أخمدت فرق الإطفاء في “الدفاع المدني السوري” اليوم، الثلاثاء 2 من أيار، حريقًا اندلع بمحطات تكرير الوقود البدائية (الحراقات) في قرية ترحين بمنطقة الباب بريف حلب الشرقي.
وقال “الدفاع المدني” عبر “فيس بوك“، إن الحريق اندلع إثر انقلاب صهريج محمّل بمادة “الفيول”، وانتشرت النيران في ثلاث “حراقات” وأربعة خزانات للبنزين وثلاثة خزانات أخرى للمازوت.
وذكر “الدفاع” أن خمسة من فرقه استجابت للحريق وأخمدته، ومنعت انتشار مادة “الفيول” والنار إلى “حراقات” أخرى، وتأكدت من عدم وقوع إصابات.
ونشر ناشطون وصفحات محلية تسجيلات مصوّرة وصورًا أظهرت حجم الدمار الذي سببه الحريق، وتصاعد أعمدة الدخان.
وسبق الحريق بيوم انقلاب صهريج محمّل بـ”الفيول” على الطريق الرئيس الواصل بين قريتي ترحين وقبة الشيخ في مدينة الباب، ما أدى إلى تسرب “الفيول” بكميات كبيرة.
وذكر “الدفاع المدني” أن فرقه عملت على “فرش الأتربة” تفاديًا لوقوع حوادث مرورية، وأوصى السائقين بالحذر الشديد وتخفيف السرعة في أثناء عبور الطريق للحفاظ على سلامتهم وتجنب الانزلاق.
وتتكرر حوادث اندلاع الحرائق في “الحراقات” سواء لاتباع أساليب بدائية في التكرير، أو لتعرضها للقصف من قبل النظام وروسيا، أو لأسباب أخرى، مخلّفة أضرارًا في الأرواح والممتلكات.
وتنتشر “الحراقات” بشكل واسع في بلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، وتتركّز على الطرق الرئيسة الواصلة بين مدن اعزاز والباب وجرابلس وريفيهما، إضافة إلى وجود أسواق للنفط في مختلف مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
وتبدأ عملية تكرير النفط في “الحراقة” البدائية عبر وضع النفط الخام في خزان معدني قد يتسع أحيانًا لنحو 60 ألف ليتر، وتخرج منه أنابيب تمر عبر مجرى مائي لتكثيف المشتقات النفطية وتبريدها بعد أن تكون قد تحولت إلى غازات بفعل الحرارة العالية، لينتهي به المطاف عبر مصب في وعاء يكون غالبًا من المعدن، ومن ثم يتم إفراغ المشتقات في أماكن مخصصة لها.
وتطورت “الحراقات” لتتحول إلى محطات وقود (كازيات) رئيسة تعد المصدر الأساسي للحصول على الوقود في مناطق سيطرة المعارضة، إذ أُدخلت إليها أجهزة حديثة لعملية التكرير، وعدادات لتسهيل عملية البيع.
ولا تقتصر الحرائق على أماكن انتشار “الحراقات”، إذ بات الإعلان عن وفيات وإصابات وإخماد حرائق في الشمال السوري حالة شبه يومية، وتزداد في فصل الشتاء، بسبب لجوء بعض السكان إلى استخدام مواد غير آمنة وغير مخصصة للتدفئة، مثل المواد البلاستيكية والنايلون والأقمشة البالية، ما يؤدي إلى اندلاع الحرائق في الخيام والأثاث المنزلي.
–