بوساطة عمانية..
محادثات أمريكية مع النظام في قضية “تايس”.. ما مطالب الأسد؟
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، جددت محادثاتها المباشرة مع النظام السوري لتحديد مصير الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا، أوستن تايس.
ونقلت الصحيفة في 3 من أيار الحالي، عن مسؤولين في الشرق الأوسط مطلعين على الملف، أن المفاوضين الأمريكيين عقدوا سلسلة من الاجتماعات في الشرق الأوسط مع مسؤولين في حكومة النظام السوري.
وقال المسؤولون إن الجانب الأمريكي طلب في تشرين الثاني 2022 من سلطنة عمان تسريع جهود الوساطة مع النظام، ليجري بعدها مسؤولون أمريكيون محادثات مع المخابرات السورية والقادة السياسيين في مسقط، لمناقشة قضايا اختفاء أمريكيين منهم أوستن تايس.
ومن الأمريكيين الآخرين المختفين في سوريا، مجد كم ألماز، وهو طبيب سوري أمريكي اختفى بعد إيقافه لليلة واحدة عام 2017، عن نقطة تفتيش تابعة للنظام في دمشق.
وكان الرئيس الأمريكي قال لوالدة تايس خلال عشاء أقيم لمراسلي البيت الأبيض الأسبوع الماضي، “نحن لا نستسلم، ولا نتوقف عن جهودنا لإحضاره والعثور عليه، وإعادته إلى المنزل”.
وذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن بلاده منخرطة مع دولة ثالثة في محاولة لإيجاد طريقة تعيد أوستن تايس إلى الولايات المتحدة، لكن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، رفضت تأكيد المفاوضات لدعم الصحفيين والحفاظ على سلامتهم (في إشارة إلى تايس).
تايس مقابل إنهاء العزلة
وفقًا للمسؤولين الذين نقلت عنهم “وول ستريت جورنال”، فإن المفاوضين يتطلعون إلى استئناف المحادثات خلال الأسابيع المقبلة، مع الإشارة إلى أن ما شجع النظام السوري على التعامل بجدية مع المحادثات أن الوسطاء أخبروا الأسد أن حل القضية يمكن أن يساعد في إنهاء العزلة الدولية المفروضة عليه.
في الوقت نفسه فالنظام يريد تخفيف أو تأخير العقوبات الأمريكية التي تستهدفه جراء دوره في تهريب المخدرات، وفق ما نقله الوسيط العماني عن مستشارين في حكومة النظام نقلوا قلق الأسد من أن قانون “الكبتاجون” الذي سيدخل حيز التنفيذ في حزيران قد يعرض عودته إلى “الحظيرة العربية” للخطر.
كما ذكر المسؤولون أنه خلال لقائه بسلطان عمان في شباط الماضي، جدد الأسد رغبته بربط المحادثات حول مصير تايس بتخفيف العقوبات ودفع الولايات المتحدة للانسحاب من سوريا، لكن السلطان العماني طلب من الأسد تخفيف توقعاته وأخذ المحادثات بجدية أكبر.
وكان النظام السوري نفى في تشرين الأول 2022، عبر صحيفة “الوطن” المقربة منه، عودة الوساطة اللبنانية في قضية تايس.
وذكرت الصحيفة على لسان مصادر (لم تسمِّها) أن أوساطًا في الخارجية السورية استغربت عودة الحديث عن وساطة مدير الأمن العام اللبناني حينها، عباس إبراهيم، بشأن الصحفي تايس، مؤكدة عدم وجود مفاوضات أو وساطة يقوم بها أي طرف فيما يخص القضية.
جاء ذلك بعدما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، عن إبراهيم، أن الوساطة اللبنانية مستمرة بين الولايات المتحدة وسوريا بشأن مصير تايس الذي فُقد قبل نحو عقد من الزمن في سوريا.
وردًا على تصريحات قال خلالها بايدن إن الحكومة الأمريكية تعلم “على وجه اليقين أن النظام السوري يحتجز الصحفي الأمريكي أوستن تايس”، نفت الخارجية السورية في آب 2022، اختطاف أو إخفاء أي مواطن أمريكي في سوريا، أو إقامته في مناطق سيطرة النظام.
من أوستن تايس؟
أوستن تايس جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، ومنها “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وفق بيان لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي في وقت سابق، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوبي دمشق، وأجرى معهم لقاءً حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وظهر في مقطع فيديو بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :