يتجاهل الالتزامات..
خطاب شبه موحد في تغطية النظام السوري للعودة إلى الجامعة
قدّم النظام السوري ردة فعله على قرار إعادته إلى الجامعة العربية، على دفعات، على مدار اليومين الماضيين، مستندًا في اليوم الأول للتصريحات الرسمية، ثم ما تبعها من رسائل نقلها الإعلام الرسمي والمقرب من النظام، بصيغة متطابقة تقريبًا.
الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، نقلت المواد ذاتها التي نشرتها صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، تماشيًا مع حالة “توحيد الخطاب” التي يقدمها الإعلام السوري الرسمي والمقرب من النظام، سيما في القضايا السياسية، كطريقة تناول القصف الإسرائيلي لمواقع سورية مثلًا.
“سانا” ركّزت على نقل التصريحات مع إبراز ما يخدم سياستها، فقدمت ترحيب البرلمان العربي بالإعادة، تحت عنوان “عودة سوريا إلى الجامعة العربية تخدم المصلحة العربية المشتركة”، وتجاهلت ترحيب البرلمان بما قال إنه “استعداد سوريا للتعاون البناء والمثمر مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات العربية ذات الصلة (..)”.
وجاءت ترحيب البرلمان العربي بصيغة مختصرة أكثر ومتطابقة في صحيفة “الثورة” و”تشرين“، وقناة “الإخبارية السورية” و”الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون“.
وسائل الإعلام هذه أعادت تناقل الأخبار والمواد الصحفية ذاتها وبالترتيب نفسه، كما لم تقدم قناة “الإخبارية” و”الهيئة العامة للتلفزيون” ما يمكن أن يشكل إضافة في التغطية على مثيلاتها من وسائل الإعلام محليًا.
وفي 8 من أيار، وبعد صدور القرار، افتتحت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام عددها المطبوع بالاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ورئيس الإمارات، محمد بن زايد، وشكر خلاله الأسد ابن زايد على الدور الإماراتي لـ”لم الشمل وتحسين العلاقات العربية”.
وكانت وزارة الخارجية السورية، قالت في بيان، بعد القرار، إن سوريا تتابع باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلب نهجًا عربيًا فاعلًا وبناءً على الصعيدين الثنائي والعربي.
انتقائية
نشرت الصحيفة مادة أخرى بعنوان “ترحيب روسي وعربي باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية”، وتطرقت عبرها إلى الموقف الروسي والإماراتي، وما ذكره “البرلمان العربي” باختصار، معتبرًا القرار “خطوة إيجابية تعيد تفعيل الدور العربي في هذا الملف الحيوي”.
وفي 9 من أيار، تطرقت الصحيفة تحت عنوان “مواقف عربية إيجابية ومرحبة واسعة بقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية”، إلى الموقف الروسي والصيني، والإيراني، والفنزويلي، وتعليق مسؤول في منظمة “التحرير الفلسطيني”، وهي جهات وأطراف قريبة من النظام السوري بطبيعة الحال.
لكنها لم تنقل التعليقات السلبية على الجانب المقابل تجاه الخطوة، من أمريكا وبريطانيا وقطر، على سبيل المثال.
وفي المادة نفسها، اختصرت “الوطن” الموقف اللبناني، بما ذكره كل من رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري.
ونقلت عن أرسلان، “قالوا سوريا عادت، وقلنا في السابق ونقولها اليوم سوريا لم تذهب لتعود، سوريا بقيت صامدة في وجه كل المؤامرات (..)”.
الصحيفة نقلت عن نبيه بري، ترحيبه بقرار إعادة النظام إلى الجامعة، معتبرًا أن “هذا القرار تأخر لسنوات، لكنه خطوة بالاتجاه الصحيح، وباتجاه العودة إلى الصواب العربي (..)”.
وفي الوقت نفسه، تجاهلت تعليق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، الذي انتقد الخطوة وتساءل حول ما إذ كان العرب سألوا الشعب السوري قبل اتخاذ القرار.
كما نشرت مادة أخرى حملت عنوان “وعادوا إلى قلب العروبة“، في إشارة إلى عودة الدول العربية، لا إعادة النظام إلى الجامعة كما جرى فعلًا.
الأسد.. غازل وهاجم
خلال مقابلة مع مذيعة قناة “روسيا اليوم”، في 9 من حزيران 2022، ركّز رئيس النظام السوري على الأهمية التي تمنحها الجزائر للقمة الماضية (قبل انعقادها)، معتبرًا أن الوزن الوحيد لها أنها تُعقد في الجزائر، وبرر موقفه بثبات العلاقة مع الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي.
في الوقت نفسه، قلل من جدوى الجامعة العربية وقدرتها على تحقيق شيء من آمال المواطن العربي بحضور أو غياب النظام عن الجامعة، واعتبرها الغطاء لـ”العدوان على ليبيا والعدوان على سوريا ولكل عدوان آخر”.
وخلال لقائه وزير الخارجية الجزائري السابق، رمطان لعمامرة، بدمشق، في 25 من تموز 2022، بالتزامن مع مساعي الجزائر لدعوة النظام إلى القمة التي ترأستها حينها، اعتبر الأسد أن “الجامعة العربية مرآة الوضع العربي”، وأن ما يهم سوريا هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك.
كما اعتبر في 16 من آذار الماضي، أن الجامعة العربية “ساحة لتصفية الحسابات”، ولا يجب العودة إليها وهي ساحة للانقسام، بل عندما تكون عنوانًا للتوافق.
اقرأ المزيد: تشكيك غربي- قطري مقابل ترحيب الحلفاء.. الأسد إلى الجامعة العربية
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :