ألقى “جهاز الأمن العام” العامل في مدينة إدلب، القبض على رجل ظهر في تسجيل مصور متداول في سيارة، يتضمن إساءة لسيدة وتحرشًا لفظيًا بها.
المكتب الإعلامي في “جهاز الأمن العام” قال لعنب بلدي، إن “الجهاز” ألقى القبض على الرجل المُسنّ، ويجري البحث حاليًا عن الشخص الآخر الذي كان برفقته (السائق).
ويأتي اعتقال الرجل، بعد ساعات من انتشار لتسجيل مصور من داخل سيارة، ظهر فيه رجلان يتحرشان لفظيًا بسيدة، “عابرة سبيل” استقلت معهما السيارة.
وأثار التسجيل المصور موجة غضب كبيرة في الشمال السوري، ومطالب عبر ناشطين وصفحات محلية بإلقاء القبض على الشخصين ومحاسبتهما.
في التسجيل، طلبت السيدة من السائق عدم التصوير، لكنه تابع وطلب الرجلان منها البحث عن زوجة للرجل المُسن في المخيم الذي تقطن فيه، وعرضا عليها خيار أن تترك زوجها وتتزوج الرجل المُسن، ليسكنها في عمارة بعيدًا عن ظروف المخيم.
وتداول ناشطون وصفحات محلية وقنوات “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة)، صورة لرجل معصوب العينين، مع عناصر لـ”جهاز الأمن العام” على أنه (الرجل المتحرش)، لكنها ليست صحيحة.
لكن عنب بلدي أجرت بحثًا عن الصورة المنشورة، ليتبين أنها من عملية سابقة لـ”الأمن العام”، خلال إلقاء القبض على مجرمين، وبعض المشتبه بهم بسرقة الدراجات النارية، في آذار الماضي.
وتنخرط الكثير من النساء المعيلات لأسرهن في مهن مرهقة وخطرة، بغية تأمين حاجاتهن المتعددة، وسط ارتفاع الأسعار وقلة الأجور، ويجعلهن عرضة لبعض الانتهاكات في الشمال السوري.
وفي 30 من أيار 2022، شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مظاهرة غاضبة لمئات الأشخاص، على خلفية الاعتداء على طفلة قاصر (12 عامًا)، واغتصابها.
وتجمّع عشرات الأشخاص من أهالي المدينة ومن مهجري مدينة تدمر التي تنحدر الطفلة منها، أمام مركز “الشرطة المدنية”، وطالبوا بمحاسبة المعتدي، وإنزال العقوبة بحقه.
وتلجأ بعض النساء، خصوصًا من المقيمات في مخيمات النازحين في أرجاء الشمال، لأعمال تعرف محليًا بأنها من تخصص الرجال، أو نشاط محفوف بالخطر كالبحث بين أكوام القمامة عن البلاستيك، مع انتشار المقذوفات غير المنفجرة من مخلفات الحرب.
ولجأت بعض النساء ممن يسكن المخيمات السورية إلى البحث عن مخلفات وبقايا قذائف، للاستفادة من معادنها التي تشكل مصدر دخل لبعضهن، رغم تحذير منظمات أممية ودولية من أخطار مخلفات الحرب على حياة المدنيين.
وأشار تقرير “WILPF“ (الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية) حول “النساء في الاقتصاد السوري”، إلى أن ظروف الحرب حملت النساء السوريات “مسؤوليات اقتصادية مركبة، مع غياب المعيل التقليدي وتحول قسم كبير منهم إلى الإعاقة الجسدية في معظم الأحيان، خاصة في المناطق الشمالية الغربية الخارجة عن سيطرة النظام”.
اقرأ أيضًا: نساء ينبشن في مخلفات الحرب بإدلب