لوّح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بإمكانية تنفيذ الأردن عملية عسكرية في سوريا للقضاء على تهريب المخدرات عبر الحدود البرية السورية- الأردنية.
وقال الصفدي خلال مقابلة أجراها مؤخرًا مع شبكة “CNN” الأمريكية، إن عديدًا من الأطراف عانوا من عواقب ما وصفها بـ”الأزمة السورية”، بما في ذلك الأردن، وسيحرصون على القيام بكل ما يلزم للتخفيف من التهديدات لأمن الأردن.
وأبدى الوزير الأردني حزمًا في تعقيبه على مسألة تهريب المخدرات المتواصل من سوريا باتجاه بلاده بقوله، “نحن لا نتعامل مع تهريب المخدرات باستخفاف”.
وأكد أن الأردن عازم على القيام بما يلزم لمواجهة التهديد، “إذا لم نرَ إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا، للقضاء على التهديد الخطير للغاية”.
ولفت الصفدي إلى أن الأردن ليس المتضرر الوحيد من مسألة تهريب المخدرات، إذ تُنقل عبر الأردن إلى دول الخليج العربي، ومناطق مختلفة من العالم.
تحدث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين @AymanHsafadi مع الإعلامية @BeckyCNN ضمن برنامج @CNNConnect، اليوم، حول مخرجات #اجتماع_عمان_التشاوري حول #سوريا، وأهمية المسار العربي الذي أطلقته للتوصل لحل سياسي لها، وأكد أن التعايش مع الوضع الراهن ليس خياراً في ضوء ما تسببه… pic.twitter.com/zqUdKi8vU9
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) May 4, 2023
تصريحات الوزير الأردني تأتي بعد نحو أسبوع فقط من إحباط السلطات الأردنية عملية تهريب كمية من أقراص “الكبتاجون”، قادمة من الأراضي السورية، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إلى عمان للمشاركة باللقاء التشاوري في 1 من أيار الحالي.
ونقلت وكالة “عمون” الأردنية، حينها، أن المنطقة العسكرية الشرقية في الأردن أحبطت محاولة تسلل وتهريب ضمن منطقة مسؤوليتها، ما أسفر عن مقتل مهرّب وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري.
وذكر مصدر عسكري في قيادة الجيش الأردني، أن عمليات البحث والتفتيش أسفرت عن العثور على 133 ألف حبة “كبتاجون”، وسلاح ناري من طراز “كلاشينكوف”، وكميات من الذخائر.
“سانا” تتجاهل المخدرات
قبل اللقاء التشاوري، عقد الصفدي لقاء ثنائيًا مع المقداد، تخلله استعراض للجهود المبذولة لإطلاق دور عربي قيادي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، بناء على المبادرة الأردنية والطروحات العربية الأخرى.
كما بحث الجانبان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، قضايا ثنائية كالمياه واللاجئين، وأمن الحدود، والمخدرات.
من جانبها، تجاهلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) مسألة مكافحة تهريب المخدرات، في نقلها عن الوكالة الأردنية، مكتفية بالإشارة إلى أمن الحدود والمياه واللاجئين.
“حرب متنامية”
وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، طلب من وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، المساعدة في خوض “حرب المخدرات” المتنامية على طول الحدود البرية الأردنية- السورية.
وحمّل الملك الأردني الميليشيات المدعومة من إيران المسؤولية عن تهريب المخدرات على الحدود.
ونقلت وكالة “رويترز”، في 6 من آذار الماضي، عن مسؤول أردني، أن الملك عبد الله ناقش مع الوزير الأمريكي تصاعد ترسيخ الميليشيات المدعومة من إيران جنوبي سوريا، التي قال مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها، للوصول إلى أسواق الخليج العربي.
ووفق ما نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز”، في 15 من نيسان الماضي، فإن مسألة تهريب المخدرات من سوريا كانت أحد أسباب انقسام الرأي العربي خلال اللقاء الوزاري الذي جرى في الرياض لبحث إعادة الأسد إلى الجامعة العربية.
–