عروة قنواتي
دخل الزعيم الهلالي معركة جديدة وفاصلة على لقب دوري أبطال آسيا، وهو يحاكي نجمته الخامسة على لائحة شرف البطولة (بمسماها القديم والجديد)، وكالعادة، وبمثل ما كانت عليه الصورة قبل موسمين، فالغريم والخصم هو أوراوا ريدز الياباني.
نادي الهلال هو أحد أهم أعمدة المنتخب السعودي الأول في السنوات الماضية، وخصوصًا في الظهور الطيب والمنافسة بمونديال قطر 2022، مرورًا بالأداء المميز والمهم في كأس العالم للأندية بعد التأهل للمباراة النهائية، ومواجهة سيد مسابقة دوري أبطال أوروبا نادي ريال مدريد والخسارة بنتيجة 5- 3، ويمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين السعوديين والمحترفين في صفوفه، سلكت به طريق الألقاب القارية والمنافسة بقوة في كل موسم.
ويحمل أصحاب القمصان الزرقاء الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بلقب دوري أبطال آسيا، بأربعة ألقاب، منها اثنان تحت مسمى بطولة الأندية الآسيوية عامي 1991 و2000، وآخران تحت مسمى دوري أبطال آسيا عامي 2019 و2021، ويتطلع الزعيم إلى أن يصبح أول فريق يُتوّج باللقب القاري مرتين متتاليتين، منذ أن حقق مواطنه اتحاد جدة هذا الإنجاز عامي 2004 و2005.
خصم الفريق الأزرق في النهائي، وكما العادة، لن يكون سهلًا، وهو الذي تصادم مع الهلالي بأكثر من نهائي في السنوات الماضية، أوراوا الياباني بتشكيلته التي يتقدمها هيروكي ساكاي مع ديفيد موبيرج كارلسون وخوسيه كانتي وبرايان لينسن، ويتقدمهم المدير الفني البولندي ماسيج سكورزا، تبدو أنظارهم مشدودة نحو اللقب الثالث على لائحة شرف البطولة لتضييق الخناق أكثر على الزعيم الهلالي.
وكما هو واضح لمن يعرف سكورزا مسبقًا، فالمدرب البولندي لا ينوي الاستكانة في الخطوط الخلفية للفريق، ولا ينوي إراحة الهلال في مواجهة الذهاب، وعينه بشكل مباشر على سيناريو مواجهة الإياب بـ”سايتاما” في 6 من أيار المقبل.
في المقابل، تبدو طموحات رامون دياز مدرب الهلال مختلطة بشيء من الحذر، وهو الباحث عن أول ألقابه القارية كمدرب برفقة نادي الهلال، والساعي أيضًا للثأر من نادي أوراوا على الهزيمة السابقة التي حرمت دياز من إضافة دوري أبطال آسيا إلى قائمة ألقابه مع الهلال السعودي بعد أن نال كل الألقاب برفقته وبقي اللقب القاري عصيًا.
فنيًا، شكل الهلال داخل المستطيل الأخضر يؤهله للفوز، لعدة عوامل، أهمها خبرة اللاعبين وخبرة الفريق، وشخصية البطل التي تجاوز من خلالها التجارب السابقة والضغوطات التي مرت بأغلب مسابقات المواسم الماضية، ناهيك بالقدرات الفردية والمنظومة المتكاملة، لكن كل عوامل التفوق السابقة مرهونة بتركيز اللاعبين وهدوئهم واستغلالهم لأنصاف الفرص.
ويعوّل المدرب دياز على سرعة اقتناص الفرص خلال 180 دقيقة أمام أوراوا بخبرة إيغالو وجانغ وموسى ماريغا، ومن خلالهم تدور طاقة الفوز بحضور الشهراني وسالم وكنّو والبليهي والقائد سلمان الفرج، ولربما تكون تطلعات المدرب لإنجاز أكبر قدر من الخطة في لقاء الذهاب، إنما في الإياب حكاية ممتعة للهلاليين بحذرهم وعنفوانهم ورغبتهم العظيمة في صعود منصة التتويج مع النجمة الخامسة.
إذًا، الخامسة بتوقيت الهلال و180 دقيقة أشغال شاقة من أجل لقب قاري جديد وسيادة آسيوية مطلقة للزعيم.