الصحة العالمية: حالة وفاة مقابل كل إصابتين من الزلازل في سوريا
قالت منظمة الصحة العالمية، إنه في مقابل كل إصابتين ناجمتين عن الزلازل التي وقعت في سوريا، حدثت حالة وفاة واحدة، مما يدل على ارتفاع أعداد الوفيات عقب الزلزال مقارنة بعدد الإصابات.
وجاء في بيان للمركز الإعلامي التابع للمنظمة الدولية، الصادر الخميس 27 من نيسان، أنه في الحوادث عادة مقابل كل وفاة تحدث ما بين إصابتين إلى أربع إصابات، أما في سوريا، بلغ معدل الإصابة ضعف عدد القتلى.
وبالرغم من قرب مركز الزلزال من أماكن إقامة السكان المتضررين، أرجعت المنظمة أسباب ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة عوامل رئيسية أخرى أسهمت في ذلك، وهي هشاشة المباني السكنية، ويشمل ذلك نوع البناء وجودة المواد الداخلة في بنائه، والكثافة السكانية، وقدرة فرق البحث والإنقاذ.
واحتاجت فرق البحث والإنقاذ في سوريا إلى الدعم في الساعات والأيام الأولى من الاستجابة، وفق المنظمة، وهو ما يتقاطع مع مناشدات “الدفاع المدني” في شمال غربي سوريا للحصول على الدعم في الأيام الأولى، دون استجابة دولية أو أممية.
وأفاد البيان أن كل ساعة تمر بعد وقوع الزلزال تعد مهمة للغاية، إذ في الساعات الست الأولى، تقترب نسبة العثور على شخص مصاب بإصابات خطيرة لحوالي 60%، في حين تتضاءل هذه النسبة إلى أقل من 10% بعد مرور 48 ساعة على الزلزال.
وأسهمت هيكلية المباني السكنية في زيادة عدد الوفيات، إذ تنتشر في سوريا، وبالأخص في الأحياء العشوائية، المباني المؤلفة من “طوابق لينة”، التي يكون فيها الطابق الأرضي الأشد ضعفًا مما يعلوه من طوابق، وتأتي هذه الهيكلية بسبب استخدام الطابق الأرضي لأغراض عامة، مثل المحال التجارية أو مواقف السيارات.
وعند وقوع زلزال، ينهار الطابق الأرضي أولًا، فيؤدي إلى انهيار الطوابق العليا فوقه عموديًا، ومن ثم انهيار المبنى بالكامل، وهو ما قد ينتج عنه ارتفاع في عدد القتلى خلال الدقائق الأولى من وقوع الزلزال.
وتحدث الإصابات أيضًا نتيجة لأضرار لا تتعلق بهيكل المبنى نفسه، مثل الزجاج المتهشّم، والأثاث المتساقط، والأضرار التي تطول أجزاءً من هيكل المبنى.
إصابات تؤدي غالبًا للوفاة
توجد أربع أنواع من الوفيات الناتجة عن الإصابة، وفق بيان منظمة الصحة، أولها التي تنتج حين انهيار المباني وحدوث إصابة شديدة، وبعد عدة ساعات من الزلزال تقع وفيات بسبب حدوث “إصابات هرسية”، ناجمة عن إصابة بدنية شديدة بالجذع أو الأطراف أو أجزاء أخرى من الجسم.
وتقع الإصابات الهرسية لنحو 20% من الضحايا نتيجة الحصار تحت الأنقاض، وحتى إن أنقذ الشخص المحاصر، فإن الوفاة قد تحدث بسبب فشل أحد الأعضاء لاحقًا، وهو ما يسمى “متلازمة الهرس”.
وبعد عدة أيام أو أسابيع من وقوع الزلزال، يتوفى المصابون بالإنتان والفشل في أعضاء متعددة جرّاء إصاباتهم، بالإضافة إلى المصابين بإصابات شديدة، إذ أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالسكري وأمراض القلب، يواجهون خطرًا أكبر للوفاة نظرًا لانقطاع الأدوية والرعاية الحيوية عنهم.
وبحسب النتائج، التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية، فإن الكوارث، مثل الزلازل، تسفر عن وقوع نسبة “هائلة” من الوفيات والإصابات الناجمة عن الإصابات الشديدة، ومن بين تلك الإصابات، تبرز الكسور التي تشكل نحو ربع الإصابات، وتؤثر 74% من تلك الإصابات على الطرف السفلي للمصاب.
وضرب الزلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا ومدن ساحلية في 6 من شباط الماضي، توفي جراءه في شمال غربي سوريا 2274 شخصًا و12400 مصاب إثر الزلزال، بالإضافة إلى وفاة 1414 شخصًا و2349 إصابة في حماة وحلب واللاذقية حيث يسيطر النظام السوري.
وفي تركيا حيث ضرب الزلزال أكثر من عشر ولايات ما ألحق دمارًا واسعًا، توفي أكثر من 50 ألف شخص، وأصيب أكثر من 107 آلاف شخص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :