دشّنت روسيا بقاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا نصبين تذكاريين لضابطين من قواتها قُتلا في الأراضي السورية عامي 2016 و2017.
وتضمنت مراسم التدشين إزاحة الستار عن التمثال النصفي للواء فاليري أسابوف والملازم أول ألكسندر بروخورنكو، وفق ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية، الخميس 11 من أيار.
وحضر حفل تدشين النصبين قائد القوات الروسية في سوريا، العقيد أندري سيرديوكوف، وعناصر القاعدة الجوية، وممثلون عن قوات النظام السوري، دون أن تحدد الوزارة الشخصيات بدقة.
وقال سيرديوكوف في حفل الافتتاح، “من خلال وضع تماثيل نصفية تذكارية، نحفظ ونكرم ذكرى الأبطال الروس الذين أدوا بشرف واجبهم العسكري في الجمهورية العربية السورية”.
وذكر أن القوات الروسية ستنجز مهامها المحددة و”تواصل خدمة الوطن الأم روسيا، وتستمر بالتقاليد البطولية لزملاء الجنود الروس وأجدادهم وأجداد أجدادهم، جنود النصر”.
وانتهى الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على الجنود الذين قُتلوا في سوريا، ووضع الزهور على النصبين اللذين يبلغ ارتفاع كل منهما ثلاثة أمتار.
ولم تحدد الوزارة الروسية سبب أو مناسبة إقامة النصبين، وسبق التدشين بيومين احتفال القوات الروسية في قاعدة “حميميم” بمناسبة الذكرى الـ78 لما تصفه روسيا بـ”يوم النصر” الذي تحتفل فيه موسكو بهزيمة ألمانيا.
ولم يذكر الإعلام الرسمي السوري أو المقرب منه أو وزارة الدفاع في النظام السوري أي معلومات أو تفاصيل عن إنشاء نصب تذكارية في قاعدة “حميميم”.
واعتادت روسيا إنشاء نصب تذكارية لضباط في صفوفها قُتلوا في سوريا، سواء في قاعدة “حميميم” أو في مناطق متفرقة خاضعة لسيطرة النظام، بعد تدخلها عسكريًا بسوريا في أيلول 2015.
ولا يقتصر الأمر على إنشاء نصب تذكارية، إذ سبق أن وضع صحفيون روس “لوحة تذكارية” على صخرة في ريف إدلب قُتل بجانبها الطيار الروسي رومان فيليبوف، الذي سقطت طائرته، عام 2018، على يد الفصائل في الشمال السوري.
وقُتل الطيار الروسي إثر إسقاط طائرته بريف إدلب، في 3 من شباط 2018، بصاروخ محمول على الكتف، في بلدة معصران.
من الضابطَان
قالت وكالة “تاس” الروسية، إن اللواء أسابوف، أحد كبار مجموعة المستشارين العسكريين الروس في سوريا، قُتل في 24 من أيلول 2017، بالقرب من مدينة دير الزور، إثر هجوم بقذائف الهاون من قبل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وذكرت أن أسابوف كان في مركز قيادة قوات النظام السوري، يساعد القادة في إدارة عملية السيطرة على دير الزور، ومُنح لقب “بطل الاتحاد الروسي” بعد مقتله.
وقُتل الملازم أول بروخورينكو في 17 من آذار 2016 بمنطقة تدمر، خلال توجيهه الطائرات الروسية لشن ضربات على بعض الأهداف، وفق الوكالة.
وأطلق الملازم النار على نفسه بعد محاصرته من قبل عنصر في تنظيم “الدولة”، ومُنح لقب “بطل الاتحاد الروسي” بعد مقتله.
“دولة داخل دولة”
تعتبر قاعدة “حميميم” العسكرية من أبرز القواعد العسكرية الروسية، إذ لعبت دورًا حاسمًا كمحور رئيس ونقطة انطلاق للمشاركة العسكرية الروسية في سوريا منذ بدء تدخلها لمصلحة النظام السوري في عام 2015.
في عام 2017، حصلت روسيا على عقد إيجار طويل الأجل للقاعدة، يستمر لمدة 49 عامًا.
وفي كانون الثاني الماضي، كشف تحقيق استقصائي أنجزه فريق “Syria indicator“، عن استهلاك الجنود والموظفين الروس في قاعدة “حميميم” باللاذقية الكهرباء والماء دون دفع الفواتير التي تقدر بثمانية مليارات ليرة سورية.
وذكر التحقيق أنه حسب الاتفاقية الموقعة بين النظام وروسيا بعد دخول الجيش الروسي في أيلول 2015، وما حصل عليها من تعديلات لاحقة، فإن النظام تعهد بتقديم الخدمات من كهرباء ومياه لـ”حميميم” على أساس تعاقدي، ما يعني “وجود عقود لتوريد الماء والكهرباء إلى القاعدة” ودفع فواتير.
وأشار التحقيق الذي كان عنوانه “ماء وكهرباء وأرض وسماء بلا حساب.. حميميم لا تسدد فواتيرها” إلى أنه “خلال السنوات التي أعقبت الاتفاق، لم تتم أي عملية تعاقد أو فرض رسوم على سعر الكهرباء”.
اقرأ أيضًا: هيمنة عسكرية وسيطرة اقتصادية روسيا.. “السبع العجاف” في سوريا
–