أثارت كلمة القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في جزئية أنه قادر على تغيير الموازين بـ”كبسة زر”.
ولقيت الكلمة ترويجًا وإشادات في الإعلام الرديف ومعرفات مقربة من “تحرير الشام”، وانتقادات وسخرية من قياديين في “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والذي لا تربطه علاقات توافق وانسجام مع “الهيئة”.
ما قصة “كبسة الزر”؟
قال “الجولاني”، إن لدى “تحرير الشام” أكثر من زر، يبدأ من قلب الطاولة إلى الانفجار الكامل إلى التسخين، وإنها قادرة على “كبس الزر” الذي تريد، وتستطيع تغيير ومواجهة عديد من التحديات التي تواجه الثورة السورية.
كلام “الجولاني” كان ردًا على سؤال حول وجود خطة مقبلة للشمال في حال تغيرت السلطة الحاكمة في تركيا بعد الانتخابات الرئاسية، في 14 من أيار الحالي، وانعكاسها على المنطقة، خلال ظهوره عبر تسجيل مصور في 25 من نيسان الماضي.
وتابع قائد “تحرير الشام”، “نحن قادرون بأنفسنا، ولسنا ضعافًا إلى هذا الحجم، ولم نبنِ الثورة والجهاد بالاعتماد على الآخرين”، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس حكومة “الإنقاذ” ووزراء فيها، ورئيس “مجلس الشورى العام”، ووجهاء وكوادر عاملة في المنطقة، في معايدة بمناسبة عيد الفطر وفق عنوان التسجيل.
وذكر أن “تحرير الشام” لديها “نقاط قوة وخيارات وليست ضعيفة، والمجتمع في المنطقة له رأي، وهو منسجم مع الحالة العسكرية”، لافتًا إلى أن المنطقة تتأثر في حال طرأ تغيير للوضع والسياسة، سواء ببقاء الحكومة التركية الحالية أو تغيّرها.
تذكير بتاريخ “الهيئة”
القيادي في “الجيش الوطني السوري” علاء الدين أيوب (الفاروق أبو بكر)، أعاد نشر تسجيل “الجولاني”، وعلّق عليه من باب الانتقاد، ذاكرًا عدة “أزرار” استخدمها قائد “تحرير الشام” سابقًا، وهي قتاله لفصائل “الجيش الحر”.
وقال “الفاروق أبو بكر” عن أزرار “الجولاني”، “كبسة زر” يضرب “أحرار الشام”، “كبسة زر” يقاتل “حركة نور الدين الزنكي”، “كبسة زر” ينهي “جيش المجاهدين”، “كبسة زر” يقتحم عفرين ويقاتل “الفيلق الثالث”، يقلب الطاولة ويسلّم ما بقي من الشمال السوري، كما “سلّم أكثر من 300 قرية شرق السكة”.
وتُتهم “تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقًا) بتسليم مناطق من ريف حماة حتى سراقب بريف إدلب الشرقي للنظام السوري، بعد تصعيد عسكري شنته قوات النظام وروسيا في 2019، توقف مع اتفاق “موسكو” في آذار 2020.
وعملت “تحرير الشام” على بسط نفوذها على المنطقة، لتكون الجسد العسكري الوحيد المسيطر وصاحب النفوذ، وأقصت عديدًا من الفصائل، وشهدت محافظة إدلب عديدًا من الخلافات بين “الهيئة” وفصائل أخرى محسوبة على المعارضة السورية و”الجيش الحر”.
مافي #كبسة_زر لسراقب المحتلة ليرجعوا اهلها وناسها عليها؟
على مايبدو مافي https://t.co/oVOUbDI9I4
— 🖤منال خير الدين💜 (@6i006) April 30, 2023
كبسة زر بيع ثورة قصدو ابو محمد الفاتح pic.twitter.com/BIZKikr0s7
— طارق الدمشقي (@AldmshqyTa57125) April 30, 2023
حالة عداء
الاتهامات وحالة عدم التوافق والتنسيق والانسجام في العلاقات بين فصائل “الجيش الوطني” بريفي حلب الشمال والشرقي و”تحرير الشام” في إدلب وأريافها ليست جديدة، لكنها تتجدد مع كل حادثة وطارئ.
ومع كل حادثة تجدد معرفات مقربة من “تحرير الشام” نشر ما أسمته تسريبًا صوتيًا لـ”أبو محمد الجولاني”، تحدث فيه عن حالة “الفوضى والمخاطر الأمنية والاجتماعية والسياسية” التي تغرق بها مناطق “الجيش الوطني”، واجتماعه مع عدة قيادات وفصائل في مناطق سيطرة “الوطني” ودعواته لتوحيد الصفوف.
وباتت المقارنة بين التنظيم الأمني والإدارة والخدمات بين مناطق سيطرة “تحرير الشام” و”الوطني” حاضرة مع أي ظهور لـ”الجولاني” يتحدث فيه عن مشروع “الهيئة” في إدلب.
وسبق أن انتقد “الفاروق أبو بكر” منشورًا للقيادي العسكري في “الهيئة” ميسر بن علي الجبوري (الهراري) المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، حين علّق الأخير على استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية” لمرقد ديني جنوبي إيران، في تشرين الأول 2022.
وقال “القحطاني” حينها، إن عناصر تنظيم “الدولة” عبارة أن أداة يتم “استثمارهم” سياسيًا خاصة في العراق وسوريا وإيران وأفغانستان وغيرها من دول المنطقة، “خلافة للإيجار”، حسب وصفه.
وقال” أبو بكر“، عندما كانت “ثورة السوريين في عز قوتها وتحظى بدعم كل الدول، ظهرتم ورفعتم شعار (القاعدة) خدمة لمشغليكم وخدمة للأسد”.
وأضاف أن هذا أثبت للدول أن النظام السوري يحارب “الإرهاب” من “القاعدة” وتنظيم “الدولة” (الذي خرج من رحمها) “كلكم تؤدون نفس الدور والوظيفة، وتخدمون أجندات الدول التي تحارب ثورات الشعوب”.
اقرأ أيضًا: كيف تصور “تحرير الشام” ريف حلب كـ”منطقة فاشلة”
–