يزداد الجدل حول الذكاء الصناعي ودوره المقبل في حياة البشر على جميع الصعد العلمية والعملية.
هذا الجدل لا يتوقف على صفحات التواصل الاجتماعي أو المقالات الصحفية في مختلف المواقع العالمية، بل امتد إلى العلماء ورجال الأعمال والحكومات أيضًا.
وخلال أسبوع واحد، هاجمت ثلاثة أطراف مختلفة تقنية الذكاء الصناعي وطالبت بالسيطرة على عمليات تطويره.
والجهات الثلاثة هم العالم جيوفري هينتون، ورجل الأعمال إيلون ماسك، بالإضافة إلى تحركات حكومية أمريكية في هذا الصدد.
الحكومة الأمريكية تتحرك
ويبدو أن الحكومة الأمريكية أحد الأطراف التي تأخذ مخاطر الذكاء الصناعي على محمل الجد، لمرحلة دعت الرئيس جو بايدن للتدخل في الأمر.
وقالت وكالة “رويترز“، الخميس 5 من أيار، إن بايدن التقى بالرؤساء التنفيذيين لشركتي “مايكروسوفت” و”جوجل”.
وأوضحت الوكالة أن بايدن يهدف لدفع الشركات إلى التأكد من مدى أمان المشاريع قبل إطلاقها.
واجتاح تطبيق “Chat GPT” عالم الإنترنت خلال الشهور القليلة الماضية، لقدرته على الإجابة وتقديم الخدمات المرتبطة بالتشخيصات الطبية وكتابة المقالات والسيناريوهات وتصحيح الأخطاء البرمجية.
وبحسب “رويترز” ضم الاجتماع، إلى جانب بايدن، نائبته كاميلا هاريس ومستشار الأمن القومي جيك سولفان، ووزيرة التجارة جينا ريموندو.
كما نقلت عن هاريس قولها، إن هناك مخاوف تتعلق بالسلامة والخصوصية والحقوق المدنية.
وأضافت أن الرؤساء التنفيذيين لديهم مسؤولية قانونية لضمان سلامة منتجات الذكاء الصناعي.
إيلون ماسك
رجل الأعمال الكندي- الأمريكي، إيلون ماسك، مالك شركتي “تويتر” و”تسلا”، وأحد أبرز رجال الأعمال المستثمرين في مجال العلوم (يملك أيضًا شركة سبيس إكس المختصة بالمركبات الفضائية) حذّر عدة مرات من مخاطر الذكاء الصناعي.
وبرغم أن ماسك نفسه بدأ بتشغيل أنظمة ذكاء صناعي خاصة به، كان أحد الموقعين على خطاب مفتوح (وقّع عليه ألف شخص)، دعا للتوقف ستة أشهر عن تطوير هذا النوع من التكنولوجيا، وذلك في 30 من آذار.
وأوضحت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير نشرته في 27 من نيسان، إن ماسك أصيب بخيبة الأمل.
وسبق أن ساعد ماسك في تأسيس شركة “Open AI” التي اخترعت تطبيق “Chat GPT”.
وتأتي خيبة أمل ماسك، وفق الصحيفة، من أن الشركة تحولت من منظمة غير ربحية إلى شركة منحازة.
استقالة جيوفري هينتون
في 2 من أيار الحالي، أعلن البروفيسور جيوفري هينتون عن استقالته من شركة “جوجل”.
وجاءت استقالة هينتون ضمن مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز” الأمريكية، الاثنين 1 من أيار.
وقال هينتون حينها إن تقنيات الذكاء الصناعي ستنهي عديدًا من المهن، كالترجمة والمساعدة القانونية وغيرهما.
ويكمن الخطر الأكبر الذي يراه هينتون في أنظمة الذكاء الاصطناعي بنقطتين، تتعلق الأولى بأن هذه الأنظمة تتعلم سلوكًا غير متوقع نتيجة تحليل كم هائل من البيانات.
أما النقطة الثانية فهي أنها لم تعد قادرة فقط على إنشاء رموز حاسوبية بل وتشغيلها من تلقاء نفسها، وهو ما يعني أن “الروبوتات” ستكون مستقلة بالفعل يومًا ما.
كما يرى أن الإنترنت سيكون مليئًا بالصور والمقاطع المزيفة، ولا أحد سيستطيع معرفة الحقيقة بعد ذلك.
ونتيجة إنجازاته العلمية حصل هينتون على جائزة “تورينج”، وهي إحدى أرفع الجوائز العلمية الخاصة بعالم التقنية.
عمل هينتون أستاذًا في قسم علوم الحواسيب بجامعة “تورنتو” الكندية، وله عديد من الأبحاث والمحاضرات في مجال الذكاء الصناعي، وتخصص في علم النفس المعرفي، ويعدّ المؤسس لعالم الذكاء الصناعي.
مخاطر الذكاء الصناعي
جاء في تقرير نشره موقع “BBC“، في 31 من آذار الماضي، أن الذكاء الصناعي يمكن أن يكون بديلًا لـ300 مليون وظيفة بدوام كامل، ويمكن أن يحل مكان ربع المهام المهنية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
ويمكن له أن يكون بديلًا لـ46% من المهام الإدارية، و44% من المهام القانونية، و6% من مهام قطاع البناء، و4% من أعمال قطاع الصيانة.
كما يساعد الذكاء الصناعي في الإجابة عن ملايين الأسئلة في مختلف المجالات، وكتابة المقالات الصحفية والترجمة وغيرها.