عنب بلدي – محمد النجار
موجة انتقادات كبيرة لأداء نادي بايرن ميونيخ الألماني، طالت إدارته ومدربه الجديد توماس توخيل الذي تولى التدريب مؤخرًا، عقب إقالة المدرب يوليان ناجلسمان في 24 من آذار الماضي.
نتائج سلبية وأداء مهزوز وأسلوب لعب غير مقنع، كانت كفيلة بإبعاد النادي البافاري العنيد عن صدارة الدوري، وإقصائه من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وإخراجه من المنافسة على كأس ألمانيا.
ويخوض المدرب توماس توخيل تجربة شاقة ومتعبة بإشرافه على نادٍ كبير له سمعته في العالم، ورغم تسلّمه دفة التدريب مؤخرًا، بات مهددًا بالرحيل بعد سلسلة إخفاقات لا تليق بالنادي العريق، خاصة مع بقاء خمس جولات في عمر الدوري.
ولا يقتصر الأمر على توخيل، إذ بدأت الانتقادات تطال إدارة النادي، التي استغنت عن المدرب السابق ناجلسمان، في وقت اعتبره عشاق الفريق “غير مناسب، ولا فائدة منه”.
مطالب بإثبات الوجود
بات كل من المدرب توخيل والمدير الرياضي للفريق، حسن صالح حميديتش، والمدير التنفيذي، أوليفر كان، مطالبين بإثبات الوجود، وتصحيح المسار بعودة الفريق إلى سكة البطولات، على الأقل في بطولة الدوري الألماني.
منذ تولي توخيل (49 عامًا) تدريب بايرن في 24 من آذار الماضي، فاز المدرب مع الفريق الألماني في مباراتين من أصل سبع خاضها النادي، وتعادل في اثنتين وخسر ثلاثًا.
وخرج الفريق من دور الثمانية لبطولة كأس ألمانيا بخسارة على ملعبه أمام فرايبورج بهدفين لهدف، قبل أن يودع دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، عقب مباراتي ذهاب وإياب مجموع نتائجهما أربعة أهداف لهدف.
وبعد أن كان بايرن متصدرًا الدوري، بات في المركز الثاني برصيد 59 نقطة، خلف بوروسيا دورتموند وبفارق نقطة واحدة عنه، بعد أن لعب كل منهما 29 مباراة، ولم يبقَ على نهاية الموسم سوى خمس جولات فقط، حتى يتمكن من العودة الى الصدارة، ويقاتل بشراسة.
وحمّلت وسائل إعلام ألمانية المدير الرياضي حميديتش المسؤولية الكاملة عن إخفاقات النادي، وخاصة بما يتعلق بإقالة المدرب السابق ناجلسمان، وذكرت صحيفة “Spiegel” الألمانية، أن الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ، أوليفر كان، قال إن خروج البافاري دون لقب هذا الموسم سيكون بمنزلة “كارثة لنا جميعًا”.
وصبت الجماهير غضبها بشكل مباشر على مجلس الإدارة، ليس فقط لإقالة ناجلسمان بل للوجهة التي يسير فيها النادي، منذ تولي كان وحميديتش مهامهما خلفًا لأولي هونيس وكارل هاينز رومينغيه، خاصة بعد سنوات طويلة والبايرن يتربع على عرش الكرة الألمانية.
فرصة لتحديد المصير
صحيفة “Daily mail” البريطانية قالت إن لدى توخيل وحميديتش وكان أقل من شهر لإنقاذ وظائفهم في بايرن ميونيخ، مضيفة أن مجلس إدارة البايرن سيجتمع في 22 من أيار المقبل، لتحديد مستقبل الثلاثة.
ويشغل أوليفر كان (53 عامًا) منصب الرئيس التنفيذي لبايرن، منذ تموز 2021، ومن المقرر أن يستمر عقده حتى نهاية عام 2024، وربما تقرر الإدارة العليا في النادي أن وقته في الإشراف على الأمور بملعب “إليانز أرينا” يجب أن ينتهي قبل ذلك.
وليس لدى حارس المرمى الألماني السابق أي خطط لترك منصبه، على الرغم من الدعوات التي تطالبه بالاستقالة.
وبعد خسارة بايرن أمام ماينز في مباراة بالدوري في 22 من نيسان الحالي، قال أوليفر كان في رده على سؤال حول استقالة محتملة، إن هدفه الوحيد هو “إنهاء الموسم بلقب الدوري، ثم الهجوم مرة أخرى في الموسم الجديد”.
من جانبه، يشغل البوسني صالح حميديتش (46 عامًا) منصب المدير الرياضي في النادي الألماني منذ عام 2017، وسبق أن قال عن صفقة تعاقد بايرن مع المدرب السابق ناجلسمان، إن المدرب سيكون “مشروعًا طويل الأمد” على غرار المدربين السابقين الأسطوريين للنادي البافاري أوتمار هيتسفيلد وبوب هاينكس.
وبعد أيام فقط من الخسارة أمام باير ليفركوزن بهدفين لهدف في الدوري المحلي، في 19 من آذار الماضي، اتخذت إدارة بايرن القرار المفاجئ بإقالة ناجلسمان وتعيين توخيل بدلًا منه.
بايرن.. كيان مرعب
يعد نادي بايرن ميونيخ أحد الأندية التي لها ثقلها وتاريخها في عالم الجلد المدوّر، ويملك ترسانة من الألقاب والإنجازات على الصعيد المحلي والقاري.
ويحتفظ البافاري بلقب الدوري منذ عشر سنوات متتالية، في إنجاز غير مسبوق لأي نادٍ يشارك في الدوري الألماني، ويتصدر السجل الذهبي بـ32 بطولة.
ويملك النادي 20 لقبًا في كأس ألمانيا، وتسعة ألقاب في كأس السوبر الألماني، وستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.
ومرت على بايرن ميونيخ منذ تأسيسه نجوم وأسماء كبيرة، تركت بصمتها على المستطيل الأخضر وفي تاريخ الفريق، أمثال: فرانس بكنباور، جيرد مولر، سيب ماير، هاينز رومينغيه، يورجن كلينسمان، شتيفان إفينبيرج، أوليفر كان، مايكل بالاك، ميروسلاف كلوزة، فرانك ريبيري، آرين روبين، فيليب لام.