استغلت إيران المساعدات الإنسانية التي أرسلتها إلى سوريا، عقب الزلزال، لشحن أسلحة جديدة لمهاجمة القوات الأمريكية.
وقالت صحيفة “Washington Post” الأمريكية في تقرير نشرته اليوم، الاثنين 8 من أيار، إنها اطلعت على وثيقة سرية مسربة، تضمنت تفاصيل الأسلحة المنقولة وكيفية نقلها.
ووفق ما نقلته عن مسؤولين أمريكيين، استغلت إيران الفوضى الناتجة عن الزلزال لنقل شحنات أسلحة سرية.
وضرب زلزال مدنًا سورية، في 6 من شباط الماضي، وأرسلت إيران منذ ذلك الحين عشرات القوافل التي تحمل المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
وقالت “Washington Post”، إن الوثيقة “تثير التساؤل حول قدرة واشنطن وحلفائها على اعتراض الأسلحة الإيرانية التي تُستخدم للهجوم على القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا.
ووفق مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية رفض ذكر اسمه، فإن المعلومات الواردة في الوثيقة تتوافق مع التحركات السابقة لـ”الحرس الثوري الإيراني” في هذا الصدد.
ذخائر وطائرات من دون طيار
وتشمل الشحنات، بحسب الوثيقة، ذخائر وطائرات من دون طيار، وسُلمت عبر قوافل سيارات من العراق، نُسقت من خلال مجموعات مسلحة حليفة لإيران، بالإضافة إلى “فيلق القدس”.
وبحسب الوثيقة المسربة، بدأت إيران بنقل الأسلحة بعد يوم واحد من الزلزال، كما دبرت إحدى المجموعات المسلحة نقل بنادق وذخيرة و30 طائرة دون طيار ضمن قوافل المساعدات لدعم الهجوم على القوات الأمريكية.
كما قالت إن هناك قوائم بمئات المركبات والأسلحة التي دخلت إلى سوريا وأماكن تخزينها.
وسبق أن تعرضت القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرقي سوريا لعدة هجمات، أحدثها في 11 من نيسان الماضي.
ولا تعلن إيران مسؤوليتها عن هذا النوع من الاستهدافات، بينما ترد أمريكا باستهداف مواقع إيرانية في المنطقة نفسها، عقب عمليات القصف التي تستهدف قواتها في سوريا.
ما دور العراق
الوثيقة أشارت إلى أن مسؤولين في “الحشد الشعبي العراقي”، الذي يتلقى تمويلًا من إيران، ضالعون بنقل الأسلحة.
لكن الصحيفة نقلت عن مسؤول في الحكومة العراقية قوله، إن الوثيقة غير صحيحة.
وأشار إلى أن “الحدود غير المضبوطة بين العراق وسوريا، تضمن استمرار تحرك عديد من الأشخاص بطريقة غير شرعية، فلمَ انتظار قافلة المساعدات العراقية إلى سوريا لنقل الأسلحة؟”.
كما أن إسرائيل التي استهدفت كثيرًا من شحنات الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري، تحتاج إلى تأكيدات استخباراتية أكثر دقة قبل ضرب الشحنات.
تسريبات سابقة
وكشفت وكالة “رويترز” في تحقيق نشرته، في 12 من نيسان الماضي، أن إيران استغلت الطائرات المحملة بالمساعدات إلى سوريا لنقل الأسلحة.
وجاء في التحقيق أن “مئات الرحلات الجوية القادمة من إيران بدأت بالهبوط في مطارات دمشق وحلب واللاذقية لنقل المساعدات للمتضررين، لكنها لم تكن لهذا الغرض”.
واعتمدت الوكالة في تحقيقها على تسعة مصادر مختلفة من سوريا وإيران وإسرائيل.
ووفق هذه المصادر، كان الهدف الرئيس لهذه الخطوة هو دعم أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية على الأراضي السورية ضد إسرائيل، وتقوية موقف رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال مصدران إقليميان ومصدر استخباراتي غربي، إن المعدات تضمنت وسائل اتصالات متقدمة، وبطاريات رادارات، وقطع غيار لتحديث أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
–