“زيلينسكي يا سلام، لوبوتكا يا سلام، أنغويزا يتقدم، أنغويزا يا سلام، نابوبي يا سلام، نابولي يا سلام، نابولي انتهى الكلام، نابولي مسك الختام”، كلمات للمعلق الإماراتي فارس عوض، تغنت بها مواقع التواصل الاجتماعي منذ تشرين الثاني 2022، لتُخلد ما يقدمه فريق نابولي الإيطالي في الموسم الحالي.
كلمات فارس عوض تعد نقطة في بحر عبارات ومصطلحات صدحت بها حناجر المعلقين، ميزت كل معلق عن غيره، بقيت خالدة في أذهان عشاق وجماهير الساحرة المستديرة، وأشعلت أجواء الحماسة والصخب الجماهيري.
“ميسي يا بابا، جن جنون الكوري، حطها في الجول يا رياض، شيل يا طويل العمر شيل، كرستيانو هل تسمعني، جاريث بيل هرب، ماذا دهاك يا ميسي”، كلمات وصفت ما يجري فوق المستطيل الأخضر، وتجاوزته متجسدة بمقاطع يتداولها ناشطون ومستخدمون على وسائل التواصل، حتى صارت محتوى خاصًا للبعض، لتثبت كرة القدم أنها قصة شغف خارج أسوار العشب الأخضر.
في حب الكرة
تطل صانعة المحتوى الرياضي، الشابة السورية رؤى، بتسجيلات مصورة عبر تطبيقي “تيك توك” و”إنستجرام”، تردد مع معلقين رياضيين كلامهم وتعليقهم على أجزاء محددة من مباراة لكرة القدم، سواء على هدف أو تتويج أو هجمة مميزة.
تقف رؤى خلف عدسة الكاميرا مرتدية لباس أندية ومنتخبات، مرددة التعليق على المباريات، حاصدة ملايين المشاهدات وآلاف الإعجابات، وتقدم تسجيلاتها المصورة بناء على اختيارها وعلى طلب متابعيها.
وقالت الشابة السورية لعنب بلدي، إنها تقدم محتوى رياضي منذ أكثر من سنة، وتحب منذ سنوات أن تحفظ كلام المعلقين وخاصة المعلق السعودي فهد العتيبي، ثم التونسي عصام الشوالي، يليهما بقية المعلقين.
بدأت قصة الشابة التي تقيم في النرويج بتقديم محتواها الرياضي، حين كانت في بث مباشر عبر “تيك توك”، وعرضت تعليقًا على هدف، ليطلب منها أحد المتابعين بترديد التعليق وتنزيله كتسجيل مصور، الأمر الذي لاقى استحسانًا من متابعيها البالغ عددهم حاليًا أكثر من 750 ألف متابع في “تيك توك” و106 آلاف في “إنستجرام”.
تختار رؤى في محتواها أجزاء محددة من كلام المعلق خلال الـ90 دقيقة، على أن تكون عبارات مميزة عن غيرها، كحماسة المعلق عند تسجيل هدف يحمل مشاعر تخلد في ذاكرتها.
قصة تعلق الشابة بكرة القدم، أكبر من تقديم محتوى على وسائل التواصل، فهي تشاهد كرة القدم منذ صغرها مع عائلتها المهتمة بالجلد المدور، وتشجع نادي برشلونة الإسباني الذي نشأت على حبه، وشدّها بطريقة لعبه وأدائه.
وتشجع الشابة المنتخب الأرجنتيني بعد أن عشقت ميسي ببرشلونة، وتابعت مشاهدة اللاعب في فترة التوقفات الدولية، والمباريات الخيرية، والمنافسات القارية، والعالمية.
أما عن مدة المقاطع فهي قصيرة، لتواكب المحتوى المنشور عبر “التيك توك” ومواقع التواصل.
وعن الجهد المبذول في إنتاج المقاطع والتسجيلات المصورة، قالت رؤى إنه يختلف بحسب الهدف، فمثلًا هدف ميسي على ريال مدريد، لم يكن صعبًا لأنها حفظته، وكذلك هدف نابولي “يا سلام” حفظته من كثرة مشاهدته.
وأضافت صانعة المحتوى أن الحفظ لا يكفي، إذ يحتاج التسجيل المصور إلى جهد حتى يتطابق الكلام ومخارج الحروف وحركة الشخص مع صوت المعلق، كما أنها تعيد التصوير مرات عديدة، وأحيانًا تصل إلى آخر الكلمات وتخطئ وتعيد من الصفر.
التعليق وخلق البسمة
حالة صانعة المحتوى السورية ليست الأولى من نوعها، إذ بات المحتوى الذي يعتمد على التعليق الرياضي منتشرًا بشكل أكبر عن السابق، متخذًا قالبًا مضحكًا (كوميديًا) بحتًا.
وتنشر الشابة بعض التسجيلات التي تحمل قالبًا مضحكًا، وهي من كواليس صناعتها للمحتوى، إذ تخلط أحيانًا تعليقين على هدفين مختلفين في تسجيل واحد، وتنشره بقالب “كوميدي”.
في 29 من آذار الماضي، تضمنت حلقة من برنامج “ستوديو 23” الساخر، المذاع على قناة “MBC1″، تقليد الممثل الكوميدي خالد الفراج، شخصية المعلق العماني خليل البلوشي، ولاقى التسجيل تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل بشكل عام، وبين المهتمين بالشأن الرياضي على وجه الخصوص.
وظهر الفراج عبر تسجيل مصور، وهو يجلس داخل غرفة التعليق، وارتدى نفس ملابس خليل البلوشي، مستحضرًا تعليق الأخير على مباراة المنتخب السعودي والأرجنتيني، في نهائيات كأس العالم 2022، مستخدمًا الخضراوات في المشهد.
ومن أبرز مقلدي المعلقين بطابع مضحك و”كوميدي”، صانع المحتوى السعودي عبد الله الحربي، وتلقى تسجيلاته رواجًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحمل حسًا فكاهيًا، من خلال تقمّصه التعليق، بالتمثيل وردود الفعل والانفعالات وتعابير الوجه بأسلوب مضحك.
اقرأ أيضًا: ياسر علي ديب ينتقد التعليق العربي ويذكّر بفضل عدنان بوظو