الهطولات المطرية المتأخرة تسهم بتعافي الثروة الحيوانية في سوريا

  • 2023/04/30
  • 10:49 ص

أغنام تجتر النباتات في أرض زراعية في جبل السماق بريف ادلب الشمالي-28 نيسان 2023 (عنب بلدي/إياد عبد الجواد)

عنب بلدي – مراسلون

بعد أن حمّل انحباس المطر مربي المواشي أعباء شراء الأعلاف لقلة المراعي، وهدد المحاصيل الزراعية، قلبت الهطولات المطرية الموازين وأنعشت الأراضي الزراعية.

هطولات مطرية غزيرة طالت الأراضي الزراعية مع اقتراب موسم نهاية الأمطار، ومنحت المزارعين أملًا بموسم زراعي خالف التوقعات السابقة، وتركت أثرًا على مختلف القطاعات المرتبطة بالزراعة، وعلى رأسها الثروة الحيوانية.

“جاءت في وقت حرج كانت فيه المحاصيل والأعشاب على وشك الهلاك”، بهذه العبارة اختصر مربي المواشي في ريف القامشلي الغربي غانم الدريع (50 عامًا) أثر الأمطار على المزارعين ومربي المواشي.

وقال لعنب بلدي، إن ما يميز الهطولات المطرية، أنها استمرت عدة أيام وطالت جميع الأراضي الزراعية.

مراعٍ وفيرة

“توفرت المراعي المجانية وخففت علينا عبء دفع مبالغ كبيرة لشراء العلف”، تابع غانم، مشيرًا إلى أن شمال شرقي سوريا شهد ارتفاعًا بأسعار الأعلاف، جرّاء زيادة الطلب عليها بعد انحباس الأمطار.

وعقب الهطولات المطرية، لم يعد لدى مربي المواشي المخاوف السابقة من نقص الأعلاف والتحكم بأسعارها من قبل التجار، وفق ما قاله غانم.

ولا تختلف الحال كثيرًا في درعا، إذ قال مربي المواشي المقيم في ريف درعا الغربي حسين (25 عامًا)، لعنب بلدي، إنه بعد الهطولات المطرية لم يعد مضطرًا لدفع ثمن العلف الذي شهد ارتفاعًا مستمرًا خلال الأشهر الماضية.

وتجاوز سعر كيلو العلف في درعا ثلاثة آلاف ليرة سورية (1.2 دولار أمريكي)، بينما بلغ سعر كيلو التبن 1200 ليرة سورية (0.48 دولار أمريكي)، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

من جهته، قال المهندس الزراعي المقيم في ريف إدلب غسان عبود لعنب بلدي، إن الهطولات المطرية أثرت بشكل إيجابي على نمو الغطاء النباتي بشكل عام وعلى المراعي بشكل خاص، إذ أسهمت الهطولات التي تراوحت بين المتوسطة والغزيرة، بزيادة كبيرة في نباتات المراعي الطبيعية الموجودة في المنطقة.

توفر المراعي في شمال غربي سوريا حدّ من اضطرار عديد من مربي المواشي إلى العزوف عن العمل أو بيع جزء من القطيع لتأمين ثمن العلف للبقية.

الثروة الحيوانية تتعافى

شهدت الثروة الحيوانية تحسنًا ملحوظًا عقب الهطولات المطرية في مختلف مناطق سوريا، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

وأرجع المهندس الزراعي غسان عبود ذلك التحسن إلى تنوع غذاء المواشي بين العلف الجاف والأخضر، ما أسهم بزيادة إنتاج الحليب ومشتقاته وجودة اللحوم.

وبدأ أثر التحسن بالثروة الحيوانية يظهر على أسعار المواشي التي بدأت ترتفع، وخصوصًا الأغنام، وفق ما قاله عبود.

وطال ذلك التحسن شمال شرقي سوريا، إذ قال مربي المواشي في ريف القامشلي الغربي غانم الدريع، إن أسعار المواشي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية إثر تفاؤل المربين بتوفر الأعلاف.

وأضاف غانم أن حصول المواشي على غذاء أخضر وفير، يعني تحسن صحتها وزيادة وزنها وإنتاجيتها من الحليب، ما يؤدي إلى زيادة سعرها.

وأسفر ارتفاع أسعار المواشي عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، ما دفع “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا لوقف تصدير المواشي لمدة خمسة أيام، بدءًا من 28 من شباط الماضي.

جاء ذلك بعد أن عانى مربو المواشي في مختلف مناطق سوريا لسنوات ظروفًا صعبة، دفعت بعضهم للتخلي عن المهنة أو بيع المواشي لتخفيف أعباء مصاريفها.

وتكررت التحذيرات والشكاوى خلال السنوات الماضية من أثر قلة الأمطار على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في سوريا.

وكانت الثروة الحيوانية في سوريا تشكّل نحو 40% من إجمالي الإنتاج الزراعي، وأسهمت بتأمين فرص عمل لحوالي 20% من القوى العاملة في المناطق الريفية، بحسب دراسة لمنظمة “IMMAP” الدولية، نُشرت في أيار 2021.

وبلغت نسبة الأسر الريفية في سوريا التي تعد تربية المواشي المصدر الرئيس للغذاء والدخل لها بمعدل وسطي حوالي 35%.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية