تستمر الأنباء الواردة عن إجلاء سوريين عالقين في السودان تباعًا، بينما تتحدث وسائل إعلام النظام عن مطالب العالقين بإلغاء فرض تصريف 100 دولار أمريكي للعائدين إلى سوريا، نظرًا إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانونها.
وقالت إذاعة “شام إف إم” المحلية (مقرها دمشق) اليوم، الخميس 27 من نيسان، إن الرعايا السوريين يطالبون بضرورة إلغاء شرط تصريف الـ100 دولار قبل الدخول إلى البلاد، “بسبب صعوبات مادية كبيرة نتيجة هروبهم من المعارك، وعدم توفر هذا المبلغ لدى معظمهم”.
وأشارت إلى أن أفرادًا من البعثة الدبلوماسية السورية وصلوا اليوم إلى مدينة بورتسودان (شمال شرقي السودان)، لمتابعة أعمال إجلاء السوريين منها، وجمعوا جوازات السفر للراغبين بالإجلاء وتدقيقها، ليصار إلى تسليمها للجانب السعودي، الذي سينسق عملية نقلهم إلى سوريا.
ونقلت الإذاعة في منشور منفصل عن القائم بأعمال السفارة السورية بالسودان، بشر الشعار، أن 15 سوريًا قُتلوا خلال الاشتباكات في السودان منذ اندلاعها حتى الآن، دون معلومات عن إصابات.
وأشارت إلى أن حكومة النظام تعمل على التنسيق مع سفارات “دول شقيقة وصديقة”، للمساعدة بعمليات الإجلاء، إذ تعمل البعثة الدبلوماسية السورية على التنسيق والتواصل مع أعضاء سفارات دول تعمل على إجلاء السوريين، مثل السعودية والجزائر والأردن وروسيا.
وفي 25 من نيسان الحالي، أصدرت الرئاسة الجزائرية بيانًا قالت فيه إن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أعطى أمرًا بإجلاء أعضاء الجالية الجزائرية الراغبين في العودة، حرصًا على سلامتهم، كما أمر أن تشمل عملية الإجلاء كل رعايا الدول “الشقيقة والصديقة الراغبة”، وفي مقدمتهم الفلسطينيون، إذ تم إجلاء 16 فلسطينيًا و22 سوريًا.
ومنذ الأسبوع الماضي، يطالب سوريون مقيمون في السودان عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الدبلوماسيين المعنيين بشؤون السوريين باتخاذ قرار لحمايتهم، وإجلائهم من البلاد، إلا أن أول تحرك رسمي من النظام جاء عقب أكثر من أسبوع على المواجهات.
ويواجه السوريون في السودان، الذين تقدّر أعدادهم بنحو 100 ألف بحسب الأرقام الحكومية السودانية، ظروفًا صعبة خلال اشتباكات تسببت بمقتل 11 شخصًا على الأقل، مع تعرض عدد من السوريين الذين كانوا يعملون في السفارة السورية لهجمات من قبل مجهولين، وفق ما نقله موقع “أثر برس” المحلي، في 22 من نيسان الحالي.
وتستمر الاشتباكات بين قوات من الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” في شوارع المدن السودانية، وسط حالة من الفلتان الأمني تسيطر على شوارع البلاد.
ومع دخول المواجهات في السودان أسبوعها الثاني، تتبادل الجهات المتنازعة الاتهامات بالمسؤولية عن استهداف المناطق المدنية المأهولة بالسكان، في حين فشلت العديد من الهدن السابقة لتأمين ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين.
–