأعلى بمجرد الحديث عن عودة قائد فريقهم السابق إلى قميصه المفضل، والنقاد وأصحاب الاختصاص يرمون ورقة نادي الهلال على الطاولة باعتبارها الأقرب، فكما نجحت صفقة كريستيانو رونالدو والعمل جارٍ على صفقة المدرب إنريكي وبعض الأسماء الدولية المهمة، منها سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا ولوكا مودريتش، سيكون ليونيل ميسي بقميص الزعيم الهلالي في الموسم المقبل، وسيكون لكلاسيكو النصر مع الهلال وقتها طعم آخر. هكذا يتحدث النقاد وأصحاب الاختصاص، وعلى ذمتهم تدور طاحونة الأخبار غير المؤكدة والمعلومات المسربة والتقارير المقربة من مصادر إعلامية.

أنت، عزيزي مشجع البارسا وعاشق ليونيل ميسي، بأي قميص ترى نجمك في نهاية مشواره الكروي بملاعب كرة القدم؟

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي