أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، أن الولايات المتحدة عملت مع تركيا لفرض عقوبات تتعلق بـ”مكافحة الإرهاب” على شخصين مرتبطين بتمويل جماعتين مقرهما سوريا، تخضعان لعقوبات من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وجاء في بيان لوزارة الخزانة صدر اليوم، الثلاثاء 2 من أيار، أن العقوبات تستهدف القيادي في “هيئة تحرير الشام” عمر الشيخ، وقوبلاي ساري، الذي تلقى أموالًا في تركيا من متبرعين لكتيبة “التوحيد والجهاد”.
وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برايان نلسون، “مع استمرار الجماعات الإرهابية في سعيها للوصول إلى النظام المالي الدولي، فإن التعاون مع شركائنا يزيد من قدرتنا على تعطيل شبكات التسهيل هذه بشكل أكثر فعالية”.
وأوضحت الخزانة الأمريكية أن الإجراءات الجديدة تأتي كمتابعة للإجراءات المشتركة السابقة بين الولايات المتحدة وتركيا، في 5 من كانون الثاني الماضي، والتي استهدفت شبكة مالية رئيسة لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
عمر الشيخ، المعروف باسم “أبو أحمد زكور”، كان قائدًا في هيئة “تحرير الشام”، وعمل سابقًا ضمن “جبهة النصرة”، حيث تسلّم أدوارًا مختلفة منذ عام 2003، وفق البيان.
ويشغل الشيخ حاليًا عضو مجلس الشورى ضمن “تحرير الشام”، وأمير “جيش حلب”، ويشرف على المحفظة الاقتصادية لـ”الهيئة” في الخارج، ومنذ تشرين الأول 2022، شغل منصب رئيس مكتب العلاقات العامة في “الهيئة”.
وفي آذار 2022، شغل “أبو أحمد زكور” منصب قائد قسم الأمن بـ”الهيئة”، بينما كان المدير المالي لـ”جبهة النصرة” عام 2019، بحسب البيان.
ووفق العقوبات الصادرة، سيتم حظر ممتلكات وأصول الشيخ في تركيا وأمريكا، بسبب عمله لمصلحة أو نيابة عن “جبهة النصرة” بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومنذ عام 2018، تلقت شركة “قوبلاي ساري”، ومقرها اسطنبول، أموالًا في تركيا من مانحين نيابة عن جامعي تبرعات لكتيبة “التوحيد والجهاد”، لشراء أسلحة نارية وقذائف هاون، وفق ما ذكره البيان.
وحدد عديد من أعضاء “التوحيد والجهاد” المقيمين في سوريا قوبلاي ساري وحساباته المصرفية كقناة للتحويلات المالية لـ”العمليات الإرهابية”، بما في ذلك شراء المعدات العسكرية والدراجات النارية، كما حدد عضو في “هيئة تحرير الشام” قوبلاي ساري كجهة اتصال موثوقة لتحويل الأموال.
ما كتيبة “التوحيد والجهاد”؟
تعتبر جماعة أو كتيبة “التوحيد والجهاد” أحد أبرز الفصائل العسكرية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب “هيئة تحرير الشام” شمال غربي سوريا، وتتبع لها وتتماشى مع سياستها.
وتضم الكتيبة عناصر من الأوزبك والطاجيك، وانضمت إلى “جبهة النصرة” سابقًا (“تحرير الشام” حاليًا) في تشرين الأول 2015، بعد أن دخل إلى الأراضي السورية عشرات من المقاتلين الأوزبك للمشاركة في العمليات العسكرية ضد قوات النظام، وخاصة إلى جانب الفصائل العسكرية الإسلامية.
وتنضوي الكتيبة تحت راية “لواء أبو عبيدة بن الجراح”، الذي يتبع لـ”الهيئة”، ودائمًا ما تنشر الكتيبة صورًا لتدريبات مقاتليها على الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وتكريمهم أيضًا.
واعتبرت الولايات المتحدة الكتيبة مسؤولة عن تنفيذ هجمات خارجية، مثل تفجير سانت بطرسبرغ في روسيا عام 2017، والتفجير الانتحاري بالسيارات المفخخة في آب 2016 لسفارة الصين في قرغيزستان.
وفي آذار 2022، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف كتيبة “التوحيد والجهاد” على أنها جماعة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، وأُدرجت أيضًا على قائمة عقوبات مجلس الأمن الخاصة بتنظيمي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”القاعدة”.
وبالمقابل، اعتبرت الكتيبة في بيان لها أن قرار تصنيفها ضمن التنظيمات “الإرهابية” هو “اتهامات بعيدة عن الحقيقة، ومساء فهمها”، ونفت أيضًا انتماءها إلى تنظيم “القاعدة” أو تنظيم “الدولة”، وأوضحت عدم علاقتها وصلتها بأحداث وعمليات جرت في عامي 2016 و2017.
–