أغلق المسلسل السوري “حارة القبة” باب جزئه الثالث، دون تقديم ما يغري المشاهد بالانتظار عامًا كاملًا قبل عرض الجزء الرابع في الموسم الرمضاني المقبل.
في هذا الموسم الذي استطاع تحقيق مشاهدات عالية وحجز مكانه على خريطة العرض الدرامي، قدم العمل خاتمة جزئية لكثير من أحداثه، مع تجاهل بعض الخطوط الدرامية بشكل شبه كلي في العمل.
القصة تطورت إلى غياب “أبو العز” عن العمل على مدار الحلقات الأخيرة، بما يترك شكًا لدى المشاهد أن خروج عباس النوري (أبو العز) من الأحداث لا يرتبط بحبكة القصة، مع تشبيهه بخروج “أبو عصام” من “باب الحارة”.
كثير من المؤامرات باتت مكشوفة، والحكاية أخذت مزيدًا من الوضوح قبل انتهاء عرض الجزء الثالث، حتى الختام بمشهد قُدّم في إطار تشويقي، لكنه وصل باهتًا لم يخدم الغرض المنشود بما يكفي، إذ بدا واضحًا أن العائد بعد غياب هو “أبو العز”، ومن المقرر في الموسم الرابع أن يعوم الرجل على بحر من المصائب والمشكلات العائلية بمعظمها.
ورغم احتفاظه بما يقنع بمتابعة المشاهدة، فإن العمل أهمل بعض الخطوط التي بدت رئيسة وواضحة في الحلقات الأولى، ومنها مقتل “فارس”، الابن الثاني لـ”أبو العز”، وعدم معرفة الجاني، مع القناعة بأن “غازي”، خال الشاب، بريء من دمه.
هذه البراءة قادت بدورها لحالة تهدئة، وتخفيف توتر “علني على الأقل” بين “غازي” و”أبو العز”، دون أن تغيب المكيدة والرغبة بالانتقام بعد السجن ظلمًا والتعرض للضرب والإهانة بسبب جريمة لم يقترفها الرجل.
في الوقت نفسه، يعيد العمل إحدى الشخصيات الغائبة على مدار موسم كامل، دون تقديم ما يمهد لعودتها، على الأقل بنقاشات الشخصيات الأخرى، أو السؤال عنها، وعن غيابها، ليراها المشاهد فجأة بمشهد يتيم في الحلقة الأخيرة، تمهيدًا لاستئناف الحضور في الموسم الرابع.
كما أن حالة الانكسار التي وصلت إليها “أم العز”، إحدى الشخصيات الرئيسة في العمل، لا تتماشى مع تطلعات الجمهور والصورة التي يرسمها عادة لأبطاله، ولا سيما حين يبقى الانكسار دون تعويض قريب.
ينتمي “حارة القبة” لدراما البيئة الشامية، وهو واحد من عملين سجلت بهما المخرجة رشا هشام شربتجي حضورها الدرامي في موسم دراما رمضان 2023، إلى جانب “مربى العز”.
كما استطاعت المخرجة منح فرصة لبعض الوجوه الشابة لإثبات نفسها، مثل حسن خليل، وراما زين العابدين، ومرح حسن، وملهم بشر، إضافة إلى إعادة ممثلين إلى الشاشة بعد انقطاع، عبر “حارة القبة”، كالممثلة نسرين الحكيم.
يواصل تجسيد البطولة في “حارة القبة” كل من عباس النوري وخالد القيش، الشخصيتين المحوريتين الأكثر تأثيرًا، إلى جانب خروج سلافة معمار واستبدال رنا شميس بها.
كما يشارك في العمل فراس إبراهيم، ونادين تحسين بيك، ومحمد حداقي، ورواد عليو، وهو من تأليف أسامة كوكش، وإنتاج شركة “عاج” المنتجة لجزأي “باب الحارة” الأول والثاني.