“يلد طفل بجناحين كما العصفور، ويثير الرعب والاستغراب لأهله وجيرانه، يطير ويحط على شجرة”.
العبارة السابقة من رواية “العاوون” للروائي السوري إسلام أبو شكير، تشير إلى سعة خيال الكاتب، ومحاولة استغلال هذا الخيال لإنتاج عمل أدبي محمّل بالرموز والرسائل.
تتعلق رموز الرواية بقضايا الحرية والسياسة، والظلم العائلي الناتج عن الصور النمطية التي يفرضها المجتمع على الأفراد.
كما ترتبط الرواية، الصادرة في عام 2022، بعملية الحلم لدى الإنسان، ومحاولة تحقيقه مهما كلّف الأمر.
تتحدث الرواية المكوّنة من 124 صفحة، والصادرة عن دار “ممدوح عدوان للنشر والتوزيع”، عن ولادة طفل يفلت من يدي القابلة ويطير بجناحين إلى أن يحط على شجرة قريبة، وتفشل جميع محاولات أهل القرية لإعادته إلى البيت.
تستمر الرواية بسرد تفاصيل حياة الصغير وطريقة تعامله مع محيطه وأهله، مع استمرار الرموز التي يزداد حجمها كلما تقدم القارئ باتجاه النهاية.
ولعل أبرز ما في الرواية أنها، ورغم الرمز الحاضر فيها، تتحرر من اللغة الخشبية أو لا منطقية الرموز في فصولها، بمعنى أن حضور الرمز جاء ملائمًا للحكاية وتفاصيلها، وهو ما يجعل القارئ يشعر بمتعة أكبر في قراءتها.
الخيوط مترابطة بين الشخصيات والأحداث، ورغم أن الشخصية الأساسية التي يلعبها “أبو محارب” يمكن معها توقع دوافع وأسباب تحركاته، فإن هذا الأمر لم يؤثر على المفاجأة في ختام الرواية.
ورغم غرابة القصة نفسها وخيال كاتبها الواسع، حرص على فرد مساحة للعاطفة الإنسانية في روايته، وهو أمر قادر على ربط القارئ بأبطال الحكاية، والعاطفة هنا لا ترتبط بعلاقات مقدسة (علاقة الابن بأمه)، بل بالشعور الذي يحسه من يتذوق طعم حرية غائبة عنه.
إسلام أبو شكير
صدرت لإسلام أبو شكير، المولود عام 1966، روايات “العاوون” (2022)، و”خفة يد” (2020)، و”زجاج مطحون” (2016)، بالإضافة إلى عدة مجموعات قصصية.
وإلى جانب التأليف الروائي والقصصي، عمل أبو شكير بالصحافة في سوريا والإمارات، وشارك في ورشات لتعليم الكتّاب مهارات أساسية وفنية، وبورشات للقصة القصيرة في الإمارات.