استئناف دوري كرة القدم بإدلب.. تسعة ضوابط وتهيئة للمنشآت

عنب بلدي – إدلب

يشهد قطاع الرياضة في مدينة إدلب محاولات لتنظيمه والنهوض به إلى مستويات أعلى، خصوصًا فيما يتعلق بمنافسات كرة القدم، من تهيئة بيئة مناسبة وتأهيل منشآت رياضية، وتنظيم للبطولات.

قرارات وضوابط لتنظيم دوري كرة القدم، وضخ دماء جديدة في اتحاد الكرة، في محاولة لخلق جو رياضي تنافسي، ومساعٍ لتوسعة المنافسات وتطلعات لإجراء مباريات خارج مناطق إدلب.

توقف وعودة

تُستأنف مباريات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بإدلب في أيار المقبل، بعد توقفها منذ الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية، في 6 من شباط الماضي.

وقبل توقف المنافسات إثر الزلزال الذي أسفر عن تسجيل أكثر من 4500 حالة وفاة وأكثر من 8700 إصابة في شمال غربي سوريا، وشرّد أكثر من 57 ألف عائلة، شهد الدوري استقالات طالت رأس الهرم في “الاتحاد الرياضي الحر”.

في 24 من كانون الثاني الماضي، أصدرت مديرية الرياضة والشباب بحكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة، ثلاثة بيانات منفصلة، حمل الأول قرارًا بإيقاف دوري الدرجة الأولى حتى إشعار آخر.

ونص البيان الثاني على قبول استقالة رئيس “اتحاد كرة القدم”، فراس تيت، وحل الاتحاد دون ذكر أي أسباب للقرار، وحمل البيان الثالث تشكيل لجنة لتسيير أمور الاتحاد مؤلفة من ثلاثة أعضاء هم المغيرة حاج قدور، ورمضان الإبراهيم، ويوسف كليدو.

وأوضح عضو “اتحاد كرة القدم الحر” المغيرة حاج قدور لعنب بلدي، أن منافسات الدوري ستُستأنف اعتبارًا من 3 من أيار المقبل.

“بروتوكول خاص” للدوري

قبيل انطلاق صافرة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في كانون الأول 2022، وضع “اتحاد الكرة” تسعة بنود لضبط اللعبة وتنظيمها للموسم الكروي 2022- 2023، تضمنت أيضًا غرامات مقدّرة بالليرة التركية لمن يخالفها وكانت:

1. تقديم دخول اللاعبين قبل نصف ساعة من موعد المباراة، وغرامة التأخير 400 ليرة تركية.

2. دخول الفريقين أرض الملعب مع طاقم التحكيم لبدء المباراة، وغرامة التخلّف والتأخير 400 ليرة.

3. لا يسمح بالجلوس على دكة الاحتياط سوى لحاملي البطاقات التعريفية، وتُحدد غرامة عدم وضع اللوحة التعريفية بـ400 ليرة تركية.

4. الالتزام باللباس الرياضي الكامل (قميص، شورت، فيزون، جورب طويل، ولا يسمح اللعب حتى يستكمل نقص اللاعب)، وتحديد غرامة مخالفة اللباس بـ400 ليرة.

5. لا يسمح استخدام الرقم ذاته لأكثر من لاعب، أو أن يلعب بقميص لاعب تم استبداله، وغرامة المخالفة 400 ليرة.

6. لا يسمح لأي شخص من طاقمي الفريقين الفني والإداري بدخول “المشلح” الخاص بالحكام إطلاقًا، وغرامة المخالفة 400 ليرة.

7. يسمح لإداري الفريق الذي يضع لوحة تعريفية بالدخول إلى “المشلح” الخاص بالحكام مرتين، مرة عند تقديم الأسماء، ومرة عند الحصول على نسخة من ضبط المباراة.

8. لا يسمح بطلب كرات للإحماء، وتقع مسؤولية جلب الكرات على عاتق الفرق، وغرامة المخالفة 400 ليرة تركية.

9. لا يسمح بطلب أقلام أو أوراق من قبل أي نادٍ لكتابة أسماء اللاعبين، وتقع المسؤولية كاملة على إداريي الفريق.

إعادة ترميم

وسط ظروف صعبة وواقع اقتصادي ومعيشي متردٍ، ونقص في الخدمات بمناطق الشمال السوري بشكل عام، وقطاع الرياضة بشكل خاص، شهدت الأشهر الماضية إعادة ترميم وتهيئة لبنى تحتية ومنشآت رياضية في إدلب.

وفي 21 من تشرين الثاني 2022، افتتح مكتب الرياضة والشباب في حكومة “الإنقاذ” ملعب “إدلب البلدي”، وسط حضور جماهيري كبير، وأقام عديدًا من الفعاليات الفنية، بعد إعادة ترميمه وتأهيله، التي دامت عدة أشهر.

وبلغت تكلفة إعادة ترميم وتأهيل الملعب أكثر من 250 ألف دولار أمريكي، بعد أن حولته قوات النظام إلى ثكنة عسكرية ودمرته عقب خروجها من إدلب، وتُرك مهملًا منذ سيطرة فصائل المعارضة على إدلب في 2015.

ويعد ملعب “إدلب البلدي” من أضخم الملاعب شمال غربي سوريا، ويضم عديدًا من الصالات واستوديو للتصوير والتعليق الصوتي والبث المباشر للمباريات.

تباينت الآراء حول ترميم الملعب وإعادة تأهيله، منها رأى أنه ليس أولوية أمام تقديم الخدمات للنازحين، ومنها ما اعتبره حاجة ملحة لتطوير قطاع الرياضة وتأمين أبسط متطلباتها وهي الملاعب.

في 14 من شباط 2022، ناقشت عنب بلدي عبر برنامج “شو مشكلتك” واقع المنشآت الرياضية في مدينة إدلب، حيث يعاني الرياضيون نقص الملاعب لمتابعة تدريباتهم والتحضيرات لخوض الدوري المحلي في المنطقة، كما نقلت شكوى عديد من الرياضيين من قلة الملاعب.

جماهير في ملعب “إدلب البلدي” خلال مباراة جمعت بين نادي سراقب ونادي معرة مصرين لدوري الدرجة الأولى بكرة القدم- 7 كانون الثاني 2023 (الاتحاد السوري الحر لكرة القدم)

منافسات وتذاكر.. تطلعات لمشاركات خارجية

حضور للجماهير من مختلف الفئات العمرية، وتفاعلات مع نتائج المباريات والأهداف المميزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومقارنة بعض التسجيلات لأهداف في الدوري مع أهداف من دوريات عربية وأوربية، تركت بصمتها في نفوس المشجعين وآمالًا بأن تحظى المنطقة بمنافسات على مستويات أعلى.

عضو “اتحاد كرة القدم الحر” المغيرة حاج قدور، أوضح لعنب بلدي أن الاتحاد ينظم الدوريات لجميع الدرجات والفئات، وتُقام منافسات دوري الدرجة الأولى في ملعب “إدلب البلدي”.

وقال حاج قدور، إن دوري الدرجة الأولى للرجال يضم 14 ناديًا، لافتًا إلى أن دوري فئة الأشبال (مواليد 2009/2010) الذي يضم تسعة أندية، انتهى في كانون الثاني الماضي.

وشكّل الاتحاد، منتصف آذار الماضي، منتخبًا للأشبال من مواليد 2009/2010، من أجل النهوض بالفئات العمرية وتنمية وتطوير “الخامات” الموجودة، وتجهيزه للمشاركة خارجيًا، في حال تمت أو وصلت دعوات للمشاركة، وفق حاج قدور.

وتقسم قيمة تذكرة حضور المباراة داخل ملعب “إدلب البلدي”، بحسب حاج قدور، إلى فئتين، الأولى عشر ليرات تركية والثانية خمس ليرات، ومع نهاية الدوري تُوزع قيمة البطاقات بنسب على الأندية والمديرية واتحاد الكرة.

ومع بداية الدوري، حددت مديرية الرياضة والشباب قيمة التذكرة بـ20 ليرة تركية، ما جعلها عرضة للانتقادات بأنها مرتفعة مقارنة بالوضع المعيشي للسكان في المنطقة، لتخفضها المديرية بعد ذلك.

وتشهد الرياضة في مناطق سيطرة المعارضة تطورًا وخصوصًا على صعيد المنشآت الرياضية، بعد افتتاح عديد من صالات التدريب والملاعب الخاصة، كما نظم الاتحاد الرياضي في السنوات السابقة بطولات، ورعى عديدًا من المسابقات والفعاليات الرياضية.

وتعاني أندية الدوري عدة صعوبات، أبرزها قلة الدعم المادي التي خلّفت مشكلات تنظيمية أخرى، من عدم القدرة على تأمين تنقل للأندية أو بدل تجهيزات.

أُسّس “اتحاد كرة القدم الحر” في صيف عام 2015، ثم انتسب إلى “الهيئة السورية للرياضة والشباب” التي أُسّست في آذار 2014، وتضم عددًا من الأندية والاتحادات والمنتخبات، ويحاول كادرها الوصول إلى كيان معترف به لتمثيل سوريا دوليًا.