قالت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، إنها بحثت تطبيق موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي (M4)، وهما قضيتان متناقضتان.
وذكرت الوزارة أن البحث جرى، الثلاثاء 25 من نيسان، خلال اجتماع رباعي لوزراء دفاع كل من النظام السوري وروسيا وإيران وتركيا، في العاصمة الروسية موسكو.
ويتناقض مفهوم اتفاق طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4) في سوريا، الذي ينص على تسيير دوريات تركية- روسية، مع مطالب النظام المتكررة بانسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا.
ويرتبط الطريق الدولي (M4) باتفاق “موسكو” أو “وقف إطلاق النار”، الموقّع في 5 من آذار 2020، بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، والذي تنص بنوده على:
-نشر دوريات روسية- تركية مشتركة على طول طريق “M4″، ابتداء من 15 من آذار من العام نفسه.
-وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة بين النظام والمعارضة.
-إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمالي الطريق الدولي السريع الرئيس في إدلب (M4) وستة كيلومترات جنوبه، وهو الطريق الذي يربط المدن التي يسيطر عليها النظام السوري في حلب واللاذقية.
النظام يشترط الانسحاب التركي
في 4 من نيسان الحالي، قال نائب وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، خلال اللقاء الرباعي الذي جمع نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام، إن إعلان تركيا رسميًا، وبشكل لا لبس فيه، أنها ستسحب قواتها من الأراضي السورية كافة، والبدء الفعلي بالانسحاب، هو “المدخل لإعادة التواصل بين الجانبين”.
وأضاف سوسان، بحسب ما نقلته وكالة “الأنباء السورية الرسمية” (سانا)، “لم نرَ أي مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا أو محاربة الإرهاب والقضاء عليه في الشمال الغربي، وخصوصًا في منطقة إدلب، وإعادة بسط سلطة الدولة على هذه المنطقة، بل إن تركيا لم تلتزم بالتفاهمات في إطار (أستانة) أو مع الجانب الروسي”، وفق تعبيره.
وقبل بدء اللقاءات الرباعية، اعتبر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 12 من كانون الثاني الماضي، أن اللقاءات على صعيد التقارب مع تركيا يجب أن “تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا حتى تكون مثمرة”.
ومن أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي يريدها، أضاف الأسد، أن هذه اللقاءات يجب أن تنطلق من الثوابت والمبادئ المبنية على “إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب”، وذلك خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف.
تركيا ترفض الانسحاب
قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن شرط النظام بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية “غير ممكن” في الوضع الحالي، خلال لقاء مع قناة “HaberTurk” التركية، في 13 من نيسان الحالي.
انسحاب تركيا من شمالي سوريا سيسبب فوضى و”مجازر” في المنطقة، بحسب الوزير، بالإضافة إلى أزمة لاجئين جديدة وتهديدات للأمن القومي التركي.
وتابع جاويش أغلو، “هل سنعيد تحديث معاهدة أضنة؟ وفقًا لاتفاقية أضنة، فإن سوريا المسؤولة عن ضبط الحدود والقضاء على جميع التهديدات باتجاه تركيا. نذكر في كل مرة أننا نحترم السلامة الإقليمية ووحدة الأراضي السورية”.
وتنتشر القوات التركية في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وتملك نقاطًا عسكرية، ومعدات وآليات عسكرية ولوجستية فيها.
ونفذت تركيا بالتعاون مع “الجيش الوطني السوري” ثلاث عمليات عسكرية داخل سوريا، هي “درع الفرات” وشملت مناطق اعزاز وجرابلس والباب ومارع والراعي، وعملية “غصن الزيتون” وشملت عفرين ونواحيها، و”نبع السلام” وشملت مدينتي تل أبيض ورأس العين.