إضراب لـ”الحراقات” في ترحين.. محاولة للسيطرة على القطاع
بدأ عدد من أصحاب محطات تكرير الوقود البدائية (الحراقات) في قرية ترحين بمنطقة الباب بريف حلب الشرقي قبل يومين بإضراب عام مستمر حتى الآن، للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وإزالة المعوقات التي تواجههم.
أحمد العبد الله صاحب “حراقة” في المنطقة، قال لعنب بلدي، إن كل أصحاب “الحراقات” في المنطقة، وعددها نحو 700، وبحجم إنتاج يبلغ نحو 500 برميل من المازوت (بسعة 200- 210 ليترات للبرميل الواحد) يوميًا لكل “حراقة”، مشاركون بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم.
وأوضح أحمد أن مطالب أصحاب “الحراقات” تتمثل بانخفاض أسعار الفيول، وتحسين صنفه، إذ يحصلون عليه من مناطق شمال شرقي سوريا بأسعار مرتفعة جدًا، ومن أسوأ الأنواع، وفق قوله.
وتنعكس تلبية هذه المطالب على أسعار المازوت في المنطقة، التي قد تنخفض في حال تأمين الفيول بسعر أرخص.
محاولة للهيمنة
منذ أربعة أشهر، تحاول شركة “الشمال” الخاصة التحكم بعمل “الحراقات” في المنطقة، وتعهدت حينها بتأمين الفيول بأسعار أقل، وتأمين صيانة دائمة لـ”الحراقات”، دون تنفيذ أي من هذه الوعود حتى الآن، وفق أحمد العبد الله.
وأشار أحمد إلى أن الشركة حاولت فرض بيع إنتاج جميع “الحراقات” في المنطقة لتاجرين فقط، الأمر الذي لم يلقَ قبولًا لدى أصحاب “الحراقات”، مطالبين بترك المجال مفتوحًا لهم لبيع إنتاجهم.
ويبيع أصحاب “الحراقات” المازوت للشركة بسعر 94 دولارًا للبرميل الواحد، بينما تبيعه الشركة في الأسواق بنحو 120- 130 دولارًا أمريكيًا.
و لا تُعرف تبعية شركة “الشمال” أو من يقف وراءها حتى الآن، إلا أنها حديثة العهد، إذ ظهرت قبل أربعة أشهر فقط.
تنتشر “الحراقات” بشكل واسع في بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، وتتركّز على الطرق الرئيسة الواصلة بين مدن اعزاز والباب وجرابلس وريفيهما، إضافة إلى وجود أسواق للنفط في مختلف مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
وتبدأ عملية تكرير النفط في “الحراقة” البدائية عبر وضع النفط الخام في خزان معدني قد يتسع أحيانًا لنحو 60 ألف ليتر، وتخرج منه أنابيب تمر عبر مجرى مائي لتكثيف المشتقات النفطية وتبريدها بعد أن تكون قد تحولت إلى غازات بفعل الحرارة العالية، لينتهي به المطاف عبر مصب في وعاء يكون غالبًا من المعدن، ومن ثم يتم إفراغ المشتقات في أماكن مخصصة لها.
وتطورت “الحراقات” لتتحول إلى محطات وقود (كازيات) رئيسة تعد المصدر الأساسي للحصول على الوقود في مناطق سيطرة المعارضة، إذ أُدخلت إليها أجهزة حديثة لعملية التكرير، وعدادات لتسهيل عملية البيع.
أسهم بإعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في اعزاز ديان جنباز
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :