إدلب.. جهاز طبقي محوري لتشخيص أدق وسط قطاع طبي يعاني

  • 2023/05/04
  • 10:15 ص
جهاز طبقي محوري يصل إلى مستشفى "إدلب الجامعي" شمالي سوريا- 2 من أيار 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

جهاز طبقي محوري يصل إلى مستشفى "إدلب الجامعي" شمالي سوريا- 2 من أيار 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

وصل في 2 من أيار الحالي، جهاز طبقي محوري إلى مستشفى “إدلب الجامعي” شمالي سوريا، من قبل “فاعل خير” من المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع إدارة الشؤون السياسية في حكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة.

ويعد الجهاز من طراز “Toshiba canon 128 slice” الأول من نوعه في المنطقة، ويتيح خدمات إضافية لقطاعي الصحة والتعليم، وسط نقص حاد في الأجهزة الطبية بالشمال السوري، لا سيما أجهزة الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري، والتي يعتمد عليها أطباء الجراحات العصبية في التشخيص ما يؤدي في الغالب لتفاقم حالات المرضى.

ما جهاز الطبقي المحوري؟

يعد جهاز الطبقي المحوري واحدًا من أهم الأجهزة في المستشفيات، ويعطي صورًا تفصيلية دقيقة لجسم الإنسان، ويستخدم في تصوير الأعضاء الداخلية والعظام والأنسجة الرخوة والأوعية، ويزود الأطباء بمنظر مفصل وأوضح من الإشعاع العادي الذي يستخدم في تصوير الأنسجة والأوعية.

ويستخدم التشخيص المبكر في كثير من الأورام وأمراض القلب والأوعية والأمراض المعدية، والتهاب الزائدة الدودية والرضوض وأمراض العظام والعضلات، وعلى خلاف التصوير التقليدي، فإن الطبقي المحوري من خلال تصوير الأنسجة يظهر الرئة والعظام والأوعية بشكل دقيق ومفصل .

ويعد التصوير بالطبقي المحوري عملية سريعة وبسيطة في الحالات الإسعافية، مثل رضوض الأعضاء الداخلية والنزوف، ويكون سببًا في إنقاذ الحياة من خلال منحه السرعة في إجراء التصوير والتشخيص.

تكلفة عالية في “الخاص”.. وازدحام على “المجاني”

تتوفر أجهزة رنين مغناطيسي وطبقي محوري بعدد قليل في مستشفيات ونقاط طبية شمال غربي سوريا، تعطي صورًا للمرضى بشكل مدفوع بالدولار، ومنها مجاني مدعوم من قبل منظمات وفرق تطوعية ومانحين.

الطبيب والأخصائي في الجراحة العصبية، فهد محي الدين، قال لعنب بلدي، إن الجراحات العصبية تعتمد بشكل كبير في التشخيص على أجهزة الرنين المغناطيسي والطبقي المحوري فالعمود الفقري وخصوصًا العمود الرقبي يحتاج لأجهزة وصور دقيقة للتشخيص.

وقال الطبيب المقيم في الشمال السوري، إن المرضى يواجهون صعوبات بالغة في المنطقة، بتأمين الصور من مراكز ونقاط طبية تقدم صورًا بشكل مجاني، بسبب الازدحام، كما أن الأجهزة المتوفرة ضعيفة الدقة مقارنة بالأجهزة المتطورة.

وأضاف الطبيب أن عددًا كبيرًا من المرضى يفضلون انتظار دورهم في المراكز المجانية، على الذهاب للحصول على صور الأجهزة في المراكز الخاصة لارتفاع كلفة الصور وعدم تمكنهم على تحمل أعبائها.

وعن تكلفة الصور، قال الطبيب فهد محي الدين إن أفضل أجهزة الرنين المغناطيسي في الشمال السوري، تتوفر في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وتبلغ تكلفة الصورة الواحدة 100 دولار أمريكي (نحو 1950 ليرة تركية).

ويتوفر جهاز آخر في مستشفى “ظلال التخصصي” في مدينة الدانا شمالي إدلب، وتبلغ تكلفة الصورة 60 دولارًا، أما جهاز الرنين في مستشفى “الشفاء” في مدينة إدلب، فلا يمكن الاعتماد عليه لقدمه وعدم دقته وتبلغ تكلفة الصورة الواحدة 20 دولارًا.

بالنسبة لنقص الأجهزة في الشمال السوري قال الطبيب، إن الأصل أن يكون لكل 100 ألف مواطن جهاز طبقي محوري وجهاز رنين مغناطيسي، وحتى الآن لم تصل المنطقة لحد أن يكون لكل 500 ألف مواطن جهاز، بالإضافة لقدم الأجهزة المتوفرة ورداءة صورها.

ولفت الطبيب محي الدين إلى أن جهاز الطبقي المحوري الجديد في مستشفى “إدلب الجامعي”، متطور وحديث ويمكن الاعتماد عليه والاستغناء عن صور الرنين المغناطيسي في بعض الحالات.

جهاز طبقي محوري يصل إلى مستشفى “إدلب الجامعي” شمالي سوريا- 2 من أيار 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

جهاز يمنح تشخيصًا أدق

المدير العام لمستشفى “إدلب الجامعي”، الطبيب محمد حسام الشيخ فتوح، قال لعنب بلدي إن الجهاز الحديث من نوع “Toshiba canon 128 slice”، أحد الأجهزة الشعاعية المهمة والأول من نوعه في المنطقة.

وذكر الطبيب أن الجهاز سيدخل الخدمة خلال الأيام المقبلة، ويمكن من خلاله الوصول لدقة أعلى، وتشخيص أدق مع نوعية أعلى للصور، وسرعة أكبر وتعرض أقل للأشعة.

وبحسب الشيخ فتوح، يمكن من خلال الجهاز القيام بجميع الإجراءات الروتينية مع أو بدون مادة ظليلة، كتصوير القلب والشرايين التاجية، وإجراء الخزعات، وتصوير الأوعية الدموية، ويستطيع الجهاز التعرف بدقة حتى على الهياكل الصغيرة ذات المستويات المنخفضة من الإشعاع.

وأضاف الطبيب أن الجهاز وصل من متبرع من إحدى الجمعيات الخيرية خارج سوريا، ومع وصوله يصبح لدى المستشفى جهازين طبقي محوري، بحيث يتم تخصيص الجهاز “siemins 16 slice”، لصالح قسم الإسعاف والطوارئ لتحقيق جودة تعليمية خدمية أعلى.

ولفت الطبيب إلى أن المستشفى يتوفر لديها كوادر طبية وبإشراف أخصائيين، وهي قادرة ومؤهلة على تشغيل الجهاز الجديد، وسيتم تدريبها بشكل أكبر بالتنسيق مع الشركة التركية المزودة للجهاز، وفق قوله.

جهاز طبقي محوري يصل إلى مستشفى “إدلب الجامعي” شمالي سوريا- 2 من أيار 2023 (مستشفى إدلب الجامعي/ فيس بوك)

حل جزئي أمام مشكلة أكبر

يوجد نقص حاد في في مستشفيات الشمال السوري بأجهزة الرنين المغناطيسي تحديدًا، يضطر المرضى للانتظار مدة تتراوح من شهرين لثلاثة أشهر للحصول على العرض على جهاز الرنين.

ويمكن لجهاز الطبقي المحوري الحديث في مستشفى “إدلب الجامعي”، الحلول مكان أجهزة الرنين بالنسبة لبعض الحالات.

الطبيب زياد المصفرة أخصائي جراحة عصبية يعمل في مستشفى “إدلب الجامعي”، قال في تصريح لعنب بلدي، إن جهاز الطبقي المحوري أحدث جهاز متوفر في الشمال السوري، لافتًا إلى إمكانيته في حل جزء من مشكلة نقص أجهزة الطبقي المحوري في المنطقة.

وأوضح الطبيب، أنه يمكن من خلال الجهاز الحصول على صور دقيقة لم يكن بالإمكان الحصول عليها سابقًا، وهذه الدقة العالية تمكن الأطباء من التشخيص بدون صور الرنين المغناطيسي مثل أمراض “أمهات الدم الدماغية”.

من جهته الطبيب والأخصائي في الجراحة العصبية، فهد محي الدين، قال إنه كلما ازدادت حداثة الجهاز كلما ازدادت دقة الصور وإمكانية الحصول على صور لم يكن بالإمكان الحصول عليها سابقًا، كصور الأضرار داخل الأوعية الدموية وداخل الدماغ والعمود الفقري، ما يساعد في الاكتفاء بصور جهاز الطبقي المحوري الجديد، والاستغناء عن صور الرنين المغناطيسي.

ومن المشكلات الأخرى التي يحلها الجهاز الجديد، قدرة أجهزة الطبقي المحوري على حمل أوزان المرضى، على خلاف الأجهزة السابقة التي لا تستطيع تحمل مرضى يزيد وزنهم عن 100 كيلوجرام، أما الجهاز الجديد فيمكنه تحمل مرضى ذوي أوزان أكبر بكثير.

منذ حدوث الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا و أربع محافظات سورية، في 6 من شباط الماضي، تمتلئ النقاط الطبية والمستشفيات في الشمال السوري بحالات حرجة و”مستعصية”، تحتاج إلى رعاية ومعدات حديثة لإجراء بعض العمليات.

وقبل الزلزال، كانت المستشفيات تعاني أساسًا نقصًا في معدات وأدوات ومستلزمات طبية كثيرة، وفق أطباء في الشمال تحدثت إليهم عنب بلدي.

وبعد الكارثة تضاعفت احتياجات المستشفيات، نتيجة استهلاكها بشكل كبير لمعالجة حالات عديدة منها مرضى “متلازمة الهرس”، بالإضافة إلى المستهلكات الجراحية المختلفة منها العظمية و العصبية، والمستهلكات المختلفة من شاش ومعقمات ومثبتات خارجية وداخلية وجبس وجبائر، وغيرها من المواد التي لم يعد بعضها متوفرًا أبدًا.

اقرأ أيضًا: القطاع الطبي مهدد بالانهيار شمال غربي سوريا.. الاحتياجات ضخمة

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية