تقنية طبية جديدة بإدلب.. ماسح يرسل الخزعات إلى أمريكا لتحليلها
إدلب – أنس الخولي
أعلنت “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز)، قبل عدة أيام، عن إطلاق خدمة طبية جديدة في الشمال السوري، ستؤدي إلى تحسين وتطوير المنظومة الصحية.
وقالت المنظمة عبر معرفاتها الرسمية، إن خدمة “التشريح المرضي” ستقدم في مختبر خاص بمستشفى “إدلب المركزي”، إذ سيضم جهازًا ماسحًا يسمح بنقل صور دقيقة لتقييمها عن بُعد، بغية توفير خدمة “التشريح المرضي” للخزعات والكتل المطلوب دراستها نسيجيًا وتشريحها للتأكد من طبيعتها، أورامًا كانت أو غيرها.
وبالتوازي، أعلنت المنظمة عن انطلاق برنامج “سامز” لاختصاص “التشريح المرضي” عبر تدريب طبيبين على الاختصاص، بإشراف المجلس العلمي لاختصاص “التشريح المرضي” في “الهيئة السورية للاختصاصات الطبية” (SBOMS).
وارتبطت خدمة “التشريح المرضي” بتشكيل لجنة تدريسية خاصة بالبرنامج من أطباء “سامز” الاختصاصيين في الولايات المتحدة الأمريكية، لإدارة البرنامج وتقييم الخزعات عن بُعد باستخدام الماسح المذكور، بالتعاون مع اختصاصيي “التشريح المرضي” داخل سوريا، لمتابعة البرنامج التدريبي والتعليمي عن كثب.
وتوفر “سامز” خدمة “التشريح المرضي” مجانًا للقاطنين في شمال غربي سوريا، للتخفيف من أعباء المرضى الذين كانوا يضطرون لإرسال الخزعات إلى تركيا أو مناطق أخرى لفحصها.
ما “التشريح المرضي”
جمال زغيب، فني يعمل في مختبر “التشريح المرضي”، قال في حديث لعنب بلدي، إن “التشريح المرضي” يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض السرطانية، مثل سرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم.
وأوضح جمال أن “التشريح المرضي” يساعد في نجاح العلاج عن طريق كشف نوع السرطان، وتحديد المعالجة المناسبة لكل مرض سرطاني، ومنع وصوله إلى مراحل متقدمة صعبة المعالجة.
وبالإضافة إلى خدمة “التشريح المرضي”، يقدم المختبر خدمة “التلوين المناعي” التي شرحها جمال بالقول، إنها تساعد بشكل كبير في تأكيد التشخيص المرضي، واختيار طريقة العلاج المناسبة.
وأشار جمال في حديثه إلى أن خدمة “التشريح المرضي” لا تقتصر فقط على الآفات الورمية، وإنما تشمل الالتهابية والمناعية أيضًا، إذ تحدد السبب وراء المرض وآليته ومراحل تقدمه.
أهمية الخطوة
قبل إطلاق خدمة “التشريح المرضي”، كانت تُرسل عيّنات الخزعات إلى تركيا أو مناطق نفوذ النظام، من أجل تحليلها والكشف عن الأمراض، وهو ما أدى إلى تأخر ورود النتائج لمدة تتراوح بين 15 و30 يومًا، أما حاليًا فيمكن الاعتماد على مركز الأورام في مستشفى “إدلب” لتحليل العيّنات.
رئيس لجنة الأورام في “سامز”، الدكتور باسل أتاسي، قال لعنب بلدي، إن اختصاص “التشريح المرضي” ضروري جدًا لعلم الأورام، بحيث لا يتم تشخيص الأورام من دونه.
ويساعد هذا الاختصاص في تقرير الخطة العلاجية للورم، وتحديد درجة خطورة المرض، وفق أتاسي، الذي أشار إلى أن علم “التشريح المرضي” لا يقتصر فقط على الأورام، بل هو مهم أيضًا للأمراض غير الورمية.
وعن تدريب الأطباء على استخدام الأجهزة المتطورة لخدمة “التشريح المرضي” في مركز الأورام بإدلب، أكد رئيس لجنة الأورام، أنه عبر البرنامج الذي أطلقته الجمعية بالتعاون مع “SBOMS”، قبلت “سامز” طبيين متخرجين حديثًا.
الطبيبان المقيمان المتدربان حاليًا في السنة الأولى من الاختصاص الذي يستمر أربع سنوات، كما سيضاف أطباء مقيمون جدد في المستقبل على حد قول الدكتور أتاسي.
ولتطوير خدمة “التشريح المرضي” في الشمال السوري، شُكّلت لجنة من أطباء معظمهم في أمريكا، بالإضافة إلى بعض الأطباء من الداخل السوري وبلدان مجاورة، كما تضم اللجنة أطباء مختصين باختصاصات فرعية مختلفة في مجال “التشريح المرضي”، وفق أتاسي.
وعن تقييم الخزعات، أوضح الطبيب أنه يجري بالتعاون بين أطباء الداخل والخارج، الذين يساعدون في الاستشارات عن طريق الجهاز الماسح في مختبر “الباثولوجي” التابع لـ”سامز”، حيث يوفر خدمة تحميل الشرائح المصورة الإلكترونية على الإنترنت، حتى يستطيع الأطباء رؤيتها عن بُعد وتشخيص الحالة.
وأكد رئيس لجنة الأورام، أن “سامز” أطلقت منذ فترة مشروع “التلوين المناعي” الضروري للتشخيص، ولتقرير الخطة العلاجية لأمراض مثل سرطان الثدي، الذي حتى لو تم اكتشافه، لا يمكن علاجه من دون دراسة المستقبلات الهرمونية عن طريق “التلوين المناعي”.
وتتوفر حاليًا خدمة “التلوين المناعي” بمستشفى “الراعي”، وقريبًا ستتوفر أيضًا في مختبر مركز الأورام التابع لـ”سامز” بإدلب.
خدمة علاج الأورام عبر مركز الأورام بإدلب بدأت منذ عام 2018، وهناك مراكز أخرى تعمل على تطوير الخدمة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :