عنب بلدي – اعزاز
تشهد أسعار اللحوم باختلاف أنواعها ارتفاعًا متواصلًا منذ نهاية شهر رمضان الماضي، وصولًا إلى ضعف السعر في بعض المناطق السورية، ما يترك بدوره تأثيرًا على عجلة الاستهلاك والنمط الغذائي للأهالي.
وفي مناطق شمال غربي سوريا، وصلت الأسعار في فترة الأعياد وما تبعها إلى ضعف ما كانت عليه من قبل، ليسجل الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 190 ليرة تركية، بعدما كان قبل نحو شهرين بـ80 ليرة تركية (الليرة التركية تساوي 425-431 ليرة سورية).
وارتفع سعر الكيلوغرام من لحم العجل إلى 170 ليرة تركية بنحو ضعفين عما كان عليه في الفترة ذاتها، أي 60 ألف ليرة.
ويأتي ارتفاع الأسعار في شمال غربي سوريا الخارج عن سيطرة النظام، بسبب عمليات تهريب المواشي نحو مناطق سيطرة النظام، ومناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية”.
كما تتأثر الأسعار بارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات تربية المواشي، في حين يعاني المقيمون بالمنطقة من تدني مستوى الدخل والأجور.
حمدان كنو، صاحب محل لبيع اللحوم في اعزاز بريف حلب، قال لعنب بلدي، إن سبب ارتفاع الأسعار مرتبط بغياب وجود أسواق خاصة لبيع المواشي (بازارات) في المنطقة وما حولها، ما يدفع باعة اللحوم للتنقل بين قرى مدينة الباب وريفها لاختيار وشراء المواشي التي يحتاجون إليها، وهذا يعني بالضرورة مصاريف إضافية على البائع.
وأضاف حمدان أن تهريب الأغنام وصغارها (الفطايم) إلى مناطق السيطرة الأخرى، يسبب ارتفاعًا في أسعار اللحوم.
كما أن فقدان المراعي، وأسعار العلف الذي يعوّض الأغنام غذائيًا في ظل غياب المراعي، وقلة عدد الأغنام في المنطقة، عوامل تسهم في رفع الأسعار، بحسب ما قاله محمد البعاج، العامل في بيع اللحوم (مفرق وجملة).
حالة ارتفاع الأسعار المتواصلة منذ أسابيع خفضت الإقبال على الشراء، ما دفع الناس للتركيز على شراء كميات قليلة جدًا مقارنة بما كانوا يشترونه من قبل، على اعتبار أن اللحوم كانت بنصف القيمة الحالية تقريبًا، وفق محمد.
وأثرت الأسعار المرتفعة في سلوك المستهلكين، ومنهم عبد الرحمن كنو، من سكان اعزاز، الذي لجأ إلى استبدال اللحوم التي يشتريها لعائلته المكوّنة من أربعة أطفال بالدجاج، بعدما كان يشتري لحم الغنم بشكل شبه يومي، وفق ما قاله لعنب بلدي، موضحًا أن استهلاك العائلة للحم اقتصر على مرة واحدة في الشهر جراء ارتفاع الأسعار.
في الوقت نفسه، أوضحت أمل الشيخ، وهي أم لثلاثة أطفال من سكان اعزاز، أنها لم تُدخل اللحم إلى منزلها منذ عيد الأضحى 2022، لغلاء أسعاره.
الحالة عامة
لا يتوقف ارتفاع أسعار اللحوم على مناطق شمال غربي سوريا، وفق ما رصدته عنب بلدي عبر مراسليها، إذ تشهد مناطق شمال شرقي سوريا أيضًا ارتفاعًا في أسعار اللحوم بدا بوضوح بعد شهر رمضان، ليقفز سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى 70 ألف ليرة سورية، بعدما كان بـ55 ألف ليرة خلال رمضان.
وترتفع أسعار اللحوم الحمراء في مناطق سيطرة النظام أيضًا، كما ترتفع أسعار الفروج وقطعه (صدر وفخذ وأجنحة وسودة)، ويتراوح سعر الكيلوغرام منها بين 26 ألفًا و40 ألف ليرة سورية.
وكان رئيس جمعية اللحامين بدمشق، محمد يحيى الخن، أوضح أن سعر الكيلوغرام من لحم العجل في دمشق يصل إلى 80 ألف ليرة (بلا عظام)، و45 ألف ليرة (مع عظام).
كما يبلغ سعر الكيلوغرام من لحم الغنم 120 ألف ليرة سورية (بلا عظام)، و90 ألف ليرة (مع عظام).
وعزا رئيس جمعية الفلاحين ارتفاع الأسعار إلى توفر المراعي بكثرة في فترة الربيع نتيجة الأمطار، ما دفع المربين إلى الإحجام عن البيع، لتوفر المرعى المجاني وعدم الحاجة إلى شراء الأعلاف، متوقعًا أن يستمر ارتفاع الأسعار إلى ما بعد عيد الأضحى المقبل.