تستمر الأزمة الإنسانية في السودان مع النقص الحاد الذي تواجهه البلاد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، بالتزامن مع خروقات للهدنة المعلَنة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”.
وشهدت الأيام الماضية ارتفاعًا بأعداد الضحايا المدنيين جراء الاشتباكات، إذ نقلت وكالة “رويترز” عن منظمة الصحة العالمية اليوم، الثلاثاء 25 من نيسان، أن عدد الضحايا وصل إلى 459، في حين أصيب أربعة آلاف و72 شخصًا.
كما أشارت المنظمة إلى أن الأعداد الحقيقية للضحايا ربما تكون أكثر من ذلك بكثير.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة في بيان عبر موقعها الرسمي، الاثنين 24 من نيسان، إن السودان يواجه نقصًا حادًا في إمدادات الغذاء والدواء مع محدودية خدمات الاتصالات والكهرباء.
ويحتاج 15.8 مليون شخص في السودان إلى مساعدات عاجلة، بحسب الأمم المتحدة.
اتهامات متبادلة
يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة المتفَق عليها بينهما لمدة 72 ساعة، إذ أعلنت “قوات الدعم السريع” في بيان نشرته اليوم، الثلاثاء، عبر حسابها في “تويتر”، أن الجيش السوداني خرق وقف إطلاق النار، وهاجم العاصمة الخرطوم بالطائرات.
ورد الجيش السوداني عبر بيان ذكر فيه تحركات قال إن “الدعم السريع” نفذتها خلال الساعات القليلة الماضية، وتعد خرقًا للهدنة.
وشملت التحركات، وفق الجيش السوداني، محاولة احتلال مواقع جديدة، ونقل أرتال عسكرية باتجاه الخرطوم، ونشاطات لمجموعات القناصة.
عمليات إجلاء مستمرة
وبالتزامن مع المأساة الإنسانية والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، تستمر عمليات الإجلاء الدولية.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الاثنين 24 من نيسان، عن إجلائها 500 شخص، بينهم 196 فرنسيًا، والباقون من جنسيات مختلفة.
فيما أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الاثنين، عن إجلاء 356 شخصًا، منهم 101 سعودي، فيما ينتمي الباقون إلى 26 جنسية مختلفة.
ما أصل الخلاف
تشهد عدة مدن سودانية اشتباكات عنيفة بين الطرفين منذ 15 من نيسان الحالي.
ويحكم السودان حاليًا “مجلس السيادة السوداني” بقيادة قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، ونائبه، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي يرأس “قوات الدعم السريع”.
وتوجد عديد من الخلافات بين الطرفين بشأن كيفية الانتقال إلى حكم مدني (بموجب الاتفاق مع القوى المدنية السودانية)، وكذلك عملية دمج “قوات الدعم السريع” مع الجيش السوداني.
ومع ازدياد التوتر بين الطرفين، نشرت “قوات الدعم السريع” عناصر تابعين لها حول العاصمة الخرطوم في 15 من نيسان الحالي.
ولا يمكن التأكد من الطرف الذي بادر بإطلاق النار، كما لا يُعرف تحديدًا من الطرف الأكثر سيطرة على الأرض مع ظهور بيانات متضاربة من الطرفين.
إلا أن المعارك الحالية بين البرهان و”حميدتي” تشير إلى إمكانية انتهاء الاتفاق الموقع بين الجيش والقوى المدنية في البلاد.
ووقعت أحزاب سودانية مدنية ونقابات وتنظيمات مدنية ما عُرف بـ”اتفاق السودان”، في 5 من كانون الأول 2022، مع البرهان و”حميدتي”.
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة مدنية دون مشاركة العسكر، وإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وابتعادها عن السياسة والاستثمارات الاقتصادية.
وجاء الاتفاق عقب انقلاب عسكري نفذه البرهان على المسار المدني في البلاد عام 2021.
–