فريق طبي أجنبي يقدّم تدريبات ومعدات في الشمال السوري
وصلت بعثة طبية من جنسيات أجنبية مختلفة إلى الشمال السوري مؤخرًا، مزودة بأجهزة طبية متطورة، بهدف تحسين المنظومة الصحية في المنطقة، وتدريب الكوادر على استعمال هذه الأجهزة، وإجراء جراحات متخصصة للحالات المستعصية.
وتمتد مهمة البعثة، التي وصلت في 30 من نيسان الماضي، لأسبوع كامل، وهي تابعة لمنظمة “MedGlobal” الأمريكية، التي تعرف عن نفسها بأنها منظمة إنسانية خيرية غير حكومية، تقدم الاستجابة لحالات الطوارئ والبرامج الصحية، لبناء المرونة بين المجتمعات الضعيفة في جميع أنحاء العالم.
وصول بعثات وزياراتها لمستشفيات الشمال السوري، ينعش آمال المصابين والحالات “المستعصية” بالحصول على عمليات دقيقة، أو إدخال آليات طبية تساعد في إجراء عمليات تخفف من معاناتهم، إذ لا تزال حركة دخول المسافرين والمرضى عبر “باب الهوى” إلى تركيا متوقفة، منذ حدوث الزلزال في 6 من شباط الماضي، واقتصرت على بعض الحالات.
أدوات وتدريبات ودعم
سيرين جابر، طبيبة أمريكية من أصول فلسطينية، وأحد أعضاء البعثة إلى الشمال السوري، قالت لعنب بلدي، إن فريقها الطبي اعتاد زيارة مناطق مختلفة من دول العالم، تحتاج إلى المساعدات في المجال الطبي، سواء بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية.
وأوضحت جابر، أن الفريق يتكون من 11 طبيبًا متخصصًا في مختلف التخصصات الطبية، من أطباء عامين وطبيب نسائية وطبيب أطفال وطبيب جراحة عامة، من جنسيات متعددة منهم من أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيرلندا.
وأضافت الطبيبة أن الفريق والبعثة الطبية بدأت مهامها في 1 من أيار الحالي، وتنتهي في 5 من الشهر نفسه.
وتتعدد مهام الفريق في الداخل السوري، حيث يجري بعض الأعضاء تدريبًا للكوادر الطبية على الأجهزة الحديثة في مستشفى “الرحمة” بدركوش، ويدرّب آخرون الأطباء على إجراء جراحات طبية دقيقة بالوسائل الحديثة التي توصل إليها العلم لتطوير الكوادر الطبية في العالم، على حد قول الطبيبة سيرين.
وعن التدريبات التي سيجريها الفريق في مستشفى “الرحمة”، قالت الطبيبة، إنها في مجال الصحة النفسية والتدخلات الطبية في حالات الإسعاف والطوارئ وتقنيات “الإيكولاب” الحديثة.
وأشارت جابر في حديثها لعنب بلدي إلى أن الفئة المستهدفة في هذه التدريبات تشمل مختلف الكوادر الطبية في الشمال السوري، كالأطباء المتخصصين والأطباء المقيمين والقابلات القانونيات، بالإضافة إلى تدريب الممرضين.
وذكرت الطبيبة أن البعثة قدمت للمؤسسات الطبية في الشمال السوري 20 جهاز “إيكولاب”، إلى جانب دعم مالي وطبي مباشر لتحسين التعامل مع حالات الطوارئ والإسعاف.
فرق تساعد القطاع الطبي
الفريق الطبي الأمريكي ليس الأول من نوعه الذي يدخل مؤخرًا إلى الشمال السوري، إذ سبقه بأيام دخول فريق طبي آخر إلى مستشفى “عقربات”، وسبقتهما فرق عدة، وصلت بكثافة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة.
معاون مديرية “صحة إدلب”، الطبيب حسام قرة محمد، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن أهمية البعثات الطبية تتمثل بتدريب الكوادر الطبية في الشمال السوري على الطرق العلاجية الحديثة وإجراء جراحات دقيقة بآليات متقدمة، وتقديم مختلف المساعدات الطبية، ما يحسن أداء المنظومة الصحية في المنطقة.
