نقلت وكالة “رويترز” اليوم، الثلاثاء 2 من أيار، عن مسؤول أمني تركي كبير، أن زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو حسين القرشي”، قُتل عندما فجر سترة ناسفة خلال غارة للقوات الخاصة التركية شمال غربي سوريا، في 29 من نيسان الماضي، بعد رفضه الاستسلام.
المسؤول الأمني أوضح أن العملية استمرت أربع ساعات، وقادها جهاز المخابرات الوطنية (MIT)، حين اقتحمت القوات الخاصة سياجًا وبابًا خلفيًا في مبنى من طابقين، قرب بلدة جنديرس.
ووفق مصدرين أمنيين سوريين، فإن المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا (في إشارة إلى قوات “الجيش الوطني”)، طوّقت المنطقة بينما نفذت القوات الخاصة التركية المداهمة بعربات مدرعة.
وبحسب المسؤول التركي، فإن المخابرات التركية كانت تراقب “القرشي” منذ فترة، وأجرت العملية السرية بعد التأكد من أنه سينتقل من مكان إقامته في وقت قريب، مضيفًا أن “القرشي” فجر سترته الناسفة حين أدرك أنه سيجري القبض عليه.
وتلقى “القرشي” عدة دعوات للاستسلام، لكنه لم يرد عليها، بحسب المسؤول التركي.
“إشارة حمراء”
لم يلقِ “القرشي” أي خطاب عام خلال توليه قيادة التنظيم، ما اعتبرته الوكالة مؤشرًا على انخفاض نفوذ التنظيم منذ صعود زعيمه الأسبق، “أبو بكر البغدادي”، على منبر في مسجد مزدحم بالمصلين في العراق، عام 2014، لإعلان خلافته.
ونقلًا عن مصادر لم تسمِّها، قالت “رويترز“، إن مجموعات مسلحة مدعومة من تركيا اعتقلت سابقًا في سياق العملية عنصرين من “الدولة الإسلامية”، أحدهما يقيم في عفرين، والآخر في قرية قريبة من جنديرس، وكانا يسعيان لإرسال رسالة من “القرشي” إلى القيادي في التنظيم، خالد إياد أحمد الجبوري (استهدفته الولايات المتحدة في 3 من نيسان الماضي بضربة على أطراف بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، وفارق الحياة على إثرها).
ولفت أحد المصادر إلى أن هذه الحركة كانت “إشارة حمراء” ترجح أن “القرشي” مختبئ في المنطقة، مع الإشارة إلى مساعدة أمريكية بهذا الخصوص، تمثّلت في توفير معلومات استخباراتية لاعتراض اتصالات التنظيم في سوريا.
وفي 1 من أيار، أعلن الرئيس التركي تحييد “القرشي” من قبل المخابرات التركية، في 29 من نيسان الماضي.
يعد “أبو حسين القرشي” رابع زعماء التنظيم بعد “أبو الحسن القرشي” (أعلن التنظيم مقتله في 30 من تشرين الثاني 2022)، و”أبو إبراهيم القرشي” (قُتل في شباط 2022 بغارة أمريكية في أطمة شمالي إدلب)، و”أبو بكر البغدادي” (قتل في تشرين الأول 2019 بغارة أمريكية).
وبحسب تقديرات أممية في شباط الماضي، فإن عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” يتراوح بين 5000 و7000 عنصر منتشرين بين سوريا والعراق، نصفهم تقريبًا مقاتلون.
–