جرى إحباط محاولتي تهريب مخدرات، منذ الإعلان عن عقد لقاء تشاوري على مستوى وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية والعراق والنظام السوري، في العاصمة الأردنية، عمان.
أحدث المحاولتين شحنة ضخمة كانت متجهة إلى السعودية، الاثنين 1 من أيار، إذ أعلنت مديرية مكافحة المخدرات السعودية، إحباط محاولة تهريب خمسة ملايين و280 ألف حبة من مخدر “الإمفيتامين”.
ووفق ما نشرته المديرية عبر “تويتر”، جرت محاولة إدخال الأقراص المخدرة عبر شحنة أحجار ومستلزمات بناء، عبر ميناء “جدة” الإسلامي، وتم القبض على مستقبليها بمنطقة الرياض، ومحافظة جدة، وهم ثلاثة مقيمين، ووافد بتأشيرة زيارة، من الجنسية السورية، ومقيم من الجنسية السودانية، ومواطن.
هذه العملية سبقها الليلة الماضية، إحباط السلطات الأردنية عملية مماثلة، عبر البر، قادمة من الأراضي السورية، وتكونت الشحنة حينها من 133 ألف قرص “كبتاجون”.
ونقلت وكالة “عمون” الأردنية، الاثنين، أن المنطقة العسكرية الشرقية في الأردن أحبطت محاولة التسلل والتهريب ضمن منطقة مسؤوليتها، ما أسفر عن مقتل مهرب وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري.
وجاء الإعلان عن العمليتين في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، العاصمة الأردنية، عمان، وشارك في اللقاء التشاوري الوزاري للأطراف الخمسة.
وفي نهاية اللقاء قدّمت الأطراف المجتمعة بيانًا ختاميًا كثير البنود، تضمن تعزيز التعاون بين النظام السوري ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية مع دول الجوار.
كما جاء في البيان أن النظام السوري سيتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل، سياسيين/ أمنيين، مشتركين، منفصلين، خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر حدود البلدين، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب والخطر المتصاعد على المنطقة برمتها.
مخدرات قبل اللقاء
ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها لقاءات التقارب مع النظام نشاطًا في عمليات التهريب، فقبل يومين من انعقاد اللقاء الوزاري في العاصمة السعودية، الرياض، في 15 من نيسان، أحبطت السلطات السعودية في 13 من نيسان، محاولة تهريب 3.6 مليون حبة من مادة “الإمفيتامين” المخدرة، مخباة في شحنة بطاطا، وجرى القبض على مستقبليها في الرياض.
هذه المحاولة سبقها بيومين أيضًا اعتقال السلطات الأردنية، في 10 من نيسان، مهرب مخدرات شمال المملكة، ومصادرة 22 ألف حبة مخدرة و75 كف حشيش، وجرى القبض أيضًا على أحد المروجين وبحوزته سبع كفوف حشيش وألف حبة مخدرة، في مناطق البادية الشمالية القريبة من الحدود السورية.
وفي 15 من نيسان، أنتج اللقاء الوزاري (وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن)، بيانًا ختاميًا لفت أيضًا إلى مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها.
وفي الفترة ما بين اللقائين السياسيين (في الرياض وعمان)، الذين يصبان في مسار التقارب مع النظام السوري، وجاء ثانيهما استكمالًا للأول، أعلنت السعودية عن إحباط محاولتي تهريب حبوب مخدرة إلى أراضيها، الأولى في 28 من نيسان، وقوامها أربعة ملايين و152 ألف حبة “كبتاجون”، وصلت برًا عبر معبر حدودي مع الإمارات، والثانية مكونة من 12 مليون و729 ألف قرص من “الإمفيتامين”، مخبأة في الرمان، وضبطت في ميناء جدة.
“دولة مخدرات” بإدارة الأسد
قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب مينينديز، في 14 من نيسان، إن بشار الأسد، “مجرم حرب، ويدير دولة مخدرات، باختصار”.
كما انتقد مينينديز عبر “تويتر“، جهود التطبيع العربية مع النظام، لافتًا إلى أنها تتجاوز انتهاكاته، كون استمرار تهريب المخدرات يهدد مجتمعات المنطقة.
التصريح الأمريكي سبقه آخر في 13 من الشهر نفسه، وجاء على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول، الذي اعتبر التطبيع مع النظام إضفاء شرعية عليه كرئيس دولة مخدرات إرهابية، وترسيخ لنفوذ إيران.
وقال ماكول عبر “تويتر“، إن “الأسد يقصف السوريين ويقوض الاستقرار الإقليمي (…) إن إعادته إلى الجامعة العربية خطأ استراتيجي”، داعيًا الدول العربية للتراجع الفوري عن الخطوات التي تصب في هذا الإطار.