عقد رئيس الائتلاف السوري لقوى الثورة الوطنية، سالم المسلط، مؤتمرًا صحفيًا في اسطنبول، شرح خلاله خطوات الائتلاف تجاه تطبيع الدول العربية مع النظام السوري.
المسلط أجاب على أسئلة عنب بلدي التي عقدت معه لقاء منفصلًا بعد المؤتمر، الثلاثاء 9 من أيار، حول العلاقات مع الدول العربية ومقترحات حل الائتلاف والمصالحة الوطنية التي تدعو لها المبادرة العربية.
ويأتي المؤتمر الصحفي للمسلط، بعد قرار الجامعة العربية إعادة النظام السوري لشغل مقعد سوريا لديها في 7 من أيار الحالي، وفق القرار “8914”.
واعتبر المسلط في مؤتمره الصحفي أن ما حدث ليس عودة سوريا إلى الجامعة العربية، بل عودة نظام يحمل الأجندة الإيرانية.
كما أن إعادة النظام إلى الجامعة أملًا بتجاوبه مع الدول العربية هو “قرار خاطئ ويمنح فرصة للنظام لتعزيز وحشيته”، وفق المسلط.
وأضاف “القرار شكّل صدمة كبيرة للشعب السوري في جميع المناطق السورية”.
المضي إلى دمشق “خيانة”
إحدى أبرز النقاط التي تداولتها البيانات العربية مؤخرًا، هي “المصالحة الوطنية في سوريا”، والتي لم تتضح تفاصيلها لا من النظام السوري ولا من أصحاب المبادرة.
وقد ترتبط هذه المصالحة بحضور المعارضة إلى العاصمة السورية دمشق، وفي هذا الصدد يرى المسلط في حديثه لعنب بلدي أن هذا الأمر ليس قرار الائتلاف.
وأوضح أن قرارًا من هذا النوع هو قرار السوريين أنفسهم، ومجرد المضي بقرار من هذا النوع دون موافقتهم “سيكون خيانة للشعب السوري”، بحسب تعبيره.
محاولات للتواصل مع الدول العربية
ويبدو أن قرار إعادة النظام إلى الجامعة العربية كان مفاجئًا للائتلاف، إذ أعلن المسلط في كلمته أن أحدًا لم يتشاور مع “الممثل الشرعي للشعب السوري”.
وأضاف أن أحدًا لم يناقش الائتلاف بعودة النظام إلى الجامعة العربية وجرى تجاهله وتجاهل القوى المعارضة عند اتخاذ القرار.
وارتبطت عدة جهات من المعارضة السورية، بعلاقات مع الدول المناهضة للنظام السوري، والتي دعمتها عبر عدة ملفات، بما فيها الملفان السياسي والمالي.
وكانت السعودية وقطر من أبرز هذه الدول الداعمة.
وتفتح عودة العلاقات بين السعودية والنظام السوري، الباب حول انعكاس هذا الأمر على العلاقات مع المعارضة.
وقال المسلط لعنب بلدي إن علاقات الائتلاف مع الدول العربية لم تنته.
وأضاف، “مازلنا نسمع تأكيدات من أشقائنا حول حرصهم على دفع العملية السياسية للأمام ووجود حل عاجل للقضية السورية”.
وفي كلمته أمام الصحفيين، اعتبر المسلط أن الدول حرّة بما تتخذه من قرارات، وأمنهم وأمن المنطقة هو أولوية للسوريين كما لهم، لكن هذا الأمن لا يأتي “بمن أجرم بحق الشعب السوري”.
واتهم المسلط النظام بحمله للأجندة الإيرانية، معتبرًا أنه لن يتردد في تدمير بقية الدول في المنطقة، وأنه لن يأتي إلا بالإرهاب والمخدرات.
المسلط الذي هاجم قرار الجامعة العربية، طالب في كلمته في المؤتمر الصحفي، بتطبيق القرار 2254، معتبرًا تطبيقه مسؤوليةً دولية.
كما أوضح المسلط لعنب بلدي أن هناك اتصالات جرت وبعض اللقاءات قبل القرار الأخير لجامعة الدول العربية. وأكد مساعي الائتلاف لعقد لقاءات لمعرفة تفاصيل التحركات الأخيرة وإلى أي نقطة ستصل.
وقال، “غايتنا هو الحل السياسي رغم توقعاتنا بأن النظام لا يرغب به”.
ماذا عن المطالب بحل الائتلاف؟
وطالب العديد من المعارضين السوريين بحل الائتلاف وتشكيل جسم معارض جديد يدير المرحلة المقبلة.
هذه المطالبات جاءت تحديدًا في أعقاب وصول وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى دمشق ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، في نيسان الماضي.
ورد المسلط في حديثه لعنب بلدي على هذا المقترح، بأنه ربما ليس عدلًا المطالبة بحلّ الائتلاف، لكنه مع الخطوة إن كان ذلك بإرادة الشعب السوري ويخدم مطالبه.
وكان المسلط أشار في كلمته إلى أن المعارضة مطالبة بوحدة الصف واستكمال ما لم يكتمل، ومراجعة العمل وتصحيح الأخطاء.
كما يجب التشاور على مستوى شعبي أكبر ورفد المؤسسات بشخصيات وطنية لها تأثيرها ومكانتها، بحسب المسلط.
تحركات الائتلاف ردًا على قرار التطبيع
وحول تحركات الائتلاف كرد على عملية التطبيع مع النظام السوري، أوضح المسلط لعنب بلدي أن هناك اجتماعات دولية مقبلة في فرنسا وبلجيكا، إلى جانب لقاء مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن نهاية أيار.
وهذه ثاني الجولات للائتلاف، إذ عقد الأسبوع الماضي لقاءات مع الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
واعتبر المسلط في كلمته أن مواجهة القرارات الأخيرة يتم عبر عدة خطوات، أولها التحرك باتجاه الدول الثابتة على مواقفها.
وثاني هذه الخطوات هو التشاور مع الشعب السوري عبر لقاءات موسعة، وآخرها “المؤتمر المناهض للتطبيع”.
وقال المسلط لعنب بلدي إن هذه التحركات قد تفيد بتحريك عملية السلام المتوقفة، ورفض التطبيع في المسار ذاته.
وحول ما تضمنته البيانات العربية الأخيرة بشأن عودة اللاجئين السوريين، قال المسلط بأن عودتهم يجب أن تكون طوعية وآمنة وبضمانات دولية.
وختم المسلط حديثه لعنب بلدي بأن ما حدث لا يخدم السوريين ولا الدول العربية، لكن الائتلاف ينظر إلى القرار باعتباره حبرًا على ورق، وسيسعى باتجاه معرفة تفاصيل القرار من الدول العربية.