وأوضح قرة محمد أن تقديم 20 جهاز “إيكولاب”، وهو من الأجهزة الطبية المحمولة القادرة على التشخيص، يساعد في سرعة الكشف عن الأمراض وتقييم الحالات الصحية للمرضى والمصابين، خصوصًا في حالات الكوارث والزلازل والحوادث الخطيرة.
وأضاف الطبيب أن تدفق الفرق الطبية سيستمر في المستقبل القريب من مختلف دول العالم، وهناك فريق في مستشفى “عقربات” الطبي، وهو فريق متخصص بالجراحات التجميلية والترميمية وجراحات الحوض، وشارك الفريق في إجراء عدة جراحات دقيقة.
ولفت الطبيب خلال حديثه لعنب بلدي إلى أن استمرار تدفق البعثات، يساعد في تعريف المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية بالأوضاع الصحية في الشمال السوري، ويساعد في التخفيف من عدد الحالات الطبية التي تحتاج إلى العلاج في تركيا، وصعوبات إدخالها وتسريع معالجة المصابين في الداخل.
بوادر أمل
منذ حدوث الزلزال، تمتلئ النقاط الطبية والمستشفيات في الشمال السوري بحالات حرجة و”مستعصية”، تحتاج إلى رعاية ومعدات حديثة لإجراء بعض العمليات.
ولم تفتح المعابر الحدودية مع تركيا أبوابها أمام حالات المصابين الحرجة، وسط عمل جميع المستشفيات في الشمال السوري بطاقتها القصوى، وضعف إمكانياتها الناتج عن قلة الدعم المقدم لها، واقتصرت على بعض الحالات.
مجد الرفاعي (34 عامًا)، مهجر يقيم في إدلب، أصيب بكسر في الحوض، ولديه حالة تهشم شديد في الساق اليمنى و”متلازمة الهرس”، جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة.
قال محمد لعنب بلدي، إنه يخشى عدم تعافيه بشكل جيد، وعدم قدرته على المشي مستقبلًا بسبب حالة ساقه التي تحتاج إلى جراحات عصبية وعظمية وتجميلية دقيقة لا تتوفر الإمكانيات لعلاجها في الداخل، ومع صعوبة إدخاله إلى تركيا، فقد الأمل بالحصول على العلاج اللازم.
ولدى الشاب أمل في العلاج، بعد أن تم تحديد موعد له لمقابلة البعثة الطبية في مستشفى “عقربات”، وإمكانية إجراء الجراحات اللازمة من قبل البعثة، دون الحاجة للدخول إلى تركيا، ما قد يساعده على تلقي العلاج قبل فوات الأوان، واستعادة قدرته على المشي.
وتعاني نهلة الحمصي (42 عامًا)، مهجرة تقيم في إدلب، مضاعفات عصبية ونفسية على خلفية الإصابات التي تعرضت لها بعد الزلزال، وأعربت عن أملها في تلقي العلاج اللازم وتحسن وضعها الصحي، مع قدوم البعثات الطبية إلى الشمال السوري، وإمكانية عرض حالتها للعلاج.
وقبل الزلزال، كانت المستشفيات تعاني أساسًا نقصًا في معدات غسل الكلى، وفق أطباء في الشمال تحدثت إليهم عنب بلدي.
بعد الكارثة تضاعفت هذه الاحتياجات، نتيجة استهلاكها بشكل كبير لمعالجة مرضى “متلازمة الهرس”، بالإضافة إلى المستهلكات الجراحية المختلفة منها العظمية و العصبية، والمستهلكات المختلفة من شاش ومعقمات ومثبتات خارجية وداخلية وجبس وجبائر، وغيرها من المواد التي لم يعد بعضها متوفرًا أبدًا.
اقرأ أيضًا: القطاع الطبي مهدد بالانهيار شمال غربي سوريا.. الاحتياجات ضخمة
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :