لماذا يزيل النظام السوري حواجز عسكرية من دمشق؟
شهد نيسان الحالي نشاطًا في إزالة الحواجز العسكرية والأمنية بالعاصمة السورية دمشق، بعد تقطيعها أوصال المدينة منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام في 2011.
وخلال الأسابيع الأخيرة، وفي ظل تقارب السعودية مع النظام ومساعيها لإعادة تعويمه “عربيًا على الأقل”، اتجه النظام للتخفيف من الحواجز، ما جرى تفسيره على أنه تجهيز لاستقبال وفود عربية لم تعد زياراتها مثار استغراب منذ حدوث الزلزال في شباط الماضي.
وأزيل أخيرًا حاجز قريب من مكتبة “الأسد” (المكتبة الوطنية)، على الطريق الواصل بين حي المالكي وساحة الأمويين، بعد إزالة حاجز من محيط أبو رمانة.
كما أزالت قوات النظام الحواجز الأسمنتية (حجارة كبيرة الحجم تُستخدم لتنصيف الطرقات ذات الاتجاهين) على طريق بيروت، وصولًا إلى فندق “داما روز”.
وأزيل حاجز على الطريق الذي يمر أمام جامعة “دمشق” (فرع المزة)، الذي يشمل كليات الآداب والطب وطب الأسنان، والمعهد العالي للغات، ويؤدي الطريق إلى وزارة التعليم العالي ودوار الجمارك ومبنى “القضاء العسكري”.
حاجز آخر أزيل في باب مصلى، ليفتح الطريق في محيط فرع المرور، وحاجز في نهاية جسر “الرئيس” على الطريق نحو فندق “فور سيزونز”، الذي يستقبل الوفود وممثلي المنظمات والهيئات العربية والدولية، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة.
كما أزيل حاجز “آمرية الطيران”، على الطريق بين ساحة الأمويين وأبو رمانة، في منطقة تجمع كثير من السفارات العربية والأجنبية، في المالكي وأبو رمانة والمهاجرين.
وتشترك معظم تلك الحواجز في امتدادها على الطرقات المتشعبة من ساحة الأمويين، حيث تتركز كثير من المؤسسات والمباني الرسمية الحساسة، ومنها مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وقيادة الأركان، و”آمرية الطيران”، ودار “الأوبرا”، ومكتبة “الأسد”.
“هيمنة شكلية”
أوضح مواطنون سوريون مقيمون في دمشق لعنب بلدي، أن الحواجز العسكرية في العاصمة بالمجمل، تراجع دورها وتأثيرها على حركة النقل، على أقل تقدير، ما يعني اختلاف آلية التدقيق الأمني، وصولًا لإنهاء حالة الازدحام والطوابير التي سببتها تلك الحواجز على مدار سنوات منذ إقامتها.
بينما يرى المحلل العسكري طارق حاج بكري، أن الحواجز العسكرية والأمنية للنظام، وتحديدًا في دمشق، فقدت ضرورتها للنظام مع مرور الوقت، ولم تعد وسيلة ناجعة لاعتقال مطلوبين.
وقال حاج بكري لعنب بلدي، إن النظام يمتلك شبكة واسعة من المخبرين و”المتعاونين معه أمنيًا”، وعبر الدوريات الأمنية، وهؤلاء يجري الوصول للمطلوبين، لكن الحواجز باقية لفرض “هيمنة شكلية” وإذلال الناس عبر تأخيرها، وإقامة طوابير انتظار، كما كانت وسيلة ارتزاق للعناصر والقادة، وتهدف أيضًا لترسيخ فكرة أن البلد في “حالة حرب”.
واعتبر المحلل إزالتها والتخفيف منها وسيلة لنقل صورة للعالم بعودة الحياة إلى طبيعتها، ولا سيما في المناطق الحيوية، وهو ما توليه بعض الدول اهتمامًا، وتحديدًا التي ترغب بإعادة ما لديها من لاجئين سوريين إلى المناطق “الآمنة”.
زيارات بالجملة بعد الزلزال
فتح الزلزال الذي أثر في عشر ولايات تركية وأربع محافظات سورية، في 6 من شباط الماضي، باب زيارات عربية إلى دمشق، جاء بعضها لأول مرة منذ 2011.
كما تبع الزلزال تصريحات سعودية أفضت إلى اتباع الرياض طريق التقارب مع النظام السوري، قبل زيارة وزير خارجيتها، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، في 18 من نيسان الحالي، ولقائه رئيس النظام السوري.
وكان الأسد التقى، في 27 من شباط الماضي، وفدًا من الاتحاد البرلماني العربي في دمشق، ضمّ رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، والأمين العام للاتحاد، ورؤساء مجلس النواب في الإمارات والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى ممثلَي مجلس نواب سلطنة عمان ولبنان، اللذين حضرا مؤتمر الاتحاد نفسه، في بغداد
وفي 21 من شباط الماضي، زار وزير الصحة الإماراتي، عبد الرحمن بن محمد العويس، سوريا، بعد أقل من عشرة أيام على زيارة زيارة وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، إلى دمشق، في 12 من شباط، ولقائه الأسد.
ولأول مرة منذ عام 2011، زار وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، دمشق، في 15 من شباط، والتقى نظيره السوري، فيصل المقداد، والأسد.
كما استقبل بشار الأسد، في 8 من شباط، وفدًا وزاريًا لبنانيًا يرأسه وزير الخارجية، عبد الله بو حبيب، بتكليف من رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :