تستمر قيمة الليرة السورية بتسجيل انخفاض أمام العملات الأجنبية بدأته منذ أكثر من أسبوع، وذلك بعد استقرار نسبي شهدته خلال الأسابيع الماضية.
واليوم الأحد 7 من أيار، سجل سعر مبيع الدولار الأمريكي 8700 ليرة سورية، وسعر شرائه 8600 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد أسعار العملات الأجنبية.
وسجل سعر مبيع اليورو 9588 ليرة، وسعر شرائه 9473 ليرة.
ونهاية نيسان الماضي، كسر الدولار الأمريكي حاجز 8 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد، للمرة الأولى في تاريخ الليرة، ليسجل بعدها أرقامًا جديدة غير مسبوقة يوميًا.
1550 في خمسة أشهر
خلال الأشهر الخمسة الماضية انخفضت قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية بنحو 1550 ليرة للدولار الواحد، إذ سجل سعر مبيع الدولار نحو 7150 مطلع العام الحالي.
ورغم الانخفاض المستمر مؤخرًا في سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة السورية، أبقى مصرف سوريا المركزي قيمة الليرة في نشرة “الحوالات والصرافة” عند 7500 ليرة للدولار الواحد، منذ أخر تعديل له في 27 من نيسان الماضي، رغم إعلانه سابقًا عن تعديل سعر النشرة بالتوازي مع سعرها في السوق “السوداء”.
ينعكس انخفاض قيمة الليرة على المقيمين في مناطق سيطرة النظام بشكل مباشر، لما يرافقه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والأساسية، ما يفاقم من ضعف القوة الشرائية لديهم أكثر، تقابله الحكومة بوعود بضبط سعر الصرف لا تنعكس على الواقع.
انخفاض 100% في 2022
يرتبط سعر الصرف في ظل المعطيات الحالية في سوريا بعدة عوامل اقتصادية مجتمعة تؤدي إلى انخفاض قيمة الليرة، منها عدم وجود الإنتاج، ونمو الناتج المحلي سلبًا، والاعتماد على الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى العجز الكبير في الميزان التجاري، وميزان المدفوعات، والموازنة العامة للدولة، فضلًا عن هروب الاستثمارات الأجنبية، ووجود سوق “سوداء” واسعة لتصريف العملة عبرها.
سجّلت الليرة السورية تراجعًا بنسبة تجاوزت 23% على أساس شهري في كانون الأول 2022، وبنسبة قاربت 10% على أساس أسبوعي، لتحقق سعر 7150 ليرة أمام الدولار، وهو ما يقارب ضعف قيمة الدولار في الشهر نفسه من 2021، حين سجل الدولار 3600 ليرة تقريبًا.
اقرأ أيضًا: الليرة السورية تنخفض بنسبة 100% خلال 2022
وتفتقد الليرة السورية حدود المقاومة اللازمة للدفاع عن استقرارها، ومن الصعب أن تصمد أمام أي هزة مهما كانت صغيرة، ما يؤكد أنها عُرضة للانخفاض السريع، بحسب ما ذكر تقرير صادر عن مركز “جسور للدراسات” مطلع 2021.
وغالبًا ما يكون أثر التحولات السياسية والاقتصادية في سعر صرف الليرة على شكل موجات ارتفاع واضحة، أي بانخفاض قيمة الليرة، الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد المستويات التي يُمكن أن تحققها، وفق التقرير.