سوق “كفر تخاريم” مهدد بالانهيار.. “المحلي” عاجز عن الترميم
اشتكى تجار وأصحاب محال في “السوق القديم المسقوف” في مدينة كفر تخاريم شمال غربي إدلب، من خطر انهيار بعض المحال فيه، وسوء وقِدم السقف المكوّن من ألواح حديدية متهالكة ورديئة.
وأعرب التجار عن تزايد مخاوفهم من انهيار محال وسقف السوق الذي يحتفظ بطراز تاريخي قديم، من أي حادثة بعوامل طبيعية أو قصف للمنطقة، فمعظم أسقف المحال مكونة من أتربة وأخشاب.
يعد “السوق القديم” السوق الرئيسي للمدينة، ويضم محالًا لبيع المواد الغذائية واللحوم والخضروات وصناعة الحلويات وأفران اللحم بالعجين الحجرية القديمة.
خطر الانهيار.. مطالب بالترميم
مصعب بدوي (45 عامًا)، صاحب محل حلويات في السوق، أوضح لعنب بلدي، أن السوق قديم جدًا ومحاله بحاجة إلى ترميم، وأن رداءة وتشقق ألواح الحديد، المعروفة محليًا باسم “ألواح التوتيا”، في سقفه، مشكلة تطال جميع محال السوق.
وقال الشاب الذي ورث المحل عن أجداده منذ أكثر من 200 عام، إن الخوف بات يرافق التجار، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 من شباط الماضي، فالسوق قديم وتعرضت العديد من محاله إلى الهدم بسبب الزلزال.
وأوضح بدوي أن السوق يحتاج إلى الترميم، مشيرًا إلى أن أحدث عمليات ترميم جرت فيه كانت منذ 30 عامًا، مطالبًا مديرية الآثار في حكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة، مسؤولية ترميمه كي يصبح آمنًا، وأن يبقى محافظًا على أهميته ومعالمه التاريخية.
ولفت صاحب محل الحلويات إلى أن التجار اعتادوا على رداءة السقف وتزداد معاناتهم في فصل الشتاء، إذ تنهمر الأمطار إلى داخل المحال وتجري في أرض السوق.
محمد رضا (70 عامًا) يعمل قصّابًا في السوق، في محل يملكه منذ 25 عامًا، قال لعنب بلدي إن تسلل مياه الأمطار إلى المحال بات معاناة معتادة، وكذلك عدم وجود إنارة عامة تنير الشارع الرئيسي، لافتًا إلى أن استمرار العمل على وضع السوق الحالي، يعرضه لخطر الانهيار، وخصوصًا عند حصول أي هزة أرضية.
وذكر القصّاب أن أحدث عملية ترميم لأرضية السوق كانت منذ أكثر من 15 عامًا، بينما لم تُرمم الأسقف منذ عمله في السوق، مشيرًا إلى أن التجار متمسكين بالعمل فيه، لكونه أثري وأقدم سوق بالمدينة وبالمنطقة.
تكلفة عالية وفرق متخصصة
مدير المكتب الخدمي في المجلس المحلي في كفر تخاريم، زكي العالق، قال لعنب بلدي، إن السوق لم يشهد أي عمليات ترميم سوى لأرضيته، وتم تبليطه بنفس نوعية الحجارة السوداء الموجودة سابقًا، لافتًا إلى الحاجة الملحّة لترميم أسقف المحال والسقف العام.
وأوضح العالق أن السوق وصل لهذه الحالة لسببين، الأول قصف قوات النظام وروسيا لمدينة كفر تخاريم سابقًا، ما أدى إلى خلخلة أبنية السوق، والثاني كارثة الزلزال والهزات الارتدادية التي أثرت على السوق بشكل كبير جدًا.
وتأثرت ما لا يقل عن 148 مدينة وبلدة شمال غربي سوريا، بالزلزال الذي ضرب المنطقة، وانهار أكثر من 1869 بناء بالكامل، ولحقت أضرار جزئية بأكثر من 8731 مبنى.
وأضاف العالق أن المجلس المحلي غير قادر على ترميم السوق لضعف القدرة المالية، وكونه يحتاج مستوى عالٍ من التقنية بالترميم وفرق خبيرة بالآثار، لأن الحجارة والقناطر الموجودة تحتاج لمختصين.
ولفت إلى أن أهم ما يحتاجه السوق هو ترميم السقف، لأن وضعه الحالي خطر على الأهالي وعلى الأطفال، حيث يعتبر السوق طريقًا للأهالي ويعبره الأولاد إلى المدارس.
وذكر العالق أن السوق يمثل مقصدًا لسكان المدينة وأغلب الأهالي في القرى المجاورة، ويعود عمره لمئات السنين، ويضم “المسجد الأموي العمري”، ويعود إلى عام 186 في التقويم الهجري، أي قبل حوالي 1220 عامًا ميلاديًا.
وطالب العالق الأمم المتحدة بإدراج السوق والمسجد الأموي تحت سقف التراث الإنساني وترميمه والمحافظة عليه وإعادة تأهيله.
وتغص مدينة كفر تخاريم بالتفاصيل المعمارية التراثية من حارات قديمة وممرات ضيقة ومنازل بأسقف قرميدية بأشكال هندسية مختلفة ومزينة بالأشجار، وشرفات عتيقة ومساجد تاريخية و”حمام سوق” وأبواب ونوافذ قديمة مصنوعة من الخشب وبعضها من الحديد.
شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :