تتواصل المعارك في أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية، في ظل تعقيدات المشهدين السياسي والعسكري.
وفي أعقاب هجوم طائرتين مسيرتين على مقرّ إقامة الرئيس الروسي في موسكو (الكرملين) أمس الأربعاء، 3 من أيار، اتهمت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، كييف رسميًا بشن الهجوم، متوعدة برد وفقًا لتقييم التهديد، فيما نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم.
نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديميتري ميدفيديف، صرّح بأن ما تبقى من خيارات تتعلق بالقضاء على زيلينسكي نفسه.
واعتبر ميدفيديف في تصريح عبر قناته في “تلغرام“، أنه ما بعد الهجوم، لم يعد هناك حاجة لتوقيع قرار الاستسلام غير المشروط.
وأضاف، “لم يتبق سوى الاستهداف الجسدي لزيلينسكي”.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم “الكرملين“، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي عقده في موسكو، الخميس، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء الهجوم ، وهي من اختارت الأهداف.
في أعقاب الهجوم.. مقتل 21 مدنيًا
أعلنت روسيا، الأربعاء 3 من أيار، عن استهداف مبنى “الكرملين” بطائرتين مسيرتين في محاولة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت إدارة الرئاسة الروسية، إن بوتين لم يكن في المبنى لحظة الهجوم، متهمةً أوكرانيا بتنفيذ الهجوم.
ولم يتأخر الرد الروسي كثيرًا، إذ قصفت القوات الروسية مدينة خيرسون الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل 21 مدنيًا وإصابة 48 آخرين، وفق ما ذكره زيلينكسي عبر “تلغرام”، ونقلته صحيفة “The Guardian” البريطانية، الخميس 4 من أيار.
وحذّرت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في كييف، برديجيت برينك في تغريدة عبر “تويتر“، من تزايد الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية واستهداف المدنيين.
القصف الروسي لم يقتصر على خيرسون، إذ دوت صفارات الإنذار، صباح الخميس، في العاصمة الأوكرانية كييف مع سماع دوي انفجارين، وفق ما أعلنت الإدارة العسكرية لكييف عبر “تلغرام“.
ويأتي التصعيد الروسي الكبير برغم نفي زيلينسكي علاقة بلاده بالهجوم على الكرملين.
وأكد في مؤتمر صحفي عقده مع رؤوساء فنلندا والدنمارك والسويد والنرويج وأيسلندا، أمس الأربعاء، أن قواته تقاتل فقط على أراضيها، وأنها لا تملك الأسلحة الكافية لشن هجوم مشابه.
هل تملك أوكرانيا قدرات للهجوم؟
وكان معهد “دراسات الحرب” قال في تحليل نشره أمس الأربعاء، 3 من أيار، إنه من المرجح أن تكون روسيا نفذت الهجوم بنفسها.
وأوضح أنه من الصعب أن تتجنب طائرتان بدون طيار الرادارات الروسية وتصلا إلى الكرملين.
فيما نقلت صحيفة “Washington Post” عن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن واشنطن لا يمكنها تأكيد الهجوم.
الصحيفة نفسها نقلت عن محلل عسكري في مجموعة “CNA” للأبحاث، صمويل بينديت، أن أوكرانيا أظهرت قدرتها على ضرب الأراضي الروسية عدة مرات، ما يدفع للنقاش حول حالة الدفاعات الجوية الروسية.
وكالة “رويترز” قالت في تقرير مطول، نشرته الأربعاء 3 من أيار، إن أوكرانيا سبق وشنّت هجمات بطائرات دون طيار في عمق روسيا في كانون الأول 2022.
وأوضحت، أن المسؤولين الأوكرانيين لم يعلنوا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات، لكنهم احتفلوا بها.
واعتبرت الوكالة أن أوكرانيا فاجأت روسيا عدة مرات بشنها هجمات أبعد من الخطوط الأمامية للمعارك.
ونقلت عن المحلل الروسي والمتخصص في شؤون الأمن، مارك جاليوتي، قوله، “لو افترضنا أنه هجوم أوكراني، فهذه رسالة أن موسكو ليست آمنة”.
زيارة مفاجئة إلى هولندا
زيلينسكي نفى خلال مؤتمره الصحفي في فنلندا تنفيذ أي هجوم على موسكو، مؤكدًا أن قواته تقاتل على أراضيها فقط وأنه بانتظار المحكمة.
تصريح زيلينسكي الأخير جاء من هولندا، خلال زيارة مفاجئة تتعلق بـ”محكمة الجنايات الدولية” في مدينة لاهاي الهولندية.
وبحسب موقع “NOS” الهولندي، سيزور زيلينسكي “محكمة الجنايات الدولية” التي تحقق في تورط روسيا في جرائم حرب.
وبدأت روسيا غزوًا واسعًا للأراضي الأوكرانية منذ 22 شباط 2022، على خلفية محاولات أوكرانيا الانضمام لحلف “الناتو”.